stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الأقباط الكاثوليك

متحدين فى الصلاة والرسالة

693views

راعي الاقباط الكاثوليك فى لبنان :

” حريصون أن يسعى الشباب العامل الى تحقيق هدف غربتهم بالأمانة فى وظائفهم والالتزام بالكنيسة “

الهجرة خارج مصر ، احدى الطرق التى يرتادها الشباب بغرض الحصول على عمل يعينهم فى تحقيق أحلامهم ومشروعاتهم كالزواج والارتقاء بحياتهم الاقتصادية والاجتماعية . وتعد هذه المرحلة من المراحل العمرية الهامة فى حياة المغترب وقد عملت الكنيسة القبطية الكاثوليكية على رعاية ابنائها فى بلاد المهجر من خلال تأسيس الكنائس وايفاد الأباء الكهنة للقيام برسالة الرعاية الروحية للمهاجرين . فى هذا الحوار نلتقى والاب انطونيوس مقار ابراهيم راعي الاقباط الكاثوليك بلبنان ، فى محاولة للاقتراب من حياة هولاء الشباب واعمالهم على أرض لبنان الشقيق نموذج التعايش والكرم .

• فى البداية نريد أن نعرف .. من هو الأب انطونيوس مقار : النشأة – التعليم – التكريس ؟

إسمي بالميلاد إسحق مقار ابراهيم نشأت في قرية منهري التابعة لمركز ابوقرقاص محافظة المنيا مواليد 16 نوفمبر 1965 وسط عائلة مسيحية مؤمنة ومُحبة للكنيسة وغيورة على الإيمان ملتزمة بالصلاة وحضور القداس يوم الأحد خصوصاً وأن منزلنا واقع بجوار كنيسة أم الرحمة الإلهية للأقباط الكاثوليك بالبلدة ومنذ صغري وأنا ملتزم بهذه الكنيسة وتربيت تربية مسيحية مبنية على التعليم الصحيح الى جانب ما تشربته من الأهل البسطاء في محبتهم وعلاقتهم الطيبة مع كل الجيران ، تعلمت أيضاً على أيدى كهنة أفاضل ثبوتنا على الإيمان والتمسك بالكنيسة وهم كُثر

اذكر منهم على سبيل المثال المتنيح القمص إسحق العزاوي والمتنيح القمص ميخائيل جاد والقمص المتنيح أنطون جيد والقمص المتنيح داوود يسى وحضرة القمص الحبيب بولس فهمي خادم كنيسة القديس بطرس في بني سويف الذي وقف الى جواري وشجعني على دخول الإكليريكية . حصلت على الشهادة الإبتدائية من مدرسة الأقباط الأرثودكس في منهري والشهادة الإعداية من مدرسة أديب وهبة في ابوقرقاص البلد ومِن ثم دبلوم المدراس الثانوية الصناعية قسم كهرباء . وقد دخلت الإكليريكية في بدء العام الدراسي لسنة 1984م وأتمتت الدراسة حتى السنة الثالثة من سنين دراسة اللاهوت وفي نهايتها ذهبت الى الخدمة العسكرية ، ورجعت للسنة الرابعة ولكنى لم اتم دراستها رغم أني عملت بحث التخرج تحت عنوان شهود يهوه في هويتهم وإسلوبهم ومعتقدهم بإشراف الأب بولس جرس .

• كيف سارت حياتك بعد تركك للكلية الاكليريكية ؟

دبرت العناية الإلهية أن أعمل في الخدمة التطوعية في السودان بمعرفة الأب هنري بولاد اليسوعي مدة سنتين ومِن ثمَّ فكرت فى عمل خبرة جديدة فى الحياة الرهبانية ووقتها دخلت الى دير الأباء اللعازاريين بالإسكندرية ومنه سافرت الى لبنان وأمضيت حوالى ستة أشهر، ولم أُوفق في هذه المحطات لكنى لم أفقد الأمل أبداً وكنت دائماً أقول أن الله يرى الأفضل والأنسب . سافرت الى لبنان كأي شخص يبحث عن العمل، وبدأت هذه المرحلة كعامل في مهنة المحارة ، ومحطة بنزين “محروقات” وأمين مستودع في شركة أدوية ، ومندوب مبيعات في شركة كومبيوتر ، الى أن إستقر الأمر بي في محطة تلفزيون تيلي لوميير ” نور سات ” بوظيفة بواب ، وأمين مستودع .

وتدريجياً بحكم الأقامة الكاملة في التلفزيون تعلمت بعض الأعمال التلفزيونية كإعداد البرامج وخصوصاً الوثائقيات ، والمونتاج ، والبث التلفزيوني وصولاً الى هندسة الصوت وتنفيذ البرامج الحوارية .وفي أثناء هذه الفترة تعرفت الى الأب الحبيب سمير خليل اليسوعي في دير الاباء اليسوعيين في بيروت وقد شجعني على متابعة دراسة التراث العربي ، وبالفعل التحقت بمعهد الدراسات المسيحية الإسلامية التابع لجامعة القديس يوسف ودرست في مجال الديانات المقارنة مدة سنتين وحصلت على الدبلوم فيها وقمت بعمل بحث وتجميع في مجال التراث العربي المسيحي وهذا العمل تم نشره على موقع كنيسة الاسكندرية للأقباط الكاثوليك بإشراف المونيسنيور يؤانس لحظي .

• قدم للقارئ الكريم لمحة تاريخية عن كنيسة الاقباط الكاثوليك فى لبنان ؟

كنيستنا في لبنان حديثة العهد بالرغم مِن أنه يوجد قرار من مجمع الكناس الشرقية في روما يحض على رعاية شؤون الأقباط الكاثوليك في لبنان للكنيسة المارونية ممثلة في مطران العاصمة بيروت ، وقد وجد آنذاك احد كهنة الأقباط الكاثوليك للعمل في لبنان بشكل شخصي بدون تكليف رسمي من سلطة الكنيسة هو الأب المتنيح يونان غطاس وقد سمعت عنه الكثير من بعض أباء ابرشية بيروت المارونية يمدحون فيه ويثنون عليه .

وقد بدأ التاريخ الفعلي مع مبادرة من غبطة ابينا البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب الذي ارسلَ خطاباً الى البطريرك الكارنيال مار نصرالله بطرس صفير يطلب فيه التفكير برسامة كاهن يهتم بخدمة الشاب المصري العامل في لبنان ، وقد رشحني صاحب الغبطة لهذه النعمة في بدء العام 2007 ، وتم التواصل مع مطران بيروت للمورانة المطران بولس مطر الذي كُلفَ برعاية شؤون الأقباط الكاثوليك وتواصلت مع نيافته وبالتنسيق التام مع ابينا البطريرك أنطونيوس نجيب حددنا خارطة طريق نحو تحقيق هذا الهدف السامي.

وفي نهاية العام 2007 عُدت الى مصر لنوال الدرجات الصغري بوضع يد ابينا المطران ابراهيم اسحق مطران المنيا أنذلك وذلك في كابيلا المطرانية وبحضور بعض الأباء الكهنة الذين بدأت معهم الدراسة في الاكليريكية اما الدرجة الإنجيلية فقد نِلتُها في رعيتي كنيسة أم الرحمة الإلهية للأقباط الكاثوليك في قرية منهري.

ثم رجعِتُ الى لبنان شماساً أنجيلياً وقد منحنى نيافة المطران بولس مطر المسؤول عنُا نعمة الخدمة الإنجيلية والتدرج في العمل الرعوي برفقة الأبوين جوزف ابو غزالة وحنا عيد كهنة رعية القديس انطونيوس الكبير في منطقة جديدة المتن ، التى جعل منها المطران مقراً مؤقتاً لممارسة شعائرنا وطقوسنا في أيام الأحاد وآلاعياد .

وكان لنا أول احتفال بعيد الميلاد وهو أول قداس قبطي كاثوليكي يُقام في لبنان وترأسه آنذاك المونسينور توماس حليم المستشار البابوي في سفارة الفاتيكان بلبنان . وفي يوم الثالث عشر من شهر أبريل 2008 أوفد ابينا البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب صاحب النيافة المطران يوحنا قلته لرسامتى الكهنوتية . ومازلنا مستمرين في مقرنا المؤقت مار انطونيوس الكبير ، ونشكر نيافة المطران بولس مطر بالتشاور مع مجلسه الكهنوتي قد وهب لنا قطعة ارض مساحتها 1800 م كهبة وقفية للأقباط الكاثوليك لإقامة كنيسة ومجمع رعوي.

• ماذا عن ملامح العمل الراعوي فى خدمة الأقباط الكاثوليك، والتحديات التى يعيشها ابناء الكنيسة في لبنان ؟

ا لعمل الرعوي لنا كاقباط كاثوليك في لبنان ينطلق من الإهتمام بالشباب حيث أن رعيتنا هي في معظمها شباب عامل بالاجر اليومي وليس لدينا عائلات سوى القليل . ونحن حريصون على أن يسعى الشباب دائماً الى تحقيق هدف غربتهم وتواجدهم في لبنان لأجل لقمة العيش بالمحافظة على أشغالهم والأمانة على وظائفهم والالتزام بالكنيسة ، كما أني أسعى بقدر الإمكان مع الأصحاب والمعارف لإيجاد فرص عمل لمن لايجيدون عمل.

وايضاُ للمساعدة في إيجاد بعض الحلول لمن يواجهون مشاكل في عملهم . أما التحديات والصعوبات التى نجدها وربما هي عامل أساسي في بُطء نمونا الرعوي تواجد ابناء الرعية على كافة الآراضي اللبنانية وهذا لايساعد على حضور الجميع او الحضور بنسبة أعلى هذا من جهة ومن جهة اخرى عدم وجود مكان خاص بنا نتمكن من خلاله بالمزيد من اللقاءات والنشاطات على مثل لقاءتنا ونشاطاتنا في رعايانا في مصر. فالخدمة مقتصرة في وقتنا الحالى على القداس الالهي يوم الآحاد والأعياد والسؤال عن ابناء الرعية من خلال التواصل او الزيارة .

• حدثنا عن اليات التواصل بين الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر ورعيتكم فى لبنان ؟

حالنا كحال رعايانا في المهجر نحن على تواصل مع ابينا البطريرك أولاً بصفته بطريرك الكنيسة ومسؤول عن رعاية المهجر فغبطته قد زارنا مرتين في العام 2017 و2018 وكان لهذه الزيارة الأثر الطيب في نفوس شبابنا وفي أثناءها أقام غبطته قداس شكر على استلامنا قطعة الأرض بحضور نيافة المطران بولس مطر وبعض الفاعليات من كهنة ابرشية بيروت ورئيس البلدية ووفد من السفارة المصرية وغبطة ابينا البطريرك حريص دائماً على التواصل المستمر والإطمئنان ولا سيما في هذه الأيام التى يمر بها لبنان .

• لكم نشاط ملحوظ فى مجال الكتابة والعمل الإعلامي حدثنا عن هذه الرسالة ؟

نشاطي في مجال الكتابة والعمل الإعلامي تعلمته في فترة وجودي في محطة نور سات والتى استمرت بشكل منتظم ومستمر لمدة 14 سنة كموظف منها 10 سنين قبل الكهنوت وأربع سنين اثناء الكهنوت في مجال إعداد البرامج وهي برنامج هذه كنيستي ينتاول تاريخ الكنائس الشرقية وهو عبارة عن برنامج وثائقي عدده 13 حلقة ، وبرنامج الجماعة الرهبانية ويتناول تاريخ وحياة الرهبانيات عدده 13 حلقه ، وبرنامج التراث الرهباني عبارة عن حلقات حوارية عدها 65 حلقة، وبرنامج إنجيل الهنا أيضاً حلقات حوارية عددها 50 حلقه بالاضافة الى الحلقات المفردة وطبعاً هذه البرامج كانت باعداد مشترك مع زوجتي السيدة أندريه نعيم التى عملت ايضاً في التلفزيون في مجال الإعداد والتقديم وترجمة الافلام .

• ككاهن متزوج كيف ترى تخصيص الكنيسة الكاثوليكية عاماً للتأمل فى شأن العائلة المسيحية فى ضوء الإرشاد الرسولي فرح الحب ؟

أصدر البابا البابا فرنسيس الإرشاد الرسوليّ “فرح الحبّ” ، حول العائلة وهذا الأرشاد بمثابة دستور أو وثيقة تضم دراسات معمّقة وتفكير مشمول بنور الروح القدس لأجل خير الإنسان لا سيّما الشباب والأزواج وإعلاء شأن أهميّة العائلة . بالفعل هذا الإرشاد “فرح الحبّ” يذكّر ببعض الأسس والثوابت لنجاح الحياة الزوجيّة والعائليّة وذلك بطريقة عمليّة وواقعيّة،ويضع الزوجين أمام الضمير للسلوك بأمانة نحو حياتهم الزوجية وممارستها وحياتهم العائلية وديمومتها. فيقدم لهم المزيد من الإرشادات والنصائح والتوجيهات. ” إنّ عيش الحبّ الزوجيّ وممارسته في الحياة اليوميّة، وما يحمل من انتكاسات وصعوبات متعددة يبقى مصدر فرح وحياة.

• فى الختام ما الأمنية التى تتطلع إليها لمستقبل الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى لبنان ؟

أشكركم من كل القلب على سعة صدركم ومنحي شرف الحديث لجريدتكم التى اكن لهما كل إحترام وتقديري وأتمنى من كل قلبي أن يعود لبنان الى مجده ومكانته فهو الرئة التى يتنفس بها المسيحيون في بلاد الشرق ، وأن تنمى كنيستنا وتتعزز مكانتها بين الكنائس الشرقية فلا ننسى أن كنيستنا ذات تاريخ عميق تسعى دائماً الى الحفاظ عليه بصورة جميلة كما انها تعمل لأجل الإنسان وخدمته لمجد الله وخلاص النفوس .

أجرى الحوار  :

ناجح سمعـان

جريدة حامل الرسالة عدد الاحد 28 مارس 2021