stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عقائدية

حول خلاص غير المسيحيّين(2)- الأب/ فاضل سيداروس اليسوعي

1.8kviews

imagesحول خلاص غير المسيحيّين(2)- الأب/ فاضل سيداروس اليسوعي

نشرنا في عددنا السابق فقرة من كتاب الأب فاضل سيداروس اليسوعي “سرا المعموديّة والتثبيت”- سلسلة “الأسرار والحياة” رقم4- مطبوعات الآباء اليسوعيّين في مصر- القاهرة 1993: “حول خلاص غير المسيحيّين “. ونستكمل في هذا العدد فقرة أخرى تتناول النقطتين الثالثة والرابعة من نفس الموضوع. بعد توضيح علاقة المعمَّدين مع الله ومع الكنيسة نتساءل مع المؤلف عن مصير الذين لا يؤمنون بالمسيح ولا يعتمدون ولا ينتمون إلى الكنيسة؟ إن كان العهد الخلاصي معروضاً على جميع البشر، فما مصير الذين لا تعرضه عليهم الكنيسة أو الذين لا يقبلونه؟ هل معنى القول المأثور “لا خلاص في خارج الكنيسة”، هل لا خلاص لهؤلاء لأنهم لا ينتمون إلى الكنيسة؟ إنّها أسئلة شائكة حول موضوع حسّاس بالنسبة لكنائسنا العربيّة التي تعيش في وسط أناس لا يؤمنون بيسوع المسيح ربّاً وإلهاً، ولا ينتمون إلى كنيسته. لذلك نستكمل في هذه الفقرة طرح هذه القضية ومحاولة إلقاء الضوء عليها. 

إدارة المجلّة

3- الكنيسة “آية” لخلاص البشر أجمعين:

إنّ خلاص غير المؤمنين غير المعمَّدين غير المنتمين إلى الكنيسة لا يعني على الإطلاق عدم ضرورة الإيمان بالمسيح والمعموديّة والانتماء إلى الكنيسة. فوصيّة يسوع واضحة ولا تقبل أي تنصّل عن المسئوليّة: “اذهبوا… وعمّدوهم…” (مت28/19 ومر 16/5 أع 1/8…).

فإعلان يسوع المسيح لواجب على الكنيسة لا يمكنها أبداً أن تتهاون في حقّه. لذلك اعتبره بولس “فريضة لابد منها”، وصرخ: “الويل لي إن لم أبشّر” (1كور9/16). وبالفعل، إنّ الله يحمّل المعمَّدين مسؤولية إعلان البشرى، سواء بإعلان الكلمة أو بشهادة الحياة. ويوم الدينونة سوف يحاسبهم على أمانتهم تجاه هذه المسؤولية الرهيبة.

وإذا تساءلنا: لماذا حمّل يسوع المسيح المعمَّدين رسالة التبشير؟ وجب علينا أن نفهم أنّ الله يريد دائماً إشراك البشر في الخلاص والبشرى. فكان بوسعه أن يخلّصهم بكلمة منه وحده- كما خلقهم وخلق العالمين- غير أنه يستعين بالبشر لإعلان الخلاص والسعي لخلاص العالم. فالمسؤولية الرهيبة التي يحمِّل المعمَّدين إياها هي في الوقت نفسه “مفخرة” لهم، بحسب تعبير بولس (1كور9/15). فالمسيح يضع مصيره بين أيديهم، واثقاً بهم وبغيرتهم في أن يعلنوه ويشهدوا له. ونتذكّر أنّ كل سرّ من الأسرار ينتهي بهذه الدعوة إلى الرسالة: “اذهبوا في سلام الرب”، أي اذهبوا لتُعلنوا البشارة ولتشهدوا ليسوع المسيح من خلال حياتكم .

فمن الخطأ إذاً طرح سؤال ضرورة الإيمان والمعمودية والانتماء إلى الكنيسة بعبارة: “ما هي منفعتها ما دام الجميع يخلصون؟” فيجب طرحه بعبارة واجب رسالة الإعلان والشهادة. فليست المعموديّة “فرضاً”- كما يظنّه بعضهم- بقدر ما هي “امتياز” مجاني يهبه الله للبعض . فعندما نال الوثنيّون الروح قبل نيلهم المعموديّة- ويشير هذا الحدث إلى حريّة الروح، فالروح يهبّ حيثما يشاء، وإلى قصد الله في خلاص غير المعمَّدين- قال بطرس: “أيستطيع أحد أن يمنع هؤلاء من ماء المعموديّة؟” (رسل 10/47). “مَن أكون أنا لأحُول بينهم وبين الله؟” (رسل 11/17).

فالمعموديّة امتياز لعلاقة مميّزة مع الله، وحق في الانتماء إلى شعب الله المخلّص. فشتّان بين هذه النظرة الإيجابيّة إلى المعمودية، ونظرة الفاترين الذين يتساءلون: لماذا المعموديّة إن كان الجميع يخلصون؟ غير أنّ هذا الامتياز وهذا الحق هما رسالة رهيبة أيضاً كما أسلفنا تبيانه.

فهناك إذاً عمل الله الخلاصي! وهناك رسالة الكنيسة، إشراكاً منه لها في عمله. إنّ الله هو سيّد تاريخ البشريّة، وإنه يدعو الكنيسة إلى أن تجذب البشر نحو هذه السيادة عن طريق الإعلان والشهادة. إنّ الله يدعو جميع البشر إلى عهده الخلاصي بصوت الكنيسة وبعملها وسعيها.

أو بعبارة أخرى، إنّ الكنيسة “آية” (Sacramentum) لخلاص العالم أجمع. فإن كان الله قد خلّصها، فلكي تشترك معه في خلاص المسيح نفسه للعالم (قول 1/24). فكونها قد نالت الخلاص بإيمانها بيسوع المسيح واعتمادها باسمه، هو عربون لخلاص العالم بأسره، وباكورة لخلاص البشريّة بأجمعها.

إنّ خلاص البعض هو من أجل خلاص الجميع. إنّ الكنيسة “آية” بتمام معنى الكلمة، أي أنها تشير إلى الخلاص وتحقّقه في آن واحد. إنها تشير إليه بقدر ما هي عربون وباكورة، وإنها تحقّقه بقدر ما هي تشترك مع سيّدها ورأسها وعريسها في خلاص البشر كلّهم عن طريق إعلان البشرى لهم وتعميدهم. فلو لم تكن الكنيسة، لما وصل عهد يسوع المسيح الخلاصي إلى البشر، بل لنقص كما يقول بولس. إنّ الكنيسة ضرورية لخلاص العالم. بهذا المعنى يمكن القول: “لا خلاص في خارج الكنيسة”، لا بمعنى أنه لا خلاص للذين لا ينتمون إلى الكنيسة  بل الخلاص يصل إلى جميع البشر من اله عن طريق الكنيسة كمجرى وقناة للخلاص، لأنّ الله- منذ التجسّد- يتعامل مع البشر عن طريق البشر، كما أسلفنا تبيانه. فإن كان غير المؤمنين وغير المعمَّدين يخلصون، فلأنّ الكنيسة “آية” لهذا الخلاص، أي عربون له وباكورة لهم من جهة، ومحقِّقة إيّاه برسالة الخلاص عن طريق الإعلان والشهادة والتعميد من جهة أخرى.

4- موقف المسيحيّين من غير المسيحيّين:

وخلاصة لحديثنا عن مصير غير المعمّدين، نورد ثلاثة مواقف ظاهرة في الكنيسة إزاء هذا الموضوع.

أ- فهناك فئة تدين مَن هم في خارج الكنيسة ولا يعتمدون ولا يؤمنون بيسوع المسيح، فتجعلهم يستوجبون النار.

إنّ هذا الموقف لمخطيء كلّ الخطأ، وهو منافٍ تماماً لقصد الله الخلاصي الشامل البشر بأجمعهم، ولمعاملة يسوع مع الخطأة وبحثه عنهم، ولدور الشرائع غير المسيحيّة في مقاربتها للإله الحقيقي- وإن كانت مقاربتها غير كاملة-، ولقيمة ضمائر غير المسيحيّين ومحبّتهم. ثم إنّ روح الإدانة هذه لمنافية تماماً للمحبّة الأخوية. فمِن الأسلم ترك الدينونة لرحمة الله المحبّة والمخلّصة، خاصة وقول يسوع صريح: “لا تدينوا لئلا تدانوا، فكما تدينون تدانون” (متى 7/1-5).

وإنّ هؤلاء الذين يدينون، سيفاجأون يوم الدينونة عندما يرون ابن الإنسان يدين البشر لا بحسب انتمائهم الديني، بل بحسب أعمال المحبّة أساساً، وخاصة وقد كتب أوغسطينس لهؤلاء قوله المشهور:

“كثيرون هم من الملكوت وليسوا من الكنيسة.

وكثيرون هم من الكنيسة وليسوا من الملكوت”.

وهو، في ذلك، أمين لكلام يسوع نفسه الذي أعلن أنّ البشر سيدخلون في الملكوت من المشارق والمغارب، من الشمال والجنوب، في حين أنّ الذين يُخرجونهم منه لن يدخلوه هم.

ب- وهناك فئة تتساهل في الإيمان والمعموديّة والانتماء إلى الكنيسة، فلا تجد لها ضرورة بما أنّ الجميع سيخلصون.

إنّ هذا الموقف أيضاً لمخطيء كلّ الخطأ، لأنه نابع من روح نفعيّة لا تؤمن إلا بما هو نفعي ومفيد، ملموس ومحسوس؛ من روح مسيحيّة فاترة فقدت معنى الرسالة ولا سيّما ضرورة الإعلان بالبشرى والشهادة ليسوع المسيح أمام الجميع. إنّ الإيمان بيسوع المسيح والاعتماد امتياز وحق، وإنّ الاعتماد في الروح امتياز لسكناه في القلب، وإنّ الاعتماد باسم الآب امتياز للبنوّة الإلهيّة. وإنّ هذا الامتياز هو في الوقت نفسه مسؤولية رهيبة لتوصيل الخلاص لغير المعمّدين.

جـ- وهناك الموقف السليم وهو يتحاشى الموقفين المتطرّفين السابقين، آخذاً بمحمل الجدّ قصد الله في خلاص جميع البشر، 

وفي الآن نفسه ضرورةَ الإيمان بيسوع المسيح والمعموديّة والانتماء إلى الكنيسة (كامتياز وكرسالة)، تاركاً لرحمة الله مصير غير المعمّدين، وفي الوقت نفسه ساعياً إلى إعلان البشرى لجميع البشر وإلى الشهادة ليسوع المسيح أمام الجميع، معتبراً الكنيسة “آية” للعهد الخلاصي، أي عربوناً له وباكورة للمخلّصين؛ وفي الوقت نفسه متقبّلة من الله الاشتراك معه في خلاص جميع البشر، معتبرةً أنّ ملء قامة المسيح يتحقّق في الكنيسة من أجل الخليقة جمعاء، وأنّ الأزمنة الأخيرة تتم في داخل الكنيسة من أجل البشريّة بأجمعها، وأنّ الآب أب للبشر أجمعين؛ وإنّما الكنيسة “آية” لتحقيق ذلك كلّه.

هذا هو- كما يخال لنا- الموقف السليم تجاه قضيّة بل وسرّ خلاص البشر، من مؤمنين بيسوع المسيح وغير مؤمنين به، من معمّدين باسم الآب والابن والروح وغير معمّدين، من منتمين إلى الكنيسة وغير منتمين إليها.

5- بعض النصوص عن “جهنّم”:

نورد ثلاثة نصوص أرثوذكسية الأصل وثلاث فقرات كاثوليكية الأصل، حول ما تثيره قضيّة جهنّم من فهم وتساؤلات في الفكر اللاهوتي المعاصر.

ليس جهنّم لأجل الآخرين إطلاقاً

“كان الأب صفرونيوس  يشرح لي بهدوء أننا لا نستطيع أن نتحدّث عن جهنّم حديثاً موضوعياً، ولا أن نتحدّث عنه لأجل الآخرين. فما من إنسان وحده، لأن الله لا يترك أحداً، وشركة القدّيسين- وهم الخطأة المغفور لهم- تذوّب السجن النهائي، سجن الأنا الذي ينغلق على ذاته… لا يمكن أن تكون “المسامحة الشاملة” يقيناً، لأنها تعني تفريغ الحياة الروحيّة من جدّيتها، والحريّة الإنسانية من عظمتها المأساوية. غير أنّ “المسامحة الشاملة” يجب أن تكون موضع صلاتنا وحبّنا الفعّال ورجائنا. هكذا توصّل الأب صفرونيوس إلى أن يقصّ عليّ قصّة صانع الأحذية الإسكندراني، وقد تداولت بين الرهبان من جيل إلى جيل منذ القرن الرابع.

“إن الأنبا أنطونيوس- أبا الرهبان وبطل المسيح- سأل المسيحَ يوماً من الأيام أن يبيّن له ما إذا كان على الطريق السليم. فقال له المسيح: “نعم، ما تفعله عظيم، ولكنّ هناك في الإسكندرية صانع أحذية يفوقك”.

فذهب أنطونيوس ليقابل صانع الأحذية الذي ما كان عنده شيء يقوله له، لأنّ حياته كانت عادية جداً. فعرّف أنطونيوس نفسه إلى صانع الأحذية الذي ارتمى عند قدميه وقال له: “قد يكون أنّ كلّ ما أربحه أقسّمه إلى ثلاثة أجزاء متساوية، جزء للأفقر منّي، وجزء للكنيسة، وجزء لأسرتي”. 

ولكنّ أنطونيوس لم يقتنع بهذا الكلام، لأنه كان قد باع كلّ ما يملكه ووزّع المال على الفقراء، بعد أن استمع في الكنيسة إلى تلاوة أمر يسوع للشاب الغني: “واحدة تعوزك: اذهب فبع كلّ ما تملك وتصدّق به للفقراء… ثم تعال واتبعني”. حينذاك، كشف أنطونيوس لصانع الأحذية ما قال له المسيح نفسه. فأخذ هذا يفكّر ثم قال: “قد يكون أنّ اليوم كلّه في أثناء عملي، أشاهد العديد من المارة- لأنّ مدينة الإسكندرية هذه كبيرة جداً- فأصلّي: “ليكونوا جميعاً مخلّصين، فأنا وحدي أستوجب الهلاك”. فتابع الأب صفرونيوس، قائلاً:

– ليس جهنّم لأجل الآخرين أبداً. ومَن يكتشف نفسه في جهنّم وإلى حدّ ما مسؤولاً عنه وشريكاً معه، فهذا لا يمكنه إلا أن يجد فيه المسيح.

– ولكن، إذا رفض أن يفتح قلبه، فجهنّم أبدي له.

– في هذه الحالة، ثق تماماً أنّ المسيح سيكون معه…”.

“Olivier Clément: “L’autre soleil- Autobiographie spirituelle” 

pp.160-161.الشمس الأخرى – سيرة ذاتيّة روحيّة 

جهنّم بين الخوف والأمل

“إنّ الراهب سلوانس- وقد توفّي في جبل آثوس في السنة 1938- سمع المسيح يقول له: “احفظ فكرك في جهنّم، ولكن لا تيأس”.

فما معنى ذلك، سوى أنه من المستحيل التحدّث عن جهنّم بشكل محايد، وبنظريات منسّقة، وبنيّة مخفيّة أنّ جهنّم هو لأجل الآخرين بلا شك. لذلك وجب ذكره بصيغة “أنا” و “أنت” فحسب، في إطار من الندم والرجاء، ذلك لأننا “مخلُص بين الخوف والأمل” بحسب تعبير أمبروسيوس الأبتينويّ في القرن الماضي.

فإنّ ويْلات الإنجيل تعنيني “أنا”، فهي مأساة مصيري العائلة، وهي تدفعني إلى الاهتداء الجذري وإلى الوعي أنني في جهنّم بل وأنني مسؤول عن جهنّم، ومن هنا بالأخص أنني- إذا لم أيأس بل تواضعتُ كل التواضع- أشترك في حضرة المسيح وقد انتصر على جهنّم للأبد.

وأمّا لك “أنت”- أي الأقرباء الذين لا يُحصى عددهم- فليس بوسعي إلا أن أخدم وأصلّي وأرجو أنك ستخلُص، وأنّ المسيح سيؤثّر فيك بالغ التأثير بحنانه وبهائه، حتى إنّ شكوكك وتحفّظاتك وتشنّجاتك ستتلاشى ليحلّ محلّها “الفرح العظيم”.

فلا يمكن أن تكون “المسامحة الشاملة”  موضع يقين، بل هدف جهادنا الروحي. فلنُصلِّ ولنُميّز في سبيل أن تُفني نار الدينونة- وهي نار المحبّة الإلهية- لا الأشرار، بل في كلّ منهم اغتصاب السرّ لهم. فإنّ الديّان هو المدافع أيضاً، وإنّ الصليب يمثّل “دينونة الدينونة” كما قال مكسيموس المعرَّف. وقد لاحظ إسحق السريانيّ أنّ “خطيئة أيّ إنسان، بالمقارنة إلى رحمة الله، هي كحفنة من الرمل في بحر لا حدّ له” (حكمة 107). وإنّ الخطيئة الحقيقية- في نظره- هي عبارة عن عدم الانتباه إلى القيامة التي تُقيمنا من عمق جهنّم إلى “فرح حبّ المسيح. فما جهنّم أمام نعمة قيامته؟” (حكمة118).

لذلك رفضت الكنيسة غير المنقسمة “المسامحة الشاملة” كمعتقد، ولكنها دمجتها كرجاء وكصلاة. وإنّ للعديد من الآباء الغربيّين موقفاً مماثلاً لموقف العديد من الآباء الشرقيّين. فأكّد القدّيس أمبروسيوس الميلاني أنّ “الإنسان الواحد مخلّص ومُدان في آن واحد” (الآباء اللاتين 15/1502). فإلى ماذا يحتاج ليخلُص، سوى أن يُدرك أنه مُدان ولكن من دون أن ييأس؟ وسوى أن ينفتح على ابتهاج القيامة بفضل شركة القدّيسين؟

ليست كلمة المسيحية الأخيرة جهنّم، بل الانتصار على جهنّم. فإن كان الله لا يعدنا بـ “المسامحة الشاملة”، فلأنه ليس بمقدوره إلا أن يقدّمها لنا فينتظرها منّا ومن حبّنا. إنّما الكلمة الأخيرة تخصً العيد”.

“Olivier Clément: “Questions sur l’homme? pp. 210-211 

“هل من تساؤلات حول الإنسان؟”

“إنّ حدود الكنيسة في شأن ما وراء الموت وإمكان خلاص الذين لم يعرفوا النورَ في هذه الدنيا تظلّ لنا سرّ الرحمة الإلهيّة فلا نجرؤ أن نتّكل عليه ورغم ذلك لا يمكننا أن نحدّ منه معتمدين على مقاييسنا البشريّة”.

Vladimir Lossky: “Essai sur la théologie mystique de l’Eglise d’Orient””دراسة في لاهوت كنيسة الشرق التصوّفي” 

“بإيماني أؤمن بوجود جهنّم برجائي أرجو ألا أذهب إلى جهنّم بمحبّتي أحبّ ألا يذهب أحد إلى جهنّم”.

Xavier Léon-Dufour sj.

“ماذا تُراه يقول الربّ لو وصل قسم منّا بدون الآخر إلى السّماء”.

Karl Rahner sj.

“إذا وُجِد هالكون، فسيكونون للأبد أشبه بآثار المسامير المؤلمة بيدي المسيح ورجليه، وهو يحتفظ بها كعلامات للرفض والكراهيّة… لن يبقى سوى حلّ واحد ومؤلم، وهو أن يحتفظ في ذاته بأعمال رفض محبّته، ويتألّم للأبد بسبب شقاء مخلوقاته. ها نحن قد بلغنا عتبة سرّ العذاب الإلهيّ”.

Charles Delhez sj.

وهكذا ينهي الكاتب موضوعه بدعوة مفتوحة للجميع لإعادة التفكير في كثير من المفاهيم القديمة والمتوارثة وهذا يتطلب منا قبل كل شيء انفتاح القلب قبل العقل.

عن مجلة صديق الكاهن العدد الثاني 1994