stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

خدمة القريب

929views

OSSROM12496_Articolo

“ينبغي علينا أن نجاهد دائمًا ضدّ التجارب التي تُبعدنا عن خدمة القريب” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أنه على مثال يسوع ينبغي علينا نحن أيضًا أن نخدم إخوتنا بدون مقابل وألا نستغلّ خدمتنا محوّلينها إلى مصدر للسلطة.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي يخبرنا فيه عن المثل الذي ضربه يسوع لتلاميذه عن العبيد البطالين، ليتوقف في تأمله الصباحي عند المعنى الحقيقيّ للخدمة بالنسبة للمسيحي، فيسوع يخبرنا في هذا المثل عن العبد الذي بعد أن حرث ورعى، رجع من الحقل إلى البيت ولم يرتح بل أعدّ العشاء وشد وسطه وقام يخدم سيّده.

قال الأب الأقدس: أمام هذا الأمر قد يكون بيننا ربما من ينصح هذا العبد بالذهاب إلى النقابة ليجد من يساعده وينصحه في التعاطي مع سيّد كهذا. لكن يسوع يقول لنا: “إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ عَبيدٌ لا خَيرَ فيهِم، وما فَعَلنا إلا ما كانَ يَجبُ علَينا أَن نَفعَل”، ومن خلال هذا يظهر لنا نفسه كهذا الخادم الذي جاء ليَخدم لا ليُخدم، وهذا أيضًا ما يقوله لنا لاحقًا بوضوح. وبهذه الطريقة يظهر الرب لتلاميذه الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه جميع الذين نالوا عطيّة الإيمان، ذلك الإيمان الذي يصنع العجائب، ولكن فقط من خلال الخدمة.

فالمسيحي الذي ينال عطية الإيمان في المعموديّة، تابع البابا فرنسيس يقول، ولا يحمل هذه العطية في درب الخدمة، يصبح مسيحيًّا عقيمًا وبلا قوى، لا بل يصبح مسيحيًّا من أجل نفسه ولخدمة نفسه، فتكون حياته تعيسة وتتبذّر سدى العطايا الكبيرة التي أفاضها الله عليه. فالرب يقول لنا إن الخدمة هي واحدة وبأنه لا يمكننا خدمة سيّدين: فإما الله أو المال. وهذه تجربة قد نتعرض لها جميعًا فنبتعد عن الخدمة بسبب الكسل، فتفتر قلوبنا، لأن الكسل يحملنا للبحث عن راحتنا.

نعم، أضاف الحبر الأعظم يقول، الكسل يُبعدنا عن الخدمة ويدفعنا للبحث عن راحتنا ومصالحنا الشخصيّة، وهناك العديد من المسيحيين الصالحين الذين يشاركون في الذبيحة الإلهيّة ولكن عندما يتعلّق الأمر بالخدمة يبدأون بالتذمر… ولكن عندما أتحدث عن الخدمة، تابع البابا يقول، فأنا أعني كلّ شيء أي خدمة الله في العبادة والصلاة والتسبيح، وخدمة القريب عندما تُطلب مني، وبالتالي ينبغي أن تكون خدمة مجانية بدون مقابل وحتى النهاية، كما يقول لنا يسوع بوضوح: “هكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ عَبيدٌ لا خَيرَ فيهِم، وما فَعَلنا إلا ما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَ”.

أما التجربة الثانية التي تُبعدنا عن الخدمة فهي استغلال المواقف. وهذا أمر حصل أيضًا مع التلاميذ والرسل فلقد كانوا يبعدون الجمع والناس عن يسوع بحجة أنهم يضايقونه ولكنّهم فعليًّا كانوا يريدون راحتهم. لقد أرادوا أن يسيطروا على وقت الرب وعلى سلطته: لقد أرادوه لهم فقط وبالتالي كانوا يستغلون موقف الخدمة هذا ليحولونه إلى مصدر سلطة. ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح عندما دار الحديث بين يعقوب ويوحنا حول من هو الأكبر بينهما، فتدخّلت والدتهما ودنت من يسوع وقالت له: “مُرْ أَن يَجلِسَ ابنايَ هذانِ أَحدُهما عن يَمينِكَ والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَلَكوتِكَ”. وهذا ما يحصل في يومنا هذا أيضًا، هناك مسيحيون يريدون أن يسيطروا على الإيمان والملكوت والخلاص. نعم هذا ما يحصل! وهذه التجربة تطال جميع المسيحيين… لكن يسوع يعلمنا الخدمة: الخدمة بتواضع، الخدمة برجاء وهذا هو فرح خدمة المسيحي!

وختم الأب الأقدس عظته بالقول: ينبغي علينا في الحياة أن نجاهد دائمًا ضدّ التجارب التي تُبعدنا عن خدمة القريب. فالكسل يحملنا للبحث عن راحتنا فتصبح خدمتنا ناقصة، واستغلال المواقف يحوّلنا من خدمة إلى أسياد ويحملنا إلى العجرفة والتكبر فنشعر بأننا مهمّون ونبدأ بمعاملة الناس بطريقة سيئة كما ولو كنّا أسيادًا للخلاص. وأضاف البابا فرنسيس يقول: ليمنحنا الرب هاتين النعمتين الكبيرتين: التواضع في الخدمة  لكي نتذكر دائمًا أننا عبيد لا خير فيهم وينبغي علينا أن نخدم حتى النهاية، والرجاء في انتظار ظهور الرب الآتي للقائنا.

الفاتيكان