stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

خطاب البابا إلى السلطات المدنية في جمهورية مقدونيا الشمالية

878views

07 مايو 2019

عند الساعة الثامنة والربع من صباح الثلاثاء، بالتوقيت المحلي، وصلت طائرة البابا إلى مطار سكوبيه، عاصمة جمهورية مقدونيا الشمالية قادماً من بلغاريا في إطار زيارته الرسولية التاسعة والعشرين خارج الأراضي الإيطالية.

 

توجه البابا إلى القصر الرئاسي حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي قبل أن يقوم بزيارة مجاملة إلى رئيس البلاد Gjorge Ivanov ويعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء Zoran Zaev. بعدها التقى فرنسيس في القصر الرئاسي ممثلين عن السلطات المدنية والمجتمع المدني وأعضاء السلك الدبلوماسي في مقدونيا الشمالية. استهل البابا خطابه متوجها بالشكر إلى جميع الحاضرين وخاصا بالذكر رئيس البلاد ورئيس الحكومة والقادة الكنسيين. وقال إنها المرة الأولى التي يزور فيها بابا جمهورية مقدونيا الشمالية، معبرا عن سروره لقيامه بهذه الزيارة في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي وذلك بعد سنوات قليلة على استقلال البلاد في العام 1991.
بعدها ذكّر البابا الحاضرين بأن تلك الأرض، التي تشكل جسراً بين الغرب والشرق ونقطة التقاء العديد من التيارات الثقافية، تتمتع بالكثير من الميزات الخاصة بالمنطقة. وإذ أشار فرنسيس إلى التاريخ العريق لتلك البقاع والذي يعود إلى زمن الرسل الأولين أكد أن هذا الغنى الثقافي ليس إلا مرآة الإرث الثمين للبلاد ألا وهو التنوع العرقي والديني لهذا الشعب، ثمرة تاريخ غني من العلاقات التي نُسجت عبر العصور. إن هذه البوطقة من الثقافات والأعراق والأديان المختلفة فتحت الباب أمام تعايش سلمي ودائم لم يعرف أي تمييز بين مختلف الهويات. وبهذه الطريقة ساهمت الهويات في نسج علاقات وأوضاع تجعل من هذا الشعب مثالا للتعايش المطمئن والأخوي، في إطار الاختلافات والاحترام المتبادل.
ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الفسيفساء الذي يميز شعب مقدونيا الشمالية المؤلّف من أرثوذكس، مسلمين، كاثوليك، يهود وبروتستانت، وينتمون إلى أعراق مختلفة: مقدونيون، ألبان، صرب وكرواثيون. وأكد أن رونق هذا الفسيفساء يبلغ ذروته إذا ما تم نقله إلى الأجيال الفتية وزرعه في القلوب. وأكد فرنسيس أن الجهود التي تُبذل من أجل إرساء أسس التفاهم بين الديانات والأعراق المختلفة في إطار احترام كرامة كل شخص لن تضيع سدى، بل ستزرع بذار مستقبل من السلام والخصوبة.
بعدها أشاد البابا بالجهود الحثيثة التي تبذلها جمهورية مقدونيا الشمالية من أجل استضافة ونجدة عدد كبير من المهاجرين واللاجئين القادمين من بلدان شرق أوسطية، لافتا إلى أن هؤلاء يهربون من الحرب ومن الفقر المدقع. وقد عبروا خلال عامي 2015 و2016 حدود مقدونيا الشمالية محاولين التوجّه إلى أوروبا الغربية والشمالية. وأكد فرنسيس أن التضامن مع هؤلاء كان مشرّفاً وعكس روح هذا الشعب الذي، وعلى الرغم من أنه يعيش الحرمان، يرى في التعاضد وتقاسم الخيور درباً لكل نمو حقيقي.
هذا ثم تطرق البابا إلى إحدى بنات مقدونيا التي حركتها محبة الله وجعلت من المحبة حيال القريب قانونا لحياتها وأيقظت تقدير العالم كله وأطلقت نمطاً جديدا من الخدمة حيال المحتاجين والفقراء. وذكّر بأن الأم تيريزا التي أبصرت النور في العام 1910 قامت بخدمتها بكل تفان في الهند، وسرعان ما وصلت إلى مختلف أصقاع العالم. وطلب فرنسيس من الحاضرين أن يكونوا فخورين بهذه المرأة وحثهم على مواصلة العمل كي يسير أبناء وبنات هذه الأرض على خطاها.
في ختام كلمته إلى السلطات المدنية لفت البابا إلى أن الكرسي الرسولي رافق الخطوات التي انجزتها هذه الجمهورية منذ استقلالها، في مجال تعزيز الحوار والتفاهم بين السلطات المدنية والمذاهب الدينية. وعبّر عن قربه من هذا البلد وعن امتنانه للزيارة التي يقوم بها سنوياً إلى الفاتيكان وفد رسمي في عيد القديسين كيريلس وميتوديوس، مشجعا الجميع على متابعة السير إلى الأمام بثقة كي يصبح البلد منارة سلام وضيافة واندماج خصب بين الثقافات والديانات والشعوب. وسأل أيضاً الله أن يبارك مقدونيا الشمالية ويحافظ عليها في الوفاق ويمنحها الازدهار والفرح.

نقلا عن الفاتيكان نيوز