خلوة اليوم
للاخ رافت حلمي
يطالبنا بفيض حب ينبع في الداخل دون انتظار مقابل، إذ يقول: “أحبُّوا أعداءكم”، فنرد العداوة بالحب. هذا الحب يترجم إلى عمل محبَّة ورحمة: “اَحسنوا إلى مبغضيكم”، ويقوم خلال الحياة المقدَّسة والمباركة التي تبارك الآخرين ولا تلعن أحدًا: “باركوا لاعينكم”، ويمتزج بالعبادة فنشتهي خلاص المسيئين إلينا وشركتهم معنا في المجد بالصلاة عنهم لتوبتهم. بمعنى آخر، جاءت وصيّة الحب مرتبطة بكل كياننا في الرب، عميقة في النفس، مترجمة إلى سلوك وعمل، ممتزجة بالحياة المقدَّسة، ومُرتبطة بعبادتنا!
* “أحبُّوا أعداءكم” [27]. يقول بولس الحكيم وهو صادق فيما يكتب: “إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2 كو 5: 17)، لأن كل الأمور تجدَّدت في المسيح وبالمسيح. انظروا كيف تجدَّد نظام حياة أولئك الرسل الذين عُهد إليهم نشر كلمة الخلاص للعالم أجمع. انظروا كيف يأمرهم السيِّد بمقابلة سيِّئات أعدائهم لهم وكانت مؤامرات مضطهديهم محبوكة الأطراف ودسائسهم لا تعرف رحمة ولا شفقة