دائرة الخدمة البشرية المتكاملة تنظم لقاء للتباحث في الأوضاع الإنسانية في سورية والعراق
نقلا عن الفاتيكان نيوز
9 ديسمبر 2020
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
سيُعقد يوم غد الخميس في الفاتيكان اجتماع عبر الإنترنت، نظمته ودعت إليه دائرة الخدمة البشرية المتكاملة من أجل التباحث في الأوضاع الإنسانية في سورية والعراق، وستُستهل الأعمال برسالة فيديو يوجهها البابا فرنسيس إلى المؤتمرين.
من المرتقب أن يشهد اللقاءُ مشاركة حوالي خمسين شخصا يمثلون منظمات خيرية كاثوليكية، فضلا عن عدد من مجالس الأساقفة والمؤسسات الكنسية والجمعيات الرهبانية التي تنشط في البلدين العربيين وفي الدول المتاخمة لهما، هذا بالإضافة إلى عدد من السفراء البابويين في المنطقة. وستبدأ الأعمال عند الساعة الرابعة عصراً.
عشية انعقاد اللقاء صدر بيان عن الدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة أوضح أن هذه المبادرة تكتسب أهمية مميزة في خضم الأزمة التي يمر بها البلدان وفي وقت يعاني فيه العالم من جائحة كوفيد 19، وفي هذا السياق يوجد ترابط بين المشكلات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أضاف البيان أن الجهات التي ستشارك في الاجتماع عازمة على متابعة المسيرة التي انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية، والتي تتمثل في تعزيز الشركة الأخوية والتنسيق بين مختلف المؤسسات الكنسية الناشطة في مجال العمل الخيري وهي تسعى جاهدة إلى مد يد المساعدة إلى السكان الذين يعانون في تلك المنطقة من الشرق الأوسط.
وذكّر البيان في هذا الإطار بالتزام الكنيسة في مجال العمل الإنساني، لافتا إلى أن البابا فرنسيس رفع صوته في مناسبات عدة وحاول أن يلفت انتباه الجماعة الدولية إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها سكان البلدين العربيين. وأوضحت الدائرة الفاتيكانية أن المؤتمرين سيسعون أيضا إلى تسليط الضوء على نتائج النشاطات التي قامت بها لغاية اليوم المنظمات الخيرية الكاثوليكية، لاسيما في إطار جائحة كوفيد 19 والأزمة الراهنة في لبنان، الذي يستضيف أعدادا هائلة من النازحين السوريين.
كما سيتم التطرق إلى المشاكل التي برزت في الآونة الأخيرة وتحديد الأولويات للمستقبل، مع إيلاء اهتمام خاص بالجماعات المسيحية المقيمة في البلدان التي تعاني من الحرب، وتعزيز التآزر بين المنظمات الكنسية والكنيسة المحلية. وستتناول النقاشات أيضا موضوع التنمية البشرية المتكاملة، فضلا عن الآفاق الواقعية للعودة الطوعية للمهجرين داخليا ولمن نزحوا إلى البلدان المجاورة.
مما لا شك فيه أن النزاع المسلح في سورية والعراق ولّد أزمة إنسانية تُعتبر من الأخطر في العالم. ولم يوفر الكرسي الرسولي جهدا من أجل المساهمة في البرامج الإعانية، فضلا عن نشاطه الدبلوماسي في المنطقة. ويذكّر البيان بأن الشبكة الكنسية قامت، منذ العام 2014، برصد أكثر من مليار دولار أمريكي، وتمكنت من مساعدة ما لا يقل عن أربعة ملايين شخص سنويا.
وأوضح بيان دائرة الخدمة البشرية المتكاملة أنه استنادا إلى مصادر منظمة الأمم المتحدة يوجد اليوم حوالي أحد عشر مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في سورية، فيما يُقدر عدد المهجرين داخليا بستة ملايين شخص، أما في العراق فيصل عدد المهجرين داخليا إلى أكثر من مليون مواطن، فيما يحتاج إلى المساعدات الإنسانية زهاء أربعة ملايين شخص. ولم يخل البيان من الإشارة إلى أن البلدان المجاورة لم تسلم من هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة، لاسيما لبنان، تركيا والأردن.
ستتخلل الاجتماع مداخلات لأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين، وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران غالاغر، والسفير البابوي في سورية الكاردينال زيناري، فضلا عن عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري والمفوض الأممي السامي للاجئين فيليبو غراندي.