دعوا الأطفال يأتون إليّ – الأب وليم سيدهم
في المجتمعات التقليدية يعتبر الأطفال لا أهمية لهم حينما يجتمع الكبار ونجد دائمًا من يتطوع لطرد الأطفال من مجالس البالغين والكبار، هذا ما فعله التلاميذ حينما منعوا الأطفال من الإقتراب من يسوع. ولكن يسوع قال للتلاميذ: “دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ.” (لو 18: 16( وهكذا كسر يسوع القاعدة التقليدية، ثم ذهب يسوع إلى أبعد من ذلك جعل ملكوت السموات هو المكان المناسب للأطفال قبل كل الآخرين، وخاصة الكبار الذين يحتقرون الأطفال ويحطون من شأنهم.
إن التناقض الموجود في التعامل مع الأطفال في حياتنا اليومية غير مقبول، فحينما يولد طفل في الأسرة يتحلق حوله القاصي والداني من الأسرة، وتقام الاحتفالات وتذبح الذبائح وتوزع الهدايا وتكثر الولائم، ولكن ما أن يبدأ الطفل في أخذ مكان في الأسرة أو في المجتمع، يضيق الكبار بالأطفال. وتتعامل معهم وكأنهم مخلوقات ناقصة الأهلية للتواجد مع الكبار. إلا أننا منذ سنوات بدأنا نشعر بتطور النظرة للأطفال والاهتمام الشديد بتسكينهم في أفضل المدارس إن أمكن.
إلا أن نظرة يسوع للأطفال تأخذ في الإعتبار دورهم الحاسم في تجدد الحياة، فهم عدة المستقبل، وأيضًا هم كحبة الخردل التي تختزن في صلبها كل مقومات الحياة التي تنمو وتكبر لتصير شجرة كبيرة وارفة يستظل بها الناس. إن الأطفال يمثلون ليسوع جوهر المستقبل، ويحملون كل جينات القوة والسماحة والتلقائية والشفافية ومصدرًا للفرح والإحتفال بتدفق الحياة فيهم بشكل جميل، كما أن الأطفال إذا اقتربوا من يسوع يستطيعون أن يتعلموا أسرع من الكبار، سر الملكوت الذي يبشر به يسوع.
في خبرتنا اليومية، وفي مدارس الأحد، نرى الأطفال يتفاعلون سريعًا بشخصية يسوع التي يتحدث عنها المربي والمدرس، وحتى إن سألوا من هو يسوع إلا أنهم غالبًا ما يحفظوا بسرعة مشاهد يسوع مع كل الذين تقابل معهم، مثل السامرية والسامري الصالح وشفاء المولود أعمى وخطاب التطويبات، وهم مع الوقت تتعمق فيهم تاثير يسوع الشخصيات التي سمعوا عنها.
إن الأطفال هم أيضًا أبناء الملكوت لأنهم بعيدين الشك والكذب والمناورة والحقد وكل خطايا الكبار. لذلك يأمرنا يسوع بأن نصير مثل الأطفال حتى ندخل ملكوت السموات.