stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

رأس يوحنا على طبق – الأب وليم سيدهم

595views

أن يطلب الملك هيرودس طبقًا من الجاتوه أو …. تليق بمقام الملك، فهذا جيد، أما أن يطلب رأس يوحنا على طبق فهذا هو من الكبائر وشيء عنيف ومقزز ومنفر، كيف يصل الحال بالإنسان أن يكون دمويًا بهذا الشكل، وأسفاه عليك يا يوحنا الشهيد.

إن وراء هذا الفعل الشنيع دافعان رئيسيان: إنتقام إمرأة من يوحنا لأنه يقف حائلًا ضد رغباتها المنحرفة، والدافع الثاني هو ضعف الملك هيرودس لدرجة أن مصدر قراراته تصبح مرهونة بشهوته المنحطة وهي إرضاء الراقصة.

إن الإرادة الملكية الفاسدة التي تأتمر ليس بعقلها ولكن بعورتها، هي سبب دمار يوحنا على مذبح الشهوتين، شهوة هيروديا وشهوة هيرودس. إن الرغبة الحقيقية وراء قتل يوحنا هي إسكات صوت الحق الذي كان يودي ليمنع هيروديا من الزواج منها، هذا الصوت الذي كان ينادي معاصريه “قَائِلًا: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.” (مت 3: 2)

لم يكن هيرودس وحده هو القاتل، لقد قتل داود أوريا الحثي طمعًا في زوجته، وكان داود وجهًا مشرفًا ومازال في الكتاب المقدس، إلا أن داود اعترف بما اقترفه من ذنب، وغير حياته بتوبة جذرية غلى الله. وكانت اللحظة التي إرتكب هذه الجريمة هي اللحظة التي غاب فيها الله عنه، واللحظة التي جعل داود نفسه إلهًا لا يمنع شيء من أي فعل حتى لو كان قتل نفس.

إن غياب الله عن حياتنا يجعلنا كالوحوش البرية، لا رابط لها ولا ظابط، وقتها يكون الشيطان حليفنا، ويأخذنا مكان الله ويسكن قلبنا وحواسنا وعقلنا، فنصبح في يده أداة طيعة لفعل المعاصي التي نهى عنها الله.

نظرة سريعة لصحفنا اليومية، تعطينا فكرة عن مختلف الجرائم التي تُرتكب كل يوم، القتل، السرقة، النهب، الزنى، الإغتياب. وهذه كلها أفعال الروح الشرير. أما ثمار روح الله ” مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. (غلاطية 5: 22- 23)

لقد شهد يوحنا للحق، ودفع الثمن حياته، وكذلك اليوم هناك مئات وآلاف أمثال يوحنا يسفك دمهم لأنهم يشهدون للحق، ومئات مثل هيرودس وهيروديا.

إلى متى ندور في هذه الدائرة المغلقة؟ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ويغسل الشهداء ثيابهم في دم الحمل الشهيد الذي أصبح ملكًا إلى الأبد على كل بشر، جعل من حياته قربانًا لأخوته وأخواته كي يعودوا إلى الله.