رؤوس شهوركم وأعيادكم كرهتها نفسي – الأب وليم سيدهم
لقد فاض الكيل وطفح، الرب القدير الخالق ضابط الكل يشعر بخيبة الأمل أمام فتور المؤمنين به، وتحولهم إلى مجرد مستهلكين كسالى للسلع التي لا تسمن من جوع، هذه الكلمات التي نطق بها اشعياء النبي على لسان الله منذ الفين وسبعمائة سنة لازالت تدوي في أعماقنا اليوم.
إننا نصلي ونصلي ولكن عبثًا تغير الصلاة شيئًا في حياتنا أصبحت مجرد روتين ومَلل وطقوس سطحية نرضي بها ضمائرنا، لذلك، وفي مواجهة صريحة مع أنفسنا، نستمع اليوم بإنتباه شديد إلى كلام الله حينما يفيض به الكيل من فتورنا وكسلنا والإمعان في الإستمرار في التفاهة والسطحية، ونحن نظن أن الله بعيدًاعنا، وتركنا لأنفسنا، ها وقت الصيام مناسب للتوبة.
“«لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُول وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ.” حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِي، مَنْ طَلَبَ هذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دُورِي؟ لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ. رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِي. صَارَتْ عَلَيَّ ثِقْلًا. مَلِلْتُ حَمْلَهَا. َحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَمًا. اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. (اشعيا 1: 11- 17)
إن الظروف المحلية والعالمية والحروب المتكررة التي تهدم وتقتل وتعذب الملايين من الناس الأبرياء، أطفال ونساء وكهول تدفعنا إلى أن نتسائل في زمن الصيام الكبير إلى فحص ضمائرنا أمام الله ونطلب منه المغفرة والتوبة فنغير حياتنا لنصبح مؤمنين بالفعل وليس بالأسم.