رئيس جامعة اللاتيران الحبرية يتحدث عن النشاط الدبلوماسي للكرسي الرسولي
15 يناير 2019
جاءت كلمات بونومو في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مضيفا أن الكرسي الرسولي لا ينوي إطلاقا أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان بل يطمح لأن يصغي باهتمام إلى القضايا التي تعني البشرية، كي يضع نفسه في خدمة كل كائن بشري، وذكّر بأن البابا فرنسيس نفسه شدد على هذا المبدأ في الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد لافتا إلى أن الكرسي الرسولي لا يسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل يطمح لأن يُسمع صوته لاسيما في القضايا المتعلقة بخير كل كائن بشري لافتا إلى أن هذا الحرص يميز لقاءات البابا المتعددة.
وأضاف رئيس جامعة اللاتيران الحبرية أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول ترمي عادة للتوصل إلى اتفاقات اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، أما الوضع فيختلف بالنسبة للكرسي الرسولي الذي يملك أقدم دبلوماسية في العالم وقد مارس هذا النشاط على مرّ التاريخ. وكان البابا الراحل بولس السادس قد تطرق إلى هذه المسألة في الخطاب الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة لافتاً إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تقوم بمسيرة حج في هذا العالم، وجلّ ما تريده هو إعلان البشرى السارة على جميع البشر. وهذا ما يسعى إليه أيضا الكرسي الرسولي من خلال نشاطه الدبلوماسي.
مضى البروفيسور بونومو إلى القول إن البابا فرنسيس شدد على ضرورة أن تُستخدم الأداة الدبلوماسية من أجل تعزيز الحوار، وبلوغ الحوار قد يتطلب أحياناً التقدّم ببعض التنازلات مع الأخذ في عين الاعتبار المواقف المتضاربة من أجل التوصل في نهاية المطاف إلى بناء الجسور. وعاد بونومو ليسلط الضوء على الاهتمام الذي يوليه الكرسي الرسولي بالآخِرين والمهمشين فضلا عن نشاطه في سبيل تعزيز التعاون الدولي لاسيما تجاه الدول الأقل نمواً وتلك التي تحتاج إلى مساعدة الجماعة الدولية. وأشار أيضا إلى مساعي الكرسي الرسولي من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية للأشخاص، الحقوق المرتبطة بالحرية الدينية والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف في هذا السياق أن الكرسي الرسولي وعندما يطالب باحترام الحريات الدينية لا يفعل ذلك من أجل الكاثوليك وحسب بل من أجل الجميع، معتبرا أننا نعيش في عالم “ما بعد العولمة” مطبوع باللامبالاة تجاه الظواهر الدينية.
وذكّر رئيس جامعة اللاتيران بأنه في العام 1991 عندما حصل انقلاب في هاييتي أطاح بالرئيس أريستيد، سارع الكرسي الرسولي إلى تعيين سفير بابوي لدى الحكومة الجديدة، وتعرض لحملة من الانتقادات. ولفت بونومو إلى أن الكرسي الرسولي يود أن يصب الاهتمام قبل كل شيء على حضور الكنيسة في بلد ما بغض النظر عن الأوضاع التي تمر بها الحكومة، وأكد ختاما أن هذه المقاربة تُظهر أنه لا توجد غايات سياسية وراء علاقات الكرسي الرسولي الدبلوماسية مع الدول، لأن الغاية الأساسية تتمثل في الاعتناء بالكائن البشري والقضايا الروحية التي تعني الإنسان.
نقلا عن الفاتيكان نيوز