رسالةُ القديس توما الأكوينيّ لأحد الطلاب – ترجمة أشرف ناجح

«لقد سألتني، أيها المحبوب بين الشباب، بأية طريقة يمكنك أنْ تدرس حتى تقتني كنز المعرفة والعلم؛ فها لك نصيحتي. لا تزعم بأنْ تخاطر وتجازف مباشرة في بحر مفتوح، فعليك أنْ تحاول الوصول مِن خلال جداول المياه: لأنَّه ينبغي العبور مِن السهل إلى الصعب. فهذا إذاً هو رأيي

أنْ يكون هذا الأمر هو قاعدتك.أحثك على أنْ تلجم وتضبط لسانك وألا تخالط باستمرار المجالس. وإذا كنت ترغب في الاشتراك في مأدبة الحكمة والمعرفة: احفظ دائماً ضميرك طاهراً؛ وكن مُداوماً في صلاتك؛ وأحبب الاستجماع في حجرتك. كن ودوداً ولطيفاً مع الجميع ؛ لا تقحم نفسك في شئون الأخرين؛ ولا تستعمل آُلفة كثيرة مع أحد، لأنها تخلق الازدراء والاستخفاف وتصرفك عن الدرس.لا تحشر نفسك في الأحاديث واالأمور العالمية؛ واهرب خاصة من التسكع والتشرد. كن ملازماً للقديسين وللصالحين. اختزل في ذاكراتك كل ما تسمعه مِن أمور صالحة، بغض النظر عن الشخص الذي يحدثك وبدون أن تتحفظ عليه. حاول أنْ تفهم كلَّ ما تقرأه وكلَّ ما تسمعه؛ واظهر كلَّ شكوك؛ وأدرس بحيث أنْ تضع كلَّ الأشياء الممكنة في خزانة عقلك، وكأنَّك تحاول أنْ تملأ وعاء. لا تنشغل بالقضايا التي هي في غاية العلو بالنسبة لك.بإتبعاك لهذا التوجيه يمكنك تغرس أغصاناً خضراء كثيفة وأن تزرع الكثير مِن الثمار النافعة في كرم رب القوات على مدار حياتك كلِّها. وإنْ فعلتَ هذا، فسوف تصل إلى الغاية المنشودة أرسل لك تحياتي».