رسالة إلى خدام الله- إكليريكي مايكل وليم
رسالة إلى خدام الله- إكليريكي مايكل وليم
إنَّ الخدمة في حقل عالم اليوم المتألّم لكم هي مؤلّمة وشاقة، وخاصة لأن الكثير من
الخدّام يجعلون من خدمتهم اليوم مصدرًا لتمجيد أنفسهم وتعظيمها، أو لإشباع رغباتهم
وشهواتهم بدلاً من إعلاء اسم العلي وتمجيده والدفاع عن كرامته المنتُهكة من قبل كرامة
البشر المزيّفة.
لذلك فالخدمة التي تحتاجها كنيسة اليوم تتطلّب عودة إلى الله، فكم من أشخاص كثيرين
ارتموا في حضن الخطيئة لأنهم لم يجدوا خدّامًا حقيقيين قريبين من الله. إن النفوس اليوم
بحاجة إلى أبطال شجعان في الإيمان لديهم المقدرة على الدخول إلى عمق أعماق الشر وجذب
النفوس من نار الخطيئة وإعادتها إلى نار محبّة الله المطهّرة.
• احذرْ يا خادم الله من أن تكون خدمتك سببًا لهلاك أنفس كثيرة، فتتحوّل خدمتك إلى مربض
للأرواح الشريرة بدلاً من أن تكون منبعًا للبركات السماويّة.
• احذرْ يا كاهن الله لئلا تتحوّل عن خدمة فاديك وتنشغل بعبادة ذاتك وشعبك ومجدك
الشخصيّ، فتبتعد عن جوهر دعوتك الأسمى” مجد الله وخلاص النفوس”.
• احذرْ أيها المكرّس لئلا تقيس أقوالك وأعمالك وحياتك بمقاييس العالم وطرقه الشريرة،
فنحن لنا فكر المسيح. فكفى، كفى تمسّك بروح العالم والكرامة المزيّفة التي تحافظون
عليها وتهدرون كرامة الله التي دُعيتم للدفاع عنها وحراستها.
• احذرْ يا راهب الله لئلاّ تكون رهبنتك سببًا لهلاكك. فرّغْ نفسك من كل تباهي أو غرور
أو حقد، وعدْ إلى الاتّضاع والبذل والتسامح، لأنَّ مجد الله لا يظهر إلاَّ في قلب
المتّضع والمحبّ له.
أحبائي
إنَّ زمن الصوم المقدّس هو زمن العودة إلى الجذور الإيمانيّة التي يسعى العالم اليوم
إلى هدمها، لذلك علينا أن نستيقظ من سباتنا العميق ونرجع إلى الرب فيشفينا ويضمّد
جراحنا.
درّب نفسك على اكتساب الفضيلة ومعايشتها يوميًّا، لأنَّ الصوم الحقيقي هو زمن للتخزين
الروحيّ، والذي يساعدنا على مواجهة التجارب والضيقات والحياة بنور المسيح القوي الذي لا
يقوى أي ظلام عليه.
كن صديقًا للمحبّة، فبدونها تتحوّل خدمتك إلى سيف حاد يقطع رأسك ورأس من حولك فتكون
سببًا لهلاك كثيرين، لذا إنْ لم تتدرّب جيدًا في معايشة المحبّة فأنت لم تُؤهلّ بعد
للخدمة، فالمحبة هي النبع الذي يمنح النعمة والقوّة والبركة لكلِّ من يقترب منها.
مايكل وليم