stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالة البابا فرنسيس إلى عميد جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة

510views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

18 مايو 2020

“إن الموقف الإرسالي يبدأ دائماً بشعور احترام عميق إزاء كلّ ما في الإنسان” هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في الرسالة التي وجّهها إلى عميد جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لولادة القديس يوحنا بولس الثاني.

بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لولادة القديس يوحنا بولس الثاني وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى عميد جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة الأب ميكال بالوك الدومينيكاني كتب فيها في اليوم الذي نحتفل به بالمئوية الأولى لولادة القديس يوحنا بولس الثاني، أشهر تلاميذ هذه الجامعة، يتمُّ في كليّة الفلسفة في جامعة الـ “Angelicum” تدشين معهد الثقافة الذي يحمل اسمه.

تابع الأب الأقدس يقول إن الهدف الرئيسي لهذا المعهد هو التأمل حول الثقافة المعاصرة، ولذلك يريد أصحاب هذا المبادرة أن يستفيدوا من مساهمة أهم الفلاسفة واللاهوتيين ورجال ونساء الثقافة على أوسع نطاق. والقديس يوحنا بولس الثاني هو في الوقت عينه ملهم هذا العمل وأهم رائد فيه بإرثه الغني والتنوّع الذي تركه وبمثال روحه المنفتح والتأملي والشغوف بالله والإنسان والخليقة والتاريخ والفن. إن خبرات حياته المتعددة ومن بينها المآسي التاريخية والآلام الشخصية التي نقرؤها في ضوء الروح القدس قد قادته لكي يطوّر بعمّق مميز التأمل حول الإنسان وجذوره الثقافية كمرجع أساسي لكلِّ إعلان للإنجيل. وبالتالي كتب في رسالته العامة الأولى: “نقترب في الوقت عينه من جميع الثقافات وجميع الإيديولوجيات وجميع الناس ذوي الإرادة الصالحة، ونقوم بذلك بما ينبغي من الاحترام والتقدير والتمييز، هذه المشاعر التي ومنذ عهد الرسل، قد ميّزت الموقف الإرسالي والمرسل. يكفي أن نذكر بولس الرسول وخطابه مثلاً أمام محفل أثينا. إن الموقف الإرسالي يبدأ دائماً بشعور احترام عميق إزاء كلّ ما في الإنسان وبتقدير لكلّ ما فكّر به في أعماق صدره من قضايا سامية وخطيرة. فالمسألة إذن هي مسألة احترام لكلّ ما فعله فيه الروح الذي يهب حيث يشاء”.

أضاف الحبر الأعظم يقول نحن بحاجة لأن نحافظ على هذا الموقف حيًّا إن أردنا أن نكون كنيسة تنطلق، كنيسة لا تكتفي فقط بالمحافظة على ما هو موجود وإدارته وإنما تريد أيضًا أن تكون أمينة لرسالتها. يسعدني كثيرًا أن تتحقق هذه المبادرة في جامعة القديس توما الأكويني. إن الـ “Angelicum” في الواقع تستضيف جماعة أكاديمية مكوّنة من أساتذة وتلاميذ قادمين من مختلف أنحاء العالم وهي مكان ملائم لتفسير التحديات المهمّة لثقافات اليوم. لا يمكن لتقليد الرهبنة الدومينيكانية، بالدور المهم الذي يلعبه فيها التأمل الفكري حول الإيمان ومحتواه والذي عبّر عنه القديس توما الأكويني في تعليمه، إلا أن يعزز هذا المشروع لكي يتميّز بشجاعة الحقيقة وحرية الروح ونزاهة الفكر.

وختم قداسة البابا فرنسيس رسالته إلى عميد جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة بالقول بهذه المشاعر أجدد تشجيعي وامتناني لك أيها الأخ العزيز وإلى جميع الذين قد منحوا الحياة لهذا المعهد؛ وأتمنى عملاً مباركًا للأساتذة والتلاميذ والموظفين وأمنح الجميع فيض البركات الرسولية.