رسالة البابا فرنسيس لزمن الصوم 2015 “ثبّتوا قلوبكم”
عقد مؤتمر صحافي هذا الثلاثاء في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي لتقديم رسالة قداسة البابا فرنسيس لزمن الصوم 2015 وتحمل عنوان “ثبّتوا قلوبكم”، المأخوذ من رسالة القديس يعقوب (5، 8).
يستهل الحبر الأعظم رسالته قائلا إن الصوم زمن تجدد للكنيسة وللجماعات وللمؤمنين الأفراد، ولكنه قبل كل شيء “زمن نعمة”. فالله لا يطلب منا شيئا لم يكن قد أعطانا إياه أوّلا، “فإننا نحب لأنه أحبّنا قبل أن نحبّه”، إنه ليس لامبال تجاهنا. وتوقف البابا فرنسيس عند عولمة اللامبالاة، وهي من بين التحديات الأكثر إلحاحا، كما قال في رسالته لزمن الصوم، وأشار إلى أن اللامبالاة تجاه القريب وتجاه الله هي تجربة واقعية لنا أيضا نحن المسيحيين، ولذلك نحتاج لأن نسمع في كل زمن صوم صرخة الأنبياء الذي يرفعون الصوت ويوقظوننا، وأضاف الأب الأقدس أن الله ليس لامبال تجاه العالم، بل هو يحبّه لدرجة إعطاء ابنه من أجل خلاص كل إنسان. ففي تجسّد ابن الله، وفي حياته الأرضية، في موته وقيامته، فُتح الباب بشكل نهائي بين الله والإنسان، بين السماء والأرض. والكنيسة هي كاليد التي تمسك هذا الباب مفتوحا من خلال إعلان الكلمة والاحتفال بالأسرار والشهادة للإيمان الذي يُصبح فاعلا بالمحبة.
أضاف البابا أن شعب الله يحتاج إلى تجدد كي لا يصبح غير مبال وكي لا ينغلق على ذاته، وأشار إلى أن محبة الله التي تكسر هذا الانغلاق المميت على الذات، أي اللامبالاة، تهبها الكنيسة لنا من خلال تعليمها وخصوصا بواسطة شهادتها. كما أشار الأب الأقدس إلى أن الصوم زمن ملائم كي ندع المسيح يخدمنا ونصبح هكذا مثله. ويحصل هذا عندما نصغي إلى كلمة الله ونقتبل الأسرار لاسيما الافخارستيا. وبها نصبح ما نقتبل: جسد المسيح. وفي هذا الجسد لا يمكن لتلك اللامبالاة أن تجد مكانا. وذكّر البابا فرنسيس بكلمات القديس بولس الرسول في رسالته الأولى لأهل قورنتس “فإذا تألمَ عضوٌ تألمتْ معه سائرُ الأعضاء، وإذا أُكرِم عضوٌ سُرَّت معه سائر الأعضاء”. وأضاف البابا يقول في رسالته لزمن الصوم إن كل جماعة مسيحية مدعوة لأن تعبر العتبة التي تضعها في علاقة مع المجتمع الذي يحيط بها، مع الفقراء والبعيدين. فالكنيسة هي إرسالية بطبيعتها، غير منغلقة على ذاتها، إنما مُرسلة لجميع الناس. وأمل الأب الأقدس بأن تصبح الأماكن التي تظهر فيها الكنيسة، لاسيما رعايانا وجماعاتنا، جُزرَ رحمة وسط بحر اللامبالاة.
تحدث البابا في رسالته لزمن الصوم عن مبادرة “24 ساعة للرب”، آملا بأن يُحتفل بها في كل الكنيسة، وعلى الصعيد الأبرشي أيضا، يومي الثالث عشر والرابع عشر من آذار مارس، وتهدف للتعبير عن الحاجة للصلاة، وأشار أيضا لأهمية تقديم المساعدة من خلال أعمال محبة. ولتخطي اللامبالاة، دعا البابا الجميع لعيش زمن الصوم هذا كمسيرة تنشئة للقلب. فالقلب الرحوم لا يعني قلبا ضعيفا. فمن يريد أن يكون رحوما يحتاج لقلب قويّ منفتح على الله. وفي ختام رسالته لزمن الصوم 2015 بعنوان “ثبّتوا قلوبكم”، رفع قداسة البابا فرنسيس الصلاة للمسيح قائلا “اجعل قلبنا مثل قلبك”.
الفاتيكان