stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

رسالة الصلاة لشهر مارس – الاب / بيوس فرح ادمون ‏الفرنسيسكانى

854views

رسالة شهر مارس 2019

        رقم  92

                         متى نصلي وأين نصلي ؟

 

بما أن الله حاضر دوماً لسماعنا ولقائنا فنحن نستطيع في أي وقت التوجه إليه. لكن علينا الإنتباه أنه في حال حدّدنا ساعة ما للتحدث فيها مع الله، وجب علينا الإلتزام بتلك الساعة أي إحترام موعد اللقاء هذا، لأنه من غير اللائق جعل الله ينتظر

كثيرون يعلّلون عدم ممارستهم للصلاة بأنه ليس لديهم الوقت وآخرون يلجأون إلى الصلاة متى شعروا بحاجة ما، وغيرهم يقولون أنهم لا يجدون السكينة التي تتيح لهم أن يصلّوا كل يوم. ليس هناك من سبب يمكن أن يمنعنا من ممارسة الصلاة، وإلا تلاشت شيئاً فشيئاً ولا تلبث أن تختفي كلّياً من حياتنا إن لم نكرّس لها حيّزاً محدداً. إن واجب الصلاة لا ينجم عن شريعة خارجية تفرض فرضاً، بل ينتج من طبيعة الإنسان نفسها في علاقتها مع الله. لهذا يمكننا دوماً إيجاد الوقت لمارسة الصلاة ومخاطبة الله. يجب أن لا ننتظر حتى يكون لنا ميل للصلاة حتى نصلي وإلا إنقطعنا سريعاً عنها

إن الشوق للصلاة هو من ثمار الصلاة نفسها. لهذا كلما صلّينا كلّما خلقنا فينا هذا الشوق للمتابعة، وكلّما قلّلنا صلاتنا كلّما قلّ فينا شوقنا إليها وبالتالي إختفت من حياتنا. إن الإدّعاء بعدم وجود الوقت لممارسة الصلاة هو في الحقيقة عجز نفسي في تحديد هذا الوقت، وهذا العجز ناتج عن رفض إرادي في تحديد هذا الوقت. في كلّ مرّة نشعر فيها بعد إنتهائنا من الصلاة بأننا وفينا الله حقّه، يكون هذا دليل على أننا لسنا متأهبين بعد للصلاة ولا نحيا حياة التأمل أي ليس لنا بعد نفس تأملية. من أهم صفات النفس التأملية – المصلّية: الشعور بالتمزق ما بين حب الله وحب البشر. الشعور بالغربة وسط أقرب الناس إليها                                                               .

نخاطب الله في أي مكان نستطيع أن نجده فيه، وبما أنه موجود في كل مكان فهذا يعني أنه ليس هناك من مكان محدد للقائه. غير أنه من الأفضل أن نختار مكاناً هادئاً يخيّم عليه السكون، لأنه في أماكن كهذه بعيدة عن ضجيج العالم نستطيع اللقاء بالله والإصغاء إليه بشكل أفضل. ولنا في لقاء النبي إيليا بالله من خلال النسيم العليل مثال واضح                                           .

لنصلي :                                                                              

هلُمَّ أيّها الروح القدس! وأنِرْ فهمي لكي أعرفَ وصاياك
إجعلْ قلبي قويًّا في وجه مُكر العدوّ، وأضرم إرادتي                        …

لقد سمعتُ صوتَك ولا أريد أن أقسّي قلبي وأن أتصدّى له
قائلاً: ليس الآن، بل غدًا…
لأبدأ الآن. الآن! فلعلَّ الغد لا يأتي أبدًا

يا روح الحق والحكمة، يا روح الفهم والمشورة الصالحة،
يا روح الفرح والسلام ، اريد ما تريده ، حسب ارادتك.   !

 

الاب /  بيوس فرح ادمون

فرنسيسكاني