رسالة الصلاة لشهر نوفمبر 2019 – الاب ، بيوس فرح ادمون الفرنسيسكاني
عيد جميع القديسين
رسالة الصلاة لشهر نوفمبر 2019
رقم 100
فمن كلمات المسيح هذه عن الصلاة نتعلم أن الصلاة ليست تمثيلية يقوم بها المصلّي أمام الناس لكي ينال مديحهم. كما نتعلّم أيضاً أن لا لزوم للتكرارالمستمر لكلمات أو جمل يرددها البعض أثناء صلاتهم وكأنَّ في تكرارها استجابة أفضل . فالله يسمع ويرى ويعرف احتياجاتنا قبل أن نسأله ، ومع ذلك فهو ينصحنا بالصلاة وعرضاحتياجاتنا لدى جلاله لأن في ذلك عبادة وفيه اعترافٌ بسلطان وقدرة المولى علىتسديد احتياجاتنا التي نعرضها عليه .
الصلاة المسيحية صلاة بسيطة،وهي ليست صلاة تقليدية يرددها المصلّي بغرض تأدية فرض مفروضٍ عليه، بل الصلاةالمسيحية تقوم على إحساسٍ قلبي، دافعها علاقة حبيِّة مع الله. ففي صلاته يتحدثالمصلّي مع ربه كما يتحدث الحبيب مع حبيبه، ولذلك تأتي كلمات الصلاة من إنشاءذاتي عفويّ تحكمها ظروف المصلّي وأحواله ومشاعرهومن أهم الأمور في حياتك الشخصية أن تصلي من اجل الذين أغاظوك فتذكر أسماءهم ليزول عنك وعنهم الحقد. ومن أهم الأمور أيضا أن تستغفر ربك حتى لا تظل الخطيئة معششة فيك. لا تنم قبل أن تستغفر فقد لا تستيقظ عند الصباح. وحتى لا تبقى مجرد سائل كأنك مركّز على الأنا، فاشكر لله ما أعطاك، وإذا سرت في الحب الإلهي فسبح ربك تسبيحا طيبا فيه كل الفرح فتحس عند ذاك انك عشير الرب وأليفه وكأنك صرت عنده كما الملائكة عنده يجب على المرء أن يطوب كل من خدموا الله وأن يتمثل بهم لسببين: أولاً : لأنهم وضعوا كل رجاء خلاصهم في الصلوات المقدسة.
وفي موضع آخر يقول ” صلوا بلا انقطاع أشكروا في كل شيء لأنه هذه مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” ( تس 5: 17-18 ) وفي موضع آخر يقول” مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقتِ في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة… ” ( أف 6 : 18 ).
إذن ووفقاً لهذا التعليم المقدم من الرسول بولس يجب علينا أن نكمل مسيرة حياتنا بالصلاة وبهذه الصلاة المستمرة نسد عطش إنساننا الداخلي لأننا جميعاً متعطشون للارتواء ليس أقل من إجتياج الأشجار للمياه، فكما أن الأشجار لا تستطيع أن تثمر إن لم ترتو من جذورها هكذا نحن لا نستطيع أن نقدم الثمر كثير الثمن الذي للتقوى، إن لم نقوم بالصلاة لهذا يجب أن نستيقظ ونبدأ صلواتنا لله مبكرين مع كل شروق للشمس وأن نصلي لله كل حين.
لنصلي
”يايسوع إِنّي أحبك أكثر وفوق كلّ شيء وإِنّي بسبب حبّي لك أَندم على جميع خطاياي. يا أيّها الحبّ الرحوم إِنّي أسألك مسامحة خطايا العالم بالاتحاد مع قلب أمنّا السماويّة الطاهرة,إِنّي أسألك مسامحة جميع خطاياي وخطايا إِخوتي وأَخواتي التي قد ارتُكبت وستُرتكب في المستقبل حتى نهاية العالم، يا يسوع الحبيب،بالاتحاد مع جراحاتك المقدسة إِنّي أقدّم حياتي للآب الأزلي تمشّيا ً مع نوايا أمنّا الحزينة المتألمة.يامريم العذراء،ملكة العالم ووسيطة البشرية،أنت ملجأنا وأملنا الوحيد،صلّي لأجلنا”.
الاب ، بيوس فرح ادمون
الفرنسيسكاني