رسالة الكاردينال تاغل رئيس كاريتاس الدولية لمناسبة الفصح
نقلا عن الفاتيكان نيوز
11 أبريل 2020
إفساح المجال للرجاء رغم المعاناة، الثقة في المسيح القائم، وما يشهده العالم من تغيرات في زمن الوباء، هذا من أهم ما تحدث عنه الكاردينال لويس أنطونيو تاغل رئيس كاريتاس الدولية في رسالة لمناسبة الفصح.
لا يعرف كوفيد 19 حدودا، ولكن لا يعرف حدودا أيضا الإيمان والرجاء والمحبة، هذا ما أكدت رسالة لمناسبة الفصح لكاريتاس الدولية تحمل توقيع رئيسها الكاردينال لويس أنطونيو تاغل. ومن بين ما جاء في الرسالة أنه وبينما لا يتمكن الأشخاص من الاحتفال بالإفخارستيا معا هذا العام، يمكننا أن نتأمل بعمق حول ما يعنيه جسد المسيح لكل واحد منا. وانطلاقا من الثقة بأن المسيح قام حقا وأن نوره سيضيء ظلام هذه الأزمة الحالية يدعو الكاردينال تاغل المؤمنين إلى الصلاة من أجل سكينة قبول الأشياء التي لا يمكننا تغييرها، وشجاعة تغيير ما يمكننا تغييره، وحكمة التعرف على الاختلاف. وواصل الدعوة إلى الصلاة كي نتوصل إلى المعنى الأكثر عمقا لهذا التحدي الذي يواجه البشرية بكاملها والذي يدعونا إلى الإيمان وإلى القيامة.
توقف الكاردينال تاغل في الرسالة بعد ذلك عند الأشخاص الضعفاء، المهاجرين واللاجئين، المسنين، المرضى، الفقراء والعاطلين عن العمل، مشيرا إلى أن الوباء يجعل معاناتهم أكبر، ومن الضروري بالتالي حث الحكومات على ضمان الحصول على الخدمات الصحية والحماية الاجتماعية. وتابعت الرسالة مؤكدة الصلاة كي يكون قادتنا على قدر تحدي تعزيز الوحدة والمسؤولية المتقاسمة في البلاد كافة. وتحدث رئيس كاريتاس الدولية في الرسالة عن بلوغ تاريخ العالم نقطة تحول تدفع حياتنا ومجتمعاتنا إلى الفوضى، ويجب على بعض القادة السياسيين والاجتماعيين الاعتراف بخطأ عدم ضمان ظروف كريمة للعائلة البشرية بكاملها بدون استثناء.
هذا وتحدثت رسالة كاريتاس الدولية من جهة أخرى عن بروز روابط العائلة البشرية بشكل كبير في هذه الفترة، وتابعت أنه وسط الاحتياج وعدم اليقين والمعاناة، ومع عيشنا في عزلة هذه الأيام وكوننا جميعا مهمشين وضعفاء، تجعلنا الروابط التي كنا نعتبرها أكيدة أو نتجاهلها ندرك أننا في حاجة أحدنا إلى الآخر. وواصل الكاردينال تاغل أن الخوف من الغد والمعاناة العالمية قد وحدا البشرية. وتحدث رئيس الهيئة في هذا السياق عن تغيرات لم نكن نتخيلها حتى ثلاثة أشهر مضت، فقد تحسنت جودة الهواء في دول عديدة وأعلنت الأطراف المتحاربة في بعض الدول عن وقف إطلاق النار. ويُذكِّرنا هذا بأن المشاكل الإنسانية التي يبدو أن لا حل لها ليست أبدية، وبأن الكلمة الأخيرة ليست للموت إذا فُسح المجال للرجاء.
تطرقت الرسالة بعد ذلك إلى نشاط هيئة كاريتاس في العالم وقال رئيسها إنها تواجه حالة الطوارئ العالمية هذه بالعمل الموحد، وذلك من خلال تبادل الخبرات في الدول المختلفة والعمل عل التوعية بالفيروس وتفادي العدوى ومعالجة المرضى. وشكر الكاردينال تاغل عاملي ومتطوعي كاريتاس معربا عن الامتنان لجميع من يفتحون قلوبهم بثقة ويهبون أنفسهم بالكامل من أجل حمل نور المحبة والرجاء في حياة الأشخاص في لحظة الظلام هذه. وختم رئيس كاريتاس الدولية أن هذه المحبة التي تبرز في أفعال الرجاء والتضامن الصغيرة والكبيرة تدعونا إلى مستقبل جديد وأسلوب جديد لعيش الحياة.