رسالتي الى أبناء الكنيسة الأحباء في الذكرى السادسة لانتخابي بطريركاً
31/1/2019
أشكر الله على كل شيء واشكر معاونيّ وأعضاء السينودس والكهنة وكل الذين اعانوني في العمل والاستشارات والمقترحات، او شجعوني على المضي قُدما، جازاهم الله خيراً.
انا شخص واضح في افكاري واختياراتي. ارفض المساومة وان يشتريني احد. احب الصدق والشفافية، ولا طمع لي في حطام الدنيا. علاقتي مع ذاتي واضحة. المواجهة والصراحة هما قوتي الى جانب صلاتي. واعتقد انه بات من الواضح للكثيرين بأن الانتقادات الموجهة اليّ والى البطريركية معظمها صادر من أناس ضعيفي النفوس، لا يتحملون استعادة الكنيسة الكلدانية هيبتها ودورها وتألقها على الصعيدين المحلي والعالمي، بالرغم من التحديات القاسية التي واجهتها خلال السنوات الست الماضية. واذكر منها:
احتلال تنظيم الدولة الإسلامية للموصل وبلدات سهل نينوى– سنة بعد تنصيبي- وتهجير سكانها، وتحمُّل الكنيسة مسؤولية الاهتمام بهم خلال ثلاث سنوات ونصف، من سكن وطعام ومعالجة، وضمان مواصلة اولادهم الدراسة في أربيل وكركوك. وقد وقفت كنيستنا الى جانبهم وحملت صوتهم الى المحافل الدولية. وهبَّت بعد التحرير لإصلاح دُورِهم وكنائسهم ومدارسهم وذاقت معهم مرارة التهجير وقاسمتهم رجاء العودة وفرح التحرير والاعمار.
نزيف الهجرة الذي افقد المكون المسيحي نحو مليون شخص، وطلبات المهاجرين، مما استوجب ارسال كهنة لهم.
تصدي الكنيسة للتصريحات المحرّضة على الكراهية والعنف والاستحواذ على بيوت المسيحيين في بغداد ومدن أخرى وتفانيها في استعادة الكثير منها، رغم الوضع الأمني الهش.
مواجهة القوانين المجحفة بحق المسيحيين.
وقوف الكنيسة في وجه بعض السياسيين المسيحيين الذين سعوا لمصادرة إرادة المكون المسيحي خدمةً لمصالحهم الشخصية، مما دفعهم الى انتقادها بنحو غير مهني في الغالب، بل وصل ذلك إلى التهجم عليها.
علامات التعزية:
تنظيم الدائرة المالية البطريركية، انعقاد السينودس الكلداني السنوي بانتظام، تجديد الطقوس لكي تتلاءم مع العصر، رسامة ثمانية أساقفة جدد وعدد من الكهنة والشمامسة الانجيليين، تأسيس الرابطة الكلدانية، تأسيس المجلس الراعوي لبغداد وهيئة المستشارين للبطريركية وبنحو مواكب للكنيسة الجامعة، زيارة عدد كبير من الكرادلة والأساقفة والكهنة من مجالس الأساقفة الكاثوليك للعراق دعماً للمهجرين، تنظيم التنشئة المستدامة لكهنة الكلدان في العراق، دعاوى تطويب شهداء كنيستنا رسمياً، وهي المرة الأولى في تاريخها، انعقاد اجتماع البطاركة الكاثوليك هذا العام ببغداد وللمرة الأولى، بعد مرور 25 سنة على تأسيسه، زيارة الكردينال بيترو بارولين، امين سر دولة الفاتيكان للعراق واحتفاله ليلة الميلاد 24 / 12/2018 وحضور فخامة رئيس الجمهورية وبعض الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وعلماء دين مسلمين، تنظيم التعليم المسيحي في كافة الرعايا، زيارة معظم الابرشيات الكلدانية داخل الوطن وفي بلدان الانتشار، حضور عدد كبير من المؤتمرات، الاهتمام بالشباب وإقامة عدة نشاطات روحية وثقافية وفنية، وصيانة معظم كنائسنا ببغداد. وكان للبطريركية الفضل في تشكيل لجنة حوار من رجال دين مسيحيين ومسلمين شيعة وسنة وصابئة مندائيين وايزيديين، عملت على تفكيك الخطاب المتشدد وإعداد كراس يعرّف بالديانات المتواجدة في العراق.
وأودّ أن أقول للجميع: ان الوقت اثمن من ان نضيعه بتفاهات، والحياة قصيرة لا بد ان نعيشها بسلام وصدق وفرح. وفي الحياة توجد أوقات مناسبة تساعد المرء على التفكير من أجل أخذ وقت كافٍ للعيش بسعادة، وهذا متاح فقط لمن لديه الشجاعة ليسبر قلبه، بكل تواضع وثقة.
اني أدرك ان المسيح لم يعمل الا الخير، لكن الناس لم يرضوا عنه، فقاموا بصلبه، وانا لست بأفضل منه.
لقد وضعت ذاتي، بكل جدّية وتواضع، ومنذ بداية كهنوتي في خدمة كلّ إنسان. واليوم اتعهد من جديد ان اصغي الى الناس واتحسس مشاكلهم واعينهم بكل ما اوتيت من نعمة وقدرة. أحب العراق وهو هويتي، واحب الكنيسة الكلدانية وهي مسؤوليتي واخدم المسيحيين من كل الطوائف بدون استثناء، وكل العراقيين. اني واثق من ان عملي سوف يتم تقييمه فيما بعد.
صلوا من اجلي ومن اجل الكنيسة والعراق
البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو
نقلا عن الموقع الرسمى لبطريركية بابل للكلدان