رفقة تخدع اسحق – الأب وليم سيدهم
رفقة تخدع اسحق
وكان أن كبر اسحق وشاخ وكلت عيناه و شعر بأن حياته اقتربت من النهاية. طلب اسحق ابنه البكر عيسو وقال له” فَالآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ، وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا، “وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ، وَأْتِنِي بِهَا لآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ” (تك 27: 3-4) إلا أن رفقة زوجة اسحق التى كانت تسترق السمع لما قال اسحق لعيسو, كان لها رأى آخر
هنا لدينا عملية “خداع كبري” ترتكبها إمرأة اسحق وسيدفع ابنها ثمنًا غاليًا بسبب قبوله المشاركة فى هذا “الخداع”
فبينما ذهب عيسو الي البرية ليصطاد شيئاً يقدمه لأبيه دعت رفقة إبنها الصغير “يعقوب” وقالت له “وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَلمتْ يَعْقُوبَ ابْنِهَا قَائِلةً: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلًا: “ائْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. “فَالآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: “اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى، فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ،”فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ».”فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. “رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ، وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً».”فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اِسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». ” (تك 27: 7 – 13)
هكذا صممت رفقة على الكذب على زوجها وجعلت أبنها الأصغر يكذب وقامت بعمل “ميك اب” ليعقوب عطل عند زوجها حاسة اللمس وحاسة السمع وحاسة الشم وحاسة التذوق الى جانب حاسة البصر الذى فقدها اسحق بسبب شيخوخته أى عطلت عنده فاعلية الحواس الخمسة
ورغم أن اسحق ظل فترة مترددا:” فَقَالَ إِسْحَاقُ لابْنِهِ: «مَا هذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟».؟ (تكوين 27 : 20 – 21)
وفعلًا وقع إسحق في حيرة من أمره فقال فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». (تكوين 27 : 22)
وتضيف الرواية “وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ، فَبَارَكَهُ” (تكوين 27 : 23) وحتى بعد أن قبل اسحق أن يعطيه البركة قال مرة آخرى لأبنه ” وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» وأكمل ليعقوب سسلة الأكاذيب فَقَالَ: «أَنَا هُوَ».
وهكذا تحقق لرفقة ما أرادت؟ إلا أن هذه الخدعة أثارت عداوة عيسو لأخيه وقرر أن يتخلص منه. لايذكر الكتاب أن عيسو علم بخدعة أمه أم لا. لكن المؤكد أن والده أسحق أخبره بأن بركة البكورية أُعطيت لأخيه الأصغر يعقوب
وظل يعقوب هاربًا أربعة عشر عامًا عن وجه عيسو وعمل خادمًا عند خاله لابان … هكذا خدعة استمرت ساعة دفع ثمنها يعقوب أربعة عشر عاماً قبل وبعد أن يتزوج أبنة خاله لابان.