stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

زمن الصوم هو المناسبة الملائمة لنقترب من الله ونلتقي به في الصلاة

1.1kviews

REUTERS2040079_Articolo

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وقبل الصلاة وجه الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول يقدّم لنا إنجيل هذا الأحد الثالث من الصوم الحوار بين يسوع والسامريّة. وقد تمّ اللقاء فيما كان يسوع يعبر السامريّة، منطقة بين اليهوديّة والجليل، يسكنها أناس كان اليهود يحتقرونهم ويعتبرونهم هراطقة. ولكن هؤلاء الناس بالذات سيكونون أول الذين سيقبلون البشارة المسيحيّة التي حملها الرسل. وبينما مَضى التلاميذ إِلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعامًا، جَلَسَ يسوع دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ بِئر، وسأل امرأة جاءت لتستقي أن تسقيَه. ومن هذا الطلب بدأ حوار بينهما. كَيفَ يمكن ليَهوديٍّ أن يسأل امرَأَة سامِريَّة شيئًا ما؟ أجابها يسوع: “لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيًّا”، ماء لَن يَعطَشَ أَبدًا من يشرب منه ويصبح في قلبه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة” (الآيات 10- 14).

تابع الأب الأقدس يقول إن الذهاب إلى البئر للاستقاء هو متعب وممل؛ وسيكون من الجميل أن يكون لدينا عين ماء مُتفجِّرة! لكن يسوع يتحدّث عن ماء مختلف. وعندما تنبّهت المرأة أنّ الرجل الذي يكلمها هو نبي أخبرته عن حياتها الشخصيّة وطرحت عليه أسئلة دينيّة. إن عطشها للعاطفة ولحياة كاملة لم يروِه أزواجها الخمسة بل اختبرت خيبات أمل وخداع، ولذلك تأثّرت المرأة بالاحترام الكبير الذي توجّه به إليها يسوع من خلاله، وعندما حدّثها عن الإيمان الحقيقي، كعلاقة مع الله الآب “بالروح والحقّ”، أحسّت أنَّه يمكن لذاك الرجل أن يكون المسيح، ويسوع قد أكّد لها هذا الأمر قائلاً: “أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ”.

أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الإخوة الأعزاء، إن الماء الذي يعطي الحياة الأبديّة قد أُفيض في قلوبنا في يوم معموديّتنا، عندها حوّلنا الله وملأنا من نعمته. لكن ربما نكون قد نسينا هذه العطيّة الكبيرة أو أننا حوّلناها إلى مجرّد حدث تمّ توثيقه؛ وربما نسعى أيضًا عن “آبار” لا يمكن لمياهها أن تروي عطشنا. لذلك فهذا الإنجيل موجّه إلينا بالذات! ويسوع يكلّمنا كما كلّم السامريّة؛ طبعًا نحن نعرفه ولكننا ربما لم نلتقِ به شخصيًّا ولم نعترف به كمخلِّصنا. إن زمن الصوم هذا هو المناسبة الملائمة لنقترب منه ونلتقي به في الصلاة وفي حوار من القلب إلى القلب، لنتكلّم معه ونصغي إليه؛ إنها المناسبة الملائمة أيضًا لنرى وجهه في وجه الأخ المتألّم أو الأخت المتألِّمة. بهذا الشكل يمكننا أن نجدِّد في أنفسنا نعمة المعموديّة ونروي عطشنا من ينبوع كلمة الله وروحه القدّوس، فنكتشف هكذا أيضًا فرح أن نصبح رواد مصالحة وأدوات سلام في الحياة اليوميّة.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول لتساعدنا العذراء مريم لنستقي باستمرار من النعمة التي هي ذاك الماء الذي ينبثق من الصخرة التي هي المسيح المخلّص لكي نعترف بإيماننا باقتناع ونعلن بفرح عظائم محبة الله الرحيم ومصدر كل خير.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال أرغب بالتعبير عن قربي من شعب البيرو العزيز الذي تضربه فياضانات مُدمِّرة؛ وأصلّي على نيّة الضحايا والملتزمين بتقديم المساعدة.

أضاف البابا فرنسيس يقول لقد تمّ أمس في بولزانو إعلان تطويب جوزيف ماير- نوسير، أب عائلة ومسؤول في الحركة الكاثوليكيّة، استُشهد لأنّه رفض إتباع النازيّة بسبب أمانته للإنجيل؛ وبالتالي وبفضل قيمه الأخلاقية والروحيّة هو يشكل مثالاً للمؤمنين العلمانيين ولاسيما للآباء الذين نذكرهم اليوم بمحبة بالرغم من أننا سنحتفل غدًا بالعيد الليتورجي للقديس يوسف لأنّه يصادف هذه السنة يوم الأحد.

الفاتيكان