stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

مؤسسات رهبانية

سالزيان دون بوسكو في مصر-أ.عبده فتحي

2.6kviews

donb

سالزيان دون بوسكو

في مصر  

2012
مقـــــدمة

مضى أكثر من مائة عام على وصول الآباء السالزيان إلى مصر وهناك العديد من الشباب لا يعرف عنهم شيئاً أو يعرف بعض الشئ وهناك من يتساءل عمن هم الآباء السالزيان؟ وما هي رسالتهم؟ ومن هو المؤسس؟ ولماذا يسمون بهذا الاسم؟

هذه النبذة تساعد على التعرف على الرهبنة السالزيانية بأسلوب مبسط دون الدخول في أدق التفاصيل.

لقد تم تأسيس رهبنة الآباء السالزيان في إيطاليا سنة 1859 ولكنها انتشرت في العالم أجمع وأصبحت معروفة في أكثر من 132 بلداً وقد كان أول طلب قدم إلى رؤساء الرهبنة لإرسال السالزيان إلى مصر كان من الأب دانيال كمبوني “مؤسس رهبنة الكمبونيان” ولكن هذا الطلب لم يكن بالإمكان تلبيته في  ذلك الوقت، غير أن دون بوسكو “مؤسس الرهبنة السالزيانية” عبر عن رغبته في تأسيس مركز للسالزيان في مصر وافريقيا كلها عندما قال قبل إنتقاله إلى السماء بعامين “لو كنت شاباً لذهبت للعمل في رأس الرجاء الصالح.. الخرطوم..القاهرة”. هذا الحلم وهذه الرغبة تحققت في سنة 1895 عندما وصل السالزيان إلى مدينة الاسكندرية وفتحوا بها ديراً  ومدرسة السالزيان الموجود حالياً في شارع شريف – اللبان.

******

من هم السالزيان؟

السالزيان هم رهبان ينتمون إلى رهبنة الآباء السالزيان التي أسسها القديس “يوحنا بوسكو”. هم رهبان أرادوا أن يكونوا أداة في يد الله على مثال “دون بوسكو” لخلاص الشباب خاصة الأكثر احتياجاً والاهتمام بهم.

******

ماذا تعني كلمة سالزيان؟

كلمة سالزيان مشتقة من اسم شفيع الرهبنة القديس “فرنسيس دي سالس” المشهور بالوداعة والحنان والاهتمام بالفقراء والذي كان يحبه كثيرا “دون بوسكو”.

من هو القديس يوحنا بوسكو؟

وُلدَ يوحنا بوسكو في قرية بيكي الموجودة قرب مدينة تورينو في إيطاليا سنة 1815 من أسرة مكونة من خمسة أشخاص، الأب فرنسيس، الأم مارغريتا، الأخوان أنطون ويوسف.

توفي الأب فرنسيس بعد عامين من ولادة يوحنا بوسكو فأهتمت الأم بتربية ابنائها على التقوى ومخافة الله ومحبة الفقير بالرغم من الظروف الإقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة.

اضطر يوحنا بوسكو لترك بيت العائلة للقيام بمهام عامل إصطبل في مزرعة مستغلا أوقات فراغه في الدراسة والصلاة. عندما بلغ سن التاسعة من عمره أدرك من خلال حلم عجائبي دعوة اللة له ليكرس حياته لخدمة الشباب الفقير. لقد حلم بمجموعة من الصبية يلعبون ولكنهم يجدفون ويتفوهون بكلام بذيء فحاول إسكاتهم بقبضته ولكنه لم يفلح في إسكاتهم فرأى رجلاً وامرأة يخبرانه بأنه ليس بالضرب بل بالحب والوداعة يستطيع أن يغير القلوب.

كبر”يوحنا بوسكو” وسيم كاهنا بعد تغلبه على الكثير من الصعاب كما انه تعلم العمل كإسكافي ونجار ومجلد كتب وكبهلوان وكراعي أبقار. أخذ على نفسه عهداً بأن يهب حياته لخدمة الشبيبة الفقيرة والمحتاجة. استقبل أول صبي مشرد في سنة 1841 ودار بينهما هذا الحديث.

دون بوسكو: ما اسمك؟ – قال: برتلماوس غاريللي

ماذا تعمل؟ – بنّاء

– هل والدك حي؟ – لأ

– هل والدتك حية؟ – لأ

– هل تعرف القراءة والكتابة؟ – لأ

– هل تعرف الغناء؟ – لأ

-هل تعرف تصفّر؟؟

استغرب الشاب وضحك ولكنه صفَر مع دون بوسكو وصارا من هذه اللحظة أصدقاء وصليا معا صلاة السلام الملائكي وبعدها زاد عدد الأولاد ووصل إلى 400 صبي.  

أسس دون بوسكو رهينة الآباء السالزيان سنة 1859 وجمعية المعاونين (أشخاص علمانيون) ملتزمون بخدمة الشباب. كما أنه أسس مع القديسة ماريا مازاريللو راهبات مريم ام المعونة (راهبات السالزيان). وقام ببناء العديد من المعاهد لجمع أطفال الشوارع والأيتام وتعليمهم حرفة أو مهنة لكي يكونوا شبابا صالحين في المجتمع.

قام دون بوسكو (الأب بوسكو) بالعديد من المعجزات التي من خلالها تمجد الله في قديسيه منها على سبيل المثال إنه في وقت الفقر والازمة الاقتصادية و المجاعة التى كانت تمر بها إيطاليا وعد دون بوسكو الأولاد بإعطائهم الكثير من الكستنة (أبو فروة وهو نوع من الفاكهة) المطبوخة وطلب شراء ثلاثة أكياس منها ولكن الطباخ طبخ فقط ثلاثة كيلوات. لاحظ احد معاوني دون بوسكو ذلك فذهب ليخبر دون بوسكو وليطلب منه تأجيل ذلك إلى يوم آخر ولكن صراخ الأولاد وفرحتهم بهدية دون بوسكو ليسدوا رمق جوعهم منعه من ذلك. أخذ دون بوسكو وعاء الفاكهة المطبوخة وبدأ يوزع على الأولاد بالمغرفة بكميات كبيرة. فقال له أحد المعاونين. لا تعط ذلك كله فلن يبقى شيء للجميع. رد “دون بوسكو”: ولكن في المطبخ ثلاثة أكياس. المعاون: لا، لا يوجد سوى هذا المطبوخ بين يديك. قال “دون بوسكو”: لقد وعدت الأولاد أن أعطيهم الكثير وسوف أعطيهم ما وعدتهم. كانت دهشة الجميع عظيمة عندما لاحظوا أن الوعاء لا يفرغ. فقد أكل الجميع وشبعوا.

توفي دون بوسكو في يوم 31 يناير سنة 1888 وأعترفت الكنيسة بقداسته سنة 1934. واصل الآباء السالزيان رسالة دون بوسكو بين الشباب في جميع أنحاء العالم.

******

وصول الآباء السالزيان إلى مصر

وصل الآباء السالزيان الى مصر في سنة 1895 حيث تم إفتتاح دير السالزيان في الاسكندرية ثم بعد ذلك دير روض الفرج 1926 وأخيراً دير الزيتون 1988.

أن عدد الرهبان السالزيان في العالم هو 16 الف وتنتشر بيوت وأديرة السالزيان في 132 دولة في العالم.

يقوم السالزيان في مصر بالعمل مع الشباب من أجل تأهيلهم إنسانياً وروحياً ومهنياً لمواجهة تحديات العصر ليصحبوا بذلك مواطنين صالحين في المجتمع.

يهتم الآباء السالزيان من خلال المدرسة الصناعية المعترف بها من الحكومة المصرية والإيطالية بتعليم المهن الآتية: ميكانيكا، خراطة، كهرباء وميكانيكا سيارات. كما يوجد قسم للدراسات الحرة كهرباء تركيبات وتحكم آلي وميكانيكا سيارات وخراطة ميكانيكية ولف محركات كهربائية وصيانة غسالات فول أتومواتيك وكمبيوتر رسم فني أوتوكاد وتبريد وتكييف واللحام بالكهرباء والأكسجين ولحام ضغط عالي انابيب بترول.

لا يقتصر شغل الآباء السالزيان على المدرسة فقط ولكن يوجد لديهم أيضاً مركز للشباب (اوراتوريو) للتكوين الروحي والأخلاقي والرياضي. كما يوجد اهتمام بالفقراء والمحتاجين والمهجرين. كما يهتم السازيان بالمسجونين والمرضى وكذلك الأيتام.

******

ماذا يعني وجود دير أو مركز للسالزيان؟

أراد دون بوسكو أن يكون كل مركز للسالزيان مثل:

+ بيت يستقبل الجمبع وخاصة الشباب المحتاجين.

+ كنيسة تعلم الصلاة والتعليم الروحي والاخلاقي.

+ مدرسة تُعِد الشباب لمواجهة الحياة و الاندماج بالمجتمع.

+ مكان فرح ولعب وغناء ومواهب.

******

روحانية واسلوب السالزيان

روحانيّة دون بوسكو قائمة على شعاره: “أعطني النفوس وخذ الباقي”. فهي روحانيّة رسوليّة تهدف الى الاقتداء بالسيد المسيح الراعي الصالح الذي يعرف أولاده ويبذل ذاته في سبيلهم.

كما كان يسوع علامة حبّ الله للعالم، فكذلك كشف دون بوسكو للشباب مدى محبّة الله لهم من خلال خدمته خدمة شاملة: “وعدتكم بأن أكون لكم حتى رَمَقي الأخير”.

لتحقيق شعاره وضع أسلوباً تربويّاً أسماه “الأسلوب الوقائي” وهو قائم على العقل والدين والمحبّة، فلم يفرض على طلاّبه أمرا ما دون إقناعهم به، حتى وصل بهم إلى أن يرغبوا في ما يرغبه هو ويعملوا ما يريده هو. إنه ضد كل عقوبة عنيفة ويركز على الحضور التربوي للمشرف بين الشبيبة. المشرفون هم آباء محبون. يتكلمون وينصحون ويرشدون ويهذبون برفق. فالتلميذ لا يهان ويجد في المشرف صديقا يريد ان يجعله صالحا وأن يجنبه خيبة الأمل والعقوبة والمذلة.

الاسلوب الوقائي في نظر دون بوسكو أسلوب تربويّ وروحانية في نفس الوقت. إذ إنّه عطاء مجّانيّ يستوحي محبّة الله وهو يقي الخليقة بعنايته ويهديها ويشجّعها بحضوره ويخلّصها ببذل حياته. فهو اذاً طريقة عمليّة للبلوغ الى القداسة.

قال دون بوسكو في تقديمه لأسلوبه التربوي إنّ هذا الأسلوب ينجح إذا كان المربّي حاضرا دائما بين طلابه. ليس كشرطي او مفتش ولكن كصديق. إنّه حضور صديق يشتاق التواجد مع أصدقائه وهم يرغبون ويطلبون وجوده دائما، يتمشّى في وسطهم طالبا هذا وذاك؛ يشجّع، يذكّر بمقصد ما، يحثّ على التقدّم إلى الأمام، كلّ هذا بوجه بشوش مرح وعينين يقظتين تلمحان كلّ شيء.

كتب دون بوسكو لمدير في إحدى معاهده: ”امضِ مع الشباب أكبر كمّية ممكنة من الوقت”. وعلى المربّي ألاّ يتعب أو يملّ من هذا الحضور بل يجدّده باستمرار واثقا أنّه السبيل إلى الثقة والتعاون مع الشاب في تربيته.

والإشراف حسب روح دون بوسكو هو استقبال: ترحيب بكلّ فتى كما هو، دون النظر إلى عيوبه، وإنّما قبوله كإنسان قابل للنموّ. حينئذ يبدأ ما نسميّه حوار الصداقة، حوار الحياة.

بإمكاننا أن نوجز أسلوب دون بوسكو بكلمة الفرح، إنّه نابع عن اطمئنان داخلي، عن ثقة بأنّ كلّ الذين يحيطون بالفتى يحبّونه حقّاً ولا يريدون له سوى النجاح والنموّ. إنّه فرح نابع أوّلاً وأخيراً من نعمة الله التي ملأت قلب الفتى: “لنُظهِر للعالم كم بإمكاننا أن نكون فرحين بالنفس والجسد، دون أن نُهين الله”. عزز دون بوسكو الفرح في معاهده بعدد لا يحصى من الأنشطة: رحلات، حفلات، رياضة، موسيقى، لثقته أنّ هذه الأمور بينما تبعث الفرح في قلوب الشباب تشغلهم في الوقت نفسه عن الشرّ وتسهّل عليهم التقرّب من الله بالتقوى والمحبّة.

******

لماذا لا يرتدي الآباء السالزيان الملابس الكهنوتية التقليدية مثل باقي الكهنة والرهبان؟

الآباء السالزيان يمكنهم ارتداء الملابس الكهنوتية مثل باقي الكهنة والرهبان (كما يحدث وقت المناسبات الهامة) ولكن بما ان رسالتهم هي لكل الشباب بغض النظر عن دينهم ولونهم ولغتهم أو أي شئ آخر فهم لا يرغبون في وجود أي عائق خارجي يمكنه أن يعوق التقرب من الشباب والاهتمام بهم. كما أن عملهم الدائم في المدراس الصناعية يتطلب حرية الحركة والتنقل. إلى جانب أن الثوب الكهنوتي لا يصنع الكاهن او الراهب ولكن المحبة الموجودة في قلب الراهب هي التي تشهد بهذه الرسالة العظيمة كما أن السيد المسيح لم يرتدِ أي ثوب مميز عن الأخرين.

******

من أقوال دون بوسكو

  • اسلوبي التربوي هو في غاية البساطة: أن اترك للشباب الحرية في عمل ما يريدون وأن اكتشف مواهبهم وأعمل على تنميتها وأشجعها ولذا فكل من هم معي لا يعملون باجتهاد فحسب ولكن أيضاً بحب وحماس.
  • اجعل عسل المحبة يُخفف من مرارة التوبيخ.
  • سعادة الشاب الكبرى هي في أن يعرف أنه محبوب.
  • أعداء الإنسان ثلاثة: موت يفاجئه ووقت يفوته وشيطان ينصب له المصائد.
  • أعمال التقوى خيوط ترفعنا إلى الله وتنزل نعمه في قلوبنا.
  • إن أردنا ان تزدهر أعمالنا المادية فلنجعلها مرضيَة لدى الله.
  • الأعمال الصالحة هي الثروة الحق التي تُعد لنا مكانا في السماء.
  • الأموال أشواك يزداد وخزها في الحصول والحفظ والامتلاك.
  • مديح الناس وذمهم سيان عندي. فإن مدحوني قالوا ما ينبغي أن أكون وإن ذموني قالوا ما أنا عليه.
  • إن كانت لك شجاعة الإيمان وقناعة راسخة فما من شئ في العالم يخيفك.
  • المماطلة في التوبة خطر على الخلاص الأبدي.
  • المتواضع الوديع يحبه الله والبشر.
  • النفس سيدة الجسد فمهمة الجسد اذاً ان يساعدها في عمل الخير.
  • لتكن أعمالك كلها في حضرة الله.
  • أعظم هبات الله لعائلة دعوته أحد أبنائها للكهنوت.
  • أن تجاهر بدينك دون أن تعيشه رياء عظيم.
  • فرحي وحياتي أن أكون بين الشباب.