stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

ستبكون وتنوحون أما العالم فيفرح – الأب وليم سيدهم

774views

ستبكون وتنوحون أما العالم فيفرح

من بين كل التحذيرات التي وجهها يسوع المسيح لتلاميذه هي ساعات الحزن الشديد والنواح على ‏ماذا؟ لا شك أن جريمة القتل التي إرتكبها اليهود في حق يسوع كانت هي لُب هذا الحزن وهذا ‏النواح، لم يتوقع الإثنا عشر تلميذًا أن يموت معلمهم بهذه الطريقة الشنيعة على الصليب كواحد من ‏المجرمين.‏

لقد آمن التلاميذ بيسوع وعاشوا معه ليلًا ونهارًا ولمسوا فيه ما لم يكونوا قد وجدوه قبله مع أي ‏شخص آخر، ثم أنهم كل واحد ترك أسرته وعمله وتفرغ للتجوال والترحال مع معلمهم.‏

لقد أطلعهم على أسرار ملكوت الله وعندما سألوه لماذا يكلم الناس بالأمثال؟ قال لهم أنتم أعطيتم أن ‏تعرفوا ما لم يعرفه الآخرون, وكم من مرة إندهشوا وفرحوا لرؤية معلمهم يشفي العميان والبُرص ‏والعرجان والصم.. وسألوه عن سر هذه الشفاءات وكيف أن الطبيعة تطيعه عندما أمر العاصفة ‏وهم في المركب فهدأت، وكم من مرة طرد الشياطين فأطاعته، وكبرت في عقولهم وقلوبهم ‏شخصيته وأعتبروه أعظم من موسى وإيليا. لا بل تعشموا أن يفعل مثل داود النبي والملك، ويفهم ‏ملك اسرائيل وسألوه: ‏‎”‎أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ ‏إِلَى إِسْرَائِيلَ؟” (أع 1: 6).‏

هذا هو وقت الحزن والكآبة ، وقت الضيق والإحساس بالعجز، لم يصل تحذير يسوع لهم بأنه ‏سوف يموت ويقوم من بين الأموات، فهناك فرق بين معرفة الحقائق وبين معيشتها.‏
لقد حدث ما لم يخطر بالهم، ولكن مهلًا فإن تحذير المسيح كان ينطوى على وعد، ولكن مثل المرأة ‏التي تتألم في الولادة تعود فتفرح لأنها ولدت إنسانًا للعالم، هكذا التلاميذ بعد هذا الحزن والنواح ‏ستعودوا فتفرحون ولن يستطيع أن ينزع أحد فرحكم منكم، نعم لقد فشل الفريسيون والكتبة في ‏منعهم من التبشير باسم المسيح، لقد حل عليهم الروح القدس كألسنة من نار في يوم الخمسين ‏وأخذوا يتألمون بلغات ويمجدون الرب.. وكانوا يفرحون كلما اضطهدوهم باسم المسيح.‏

ووقف بطرس يعلن بصوت جهورى أن المسيح قام من بين الأموات ونحن شهود على ذلك، وكان ‏اسطفانوس أول شهيد للمسيحية قد أنب اليهود لقتلهم للمسيح فهجموا عليه وكان وجهه يشع نورًا ‏وهو يستشهد بسبب معلمه، لا بل قال نفس الجملة التي قالها معلمه على الصليب “ثُمَّ جَثَا عَلَى ‏رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ‎.‎‏” (أعمال 7: ‏‏60).‏

هذا هو الفرح الذي إمتلأ بالشجاعة والرغبة العارمة في التضحية في سبيل نشر كلمة المسيح، هذا ‏الفرح لن يستطيع الموت أن ينزعه من قلب المؤمن بالقيامة