stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

عن الكنيسة

سر التثبيت – الميرون / الأب يوسف أقلاديوس

5.7kviews

download (61)

مقدمة

ينال المسيحي بعد المعمودية (سر التثبيت) عندما يمسحه الأسقف أو الكاهن بالزيت المقدس. ومعنى هذا السرّ أن المسيحي مدعو إلى أن يشهد في حياته لما حقّقه المسيح من خلاص، بقوة الروح القدس.

ويُشار هنا إلى أن الكنيسة القبطية (الكاثوليكية – الأرثوذكسية) تمنح سرّ التثبيت مع سرّ المعمودية في وقت واحد، أمّا الكنائس الكاثوليكية الأخرى تمنح سرّ التثبيت بعد منح سرّ المعمودية بفترة زمنية قد تكون سنوات تقريبًا 12 سنة.

تعريف كلمة ميرون:

الميرون كلمة يونانية تعني “طيب” وفي اصطلاح الكنائس المسيحية تُطلق على مزيج سائل مركب من نحو 30 صنفًا أو جنسًا من أصناف الطيب منها المرّ والعود والسليخة وعود اللبان والقرنفل مضافًا إليه زيت الزيتون الصافي. (مز8:45، نش 14:4، خر 22:30-23).

رموز السرّ:

إن الرموز والعلامات التي تستخدم في سر التثبيت متعدّدة وهي تضفي على الاحتفال به المعاني الغنية:

أ- وضع اليد: هذه الحركة قديمة جدًا في الاستخدام الطقسي، إنها علامة لحلول الروح القدس باسم الله، يصبح الإنسان موضوعًا تحت تأثير إلهي. ففي العهد الجديد ترتدي هذه الحكة معاني البركة ومنح النعمة والتكريس: كان يسوع يضع يده على المرضى فيشفيهم، مثلاً ابنة يايرس، إذ قال أبوها: “ضع يدك على ابنتي فتبرأ”، كذلك الرسل كانوا يضعون أيديهم على المرضى فيشفون. كذلك كانوا يضعون أيديهم على المعمّدين لينالوا عطية الروح. تعطي إذاً هذه الحركة تعبيرًا صريحًا عن عطية “ملء الروح القدس” التي يفيضها الله على النفس التي تقترب منه. 

ب- المسح بالزيت: المسحة في الرموز الكتابية، مليئة بالمعاني: فالزيت هو رمز الوفرة (تث14:11) والبهجة (مز 5:23، 15:104) ووسيلة تنقية ومرونة، وهو علامة شفاء، بدليل أنه يخفف الكدمات والجروح (أش6:1، لو 34:10)، ويضفي على الجسد جمالاً وصحة وقوة.

كل هذه المعاني المرتبطة بمسحة الزيت نجدها في الأسرار. فالمسحة قبل المعمودية بزيت الموعوظين ترمز إلى التنقية والتقوية. والمسحة بالزيت المقدس بعد المعمودية في سرّ التثبيت والسيامة الكهنوتية، هي علامة تكريس. بهذه المسحة ينال طالب التثبيت “سمة” الروح القدس و “ختمه”. ختم الروح القدس هذا هو علامة الانتماء الكامل إلى المسيح والتطوّع لخدمته على الدوام.

خطوات إتمام السر 

سر الميرون أو المسحة المقدسة أو سر التثبيت هو سر مقدس به ننال ختم موهبة الروح القدس. وكلمة ميرون يونانية معناها دهن أو طيب. هذا السرّ يناله المعمّد بعد خروجه من المعمودية مباشرة حتى يصبح هيكلاً للروح القدس فيساعده الروح القدس على النمو والتدرّج في الحياة الروحية، وهو أن يمنح بعد المعمودية إلا أنّه سرّ مستقل يجب على الآباء الكهنة الاهتمام بمنحه للمعمّدين بكل دقة بعدد 36 رشمًا.

هذا السرّ أسّسه يسوع عندما قال “إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب، من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي، قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد مجد بعد” (يو37:7-39).

الرشم 36 رشمًا ويكون ذلك على المفاصل والجسم والحواس فيصبح الجسد والنفس هيكلاً للروح القدس وبها يهب الله المعمّد نعمة التثبيت ويمنحه مواهب الروح القدس.

ومسح الأعضاء الظاهرة بالميرون يشير إلى مسح قوى النفس الداخلية وحواسها الروحية بفعل قوة الله لمحاربة جنود الشر وقواته، فالميرون أقوى سلاح ضد الشيطان ومحاربته وأحسن وقاية ضد الخطية ومغرياتها.

أول مَن عمل الميرون هم الآباء الرسل فقد كانوا محتفظين بالأطياب التي كانت على جسد السيد المسيح عند تكفينه وأضافوا إليها الأطياب التي أحضرتها النسوة لوضعها على جسد الرب ولكنه قد قام، أذابوا الجميع في زيت الزيتون النقي وصلوا عليها جميعهم في علية صهيون وصيّروه دهنًا مقدسّا لمنح موهبة الروح القدس للمعمدين كما يستخدم في تقديس ماء المعمودية وتدشين الكنائس وأوانيها ورسموا أن يقوم خلفائهم بعمل هذا الزيت كلما قرب على الانتهاء على أن الباقي لعمل ميرون جديد يعتبر خميرة.

طقس الرشم بزيت الميرون

1- بعد عماد الطفل تتلقّاه أمه عن يمين الكاهن في فوطة كبيرة نظيفة وتمسح جسمه من آثار المياه.

2- ثم يوضع أمام الكاهن على ترابيزة حتى يدهنه ال36 رشمة.

3- الرشومات كالآتي: يأخذ أولاً الكاهن قارورة الميرون المقدس ويصلي عليها قائلاً “أيها القادر وحده صانع جميع العجائب…” هذه الصلاة ليست لمباركة الميرون ولكن لطلب حلول الروح القدس من الميرون على المعمّد عند دهن به.

· يضع الكاهن إبهام يده على فوهة قارورة الميرون وينكسها إلى أسفل حتى يتبلل إصبعه بالميرون ثم يرشم به المعمّد هذه الرشومات:

– المجموعة الأولى (مجموعة هذه الرشومات ثمانية) وهي:

النافوخ (على الرأس ثم المنخارين ثم الفم ثم الأذن اليمني)

الجبهة- الفم- العينين- الأذنين

أثناء الرشم يقول “باسم الآب والابن والروح القدس. مسحة نعمة الروح القدس آمين.

ملاحظات:

1- دهن الرأس وذلك لتقديسها لأنه أهم شيء يميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات.

2- المنخارين هي حاسة الشم إن لم يحفظها الإنسان أدخلت إلى قلبه أفكار تنجّسه.

3- الفم لأنه أخطر ما في جسم الإنسان هو اللسان وذلك لحفظه من الأخطاء والنميمة والإدانة.

4- الأذنان حتى لا تتسمّم قلوبنا بالحقد والأفكار الشهوانية.

5- العينان النسبة الكبرى من الخطايا تتركّز على النظر.

– المجموعة الثانية (مجموعة هذه الرشومات أربعة) وهي:

يبلل الكاهن إبهام يده اليمنى من قارورة الميرون مرة ثانية ويرشم:

القلب (الصدر)

السرة

الظهر

الصلب (أسفل الظهر)

أثناء الرشم يقول “مسحة عربون ملكوت السموات”.

ملاحظات:

1- رسم القلب لأنه المضخة التي تضخ الدم إلى الجسم وسلامة القلب هامة لسلامة الجسم.

2- السرة هي المكان الذي كان فيه الحبل السُري حينما كان جنينًا وعن طريقها كان يتغذّى وهي مدخل من مداخل الجسم.

3- الظهر به العمود الفقري هذا العضو إذا أصيب سبّب ضرر جسيم للإنسان فدهنه مهم.

4- الصلب وهي منطقة الشهوات الجنسية ورشمها يقدّسها ويسيج حولها بقوة الصليب المحيي.

– المجموعة الثالثة (مجموعة هذه الرشومات ستة) وهي:

مفاصل الكتف الأيمن من فوق

الإبط الأيمن أي مفصل الكتف الأيمن من تحت

مفصل الكوع الأيمن

مثناه (أي باطنه)

مفصل الكف الأيمن

أعلاه (أي ظهر الرسخ)

أثناء الرشم يقول “دهن شركة الحياة الأبدية آمين”.

– المجموعة الرابعة (مجموعة هذه الرشومات ستة) وهي:

مفصل الكتف الأيسر من فوق

الإبط الأيسر أي مفصل الكتف من تحت

مفصل الكوع الأيسر

مثناه (أي باطنه)

مفصل الكف اليسرى

أعلاه (أي ظهر الرسخ)

أثناء الرشم يقول “مسحة مقدسة للمسيح إلهنا وخاتم لا ينحل آمين”.

– المجموعة الخامسة (مجموعة هذه الرشومات ستة) وهي:

مفصل الورك الأيمن 

الحالب الأيمن أي داخل الفخد الأيمن 

مفصل الركبة اليمنى

مثناه (أي داخله)

مفصل عرقوب الرجل اليمنى وهو العظمة التي فوق العقب

أعلاه 

أثناء الرشم يقول “كمال نعمة الروح القدس آمين”.

– المجموعة السادسة (مجموعة هذه الرشومات ستة) وهي:

مفصل الورك الأيسر

الحالب الأيسر 

مفصل الركبة اليسرى

مثناه 

مفصل عرقوب الرجل اليسرى 

أعلاه 

أثناء الرشم يقول “أدهنك يا فلان بدهن مقدس باسم الآب والابن والروح القدس آمين”.

بعد الانتهاء من الرشومات يضع الكاهن يده على رأس المعمّد ويقول “فلتكن مباركًا ببركات السمائيين وبركات الملائكة، فليباركك الرب يسوع المسيح وباسمه”.

هذه الصلاة تجعل الطفل المعمّد محروس بشفاعات ورعاية القديسين والشهداء وكذلك ملاكه الحارس. ثم ينفخ في وجه المعمّد ويقول “اقبل الروح القدس، وكن إناءً طاهرًا من قبل يسوع المسيح ربنا، هذا الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس”.

يرشم الكاهن ملابس الطفل البيضاء الجديدة بالرشومات الثلاثة ثم يلبسه أول قطعة ولتكن الفانلة أولاً وهو يقول “لباس الحياة الأبدية غير الفاسد آمين” وكأنه يقول الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا.

لماذا اللبس الأبيض لأنه يذكّرنا بثلاثة أمور في الماضي والحاضر والمستقبل:

1- بالحياة التي كان يحياها آدم في الفردوس قبل الخطية وهكذا المعمّد بعد خروجه من المعمودية يصبح كآدم في حالة البرارة.

2- أن يحيا حياة طاهرة نقية حتى لا يدنس هذا الثوب الجديد والقلب الجديد والإنسان الجديد الذي ناله بالمعمودية وأن أخطاء عن ضعف يسرع بالتوبة والتناول.

3- يذكّرنا بالأبدية المعدّة للأطهار حيث يلبس الأبرار وهم يخدمون الله في هيكله لأنهم غسلوا من دم الحمل.

ثم يقول الكاهن هذه الصلاة في أثناء اللبس “أيها السيد الرب الإله ضابط الكل الأبدي وحده، أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي أمر بميلاده عبيده بحميم الميلاد الجديد…”

يصلي بعد ذلك على الإكليل “أيها السيد الرب… الذي كلّل رسله الأطهار وأنبياءه وشهداءه الذين أرضوه بإكليل غير مضمحل…”

ثم يلبسه الإكليل ويصلي الصلاة “ضع أيها السيد الرب الإله على عبيدك إكليل من السماء آمين. إكليل مجد آمين…”

ثم بعد ذلك يشد الكاهن وسط المعمّد بزنار أحمر. وكلمة زنار سريانية معناها حزام وربط المعمّد بها أنه صار جنديًا للمسيح ويكون مستعدًا ونشيطًا لكافة الطوارئ.

ثم بعدها تُقال أرباع ألحان كما ورد في الكتاب. ونُقرأ بعد ذلك وصية الوالدين ووصية الإشبين.

ثم بعد ذلك تعمل الزفة وهذه لها معنى روحي، فالمعمودية تمثّل موت المسيح ودفنه في القبر ثلاثة أيام ثم قيامته والتبشير بها في العالم.