stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

شاء الآب أن يلدنا بكلام الحق – الأب وليم سيدهم

450views

حينما نقول إننا أبناء الله فإننا نعلن لأخوتنا وأخواتنا أننا عرفنا من هو الله وآمنا بالله ولازلنا نلتمس طريق الله، فتأمل كلمات القديس يعقوب: “شاء الله أن يكلمنا بكلام الحق” نرى أن مشيئة الله سابقة لمشيئتنا لأنه هو الذي دعانا إلى الوجود لنكون شركاء له في إغناء وبناء هذا الوجود، هذه هي مشيئته.

أما أن يلدنا الله بكلام الحق فإن كلام الحق هو الكتاب المقدس وكلام يسوع المسيح واضح بخصوص الدور المحوري والأساسي لكلام الله في حياتنا : “إن كنتم تحبوننى أحفظوا وصاياي” ، “وتعرفون الحق والحق يحرركم”، “كلمتى لا ترد إلى فارغة”.

أن يلدنا الله بكلام الحق، هو أن يغير كلام الله إنساننا العتيق بالإنسان الجديد، هي أن نختار كلمة الحياة ونطرد من قلوبنا وعقولنا الكلام المؤدي إلى الموت، هو أن نولد من فوق كما قال يسوع لنيقوديموس: أن نولد مرة ثانية ولا ندع شريعة الجسد تسيطر علينا.

حينما استجمع بطرس الرسول قواه، وردَّ على سؤال المسيح من تقولون أنى أنا؟ رد بطرس  أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ” (مت 16: 16) فإثنى عليه يسوع قائلًا: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.(مت 16: 17)، كما قال القديس يوحنا الإنجيلي: “الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا” (يو 1: 14)، إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.” (يو 1: 11)، وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.” (يو 1: 12) هذه الصيرورة هي التغيرات التي تطرأ علينا حينما نقرر بكامل حريتنا أن “نقبل” يسوع رفيقًا ومخلصًا ومرافقًا لنا في مسيرتنا الحياتية.

كل مرة نحن نطرد الفكر الشيطاني من طريقنا ومن تفكيرنا نحن نُولّدُ من عَلُ، لأننا نعمل مشيئة الله، مشيئة الحياة، مشيئة الخلاص، نحن لسنا مجرد ربوتات آلية تتحرك بالرموت، بل نحن كائنات حية يمكنها أن تمارس حريتها في كل لحظة فتقول: “إني أقبل اقتراحك يارب بأن أعيش، إني أرفض أن أسير في طريق الموت”.

أن نلد من الله معناها أن نسمو عن كل غرائزنا وإحتياجاتنا المباشرة لنلتقط الموجة السماوية ونصغي إليها، أليس الله هو الذي خلق الكائنات ذكرًا وأنثى؟ ومع ذلك فإن الله لا يمكننا أن ننعته بذكر أو أنثى.

إن محبة الله برغم أن الكتاب المقدس يُعلي ويأخذ من الحب الزوجي أسمى أنواع الحب وبالتالي يستخدم مجازًا ليعبر عن حب الله للشعب اليهودي، فإن حب الله والولادة من الله لا ترتبط بكونه ذكرًا أو أنثى.

لقد إختار الله مريم العذراء أُمًا لإبنه وحبلت  بشكل معجزي من الوح القدس وليس من زرع بشر لكي يبرهن على حُبه اللامحدود للبشر، ومازال سر التجسد يغذينا بمفاعيله.