شفاءٌ يوم السبت: علامة يوم الخليقة الجديدة – القدّيس يوحنّا بولس الثاني
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرسالة الرسوليّة: يوم الربّ (Dies Domini)، الأعداد 24 و25
شفاءٌ يوم السبت: علامة يوم الخليقة الجديدة
يوم الخليقة الجديدة: إنّ المقارنة بين يوم الأحد “المسيحيّ” وفكرة السبت الّتي كانت سائدة في العهد القديم، أدّت إلى استقصاءات لاهوتيّة على جانب من الأهميّة. وقد تمّت الإضاءة على العلاقة الخاصّة بين القيامة والخلق. ففي الواقع، أقام الفكرُ المسيحي – عفويًّا – الصِّلةَ بين القيامة التي وقعت في “اليوم الأوّل بعد السبت” واليوم الأوّل في الأسبوع الكونيّ في سفر التّكوين (راجع تك 1: 1 إلى 2: 4)، وهو اليوم الذي تمّ فيه خلق النور (راجع تك 1: 3-5). مثل هذه العلاقة تهيب بالمؤمنين إلى فهم القيامة كمنطلقٍ لخليقة جديدة، يكون الرّب يسوع المسيح الممجّد هو باكورتها، بما أنّه هو نفسه “بكر كلّ خليقة” (كول 1: 15) “والبكر بين الرَّاقدين” (كول 1: 18).
والحقيقة أنّ الأحد هو اليوم الذي يُدعى فيه المسيحيُّ، أكثر منه في أيّ يوم آخر، إلى أن يتذكّر الخلاص الذي أُكرِم به في المعموديّة والذي جعل منه إنسانًا جديدًا في المسيح. “لقد دُفِنتم معه في المعموديّة وأقمتم معه أيضًا لأنّكم آمنتم بقدرة الله الذي أقامه من بين الأموات” (كول 2: 12؛ رو 6: 4-6). وتنوِّه الليتورجيا بما يميّز الأحد من طابع عماديّ، وتدعو إلى الاحتفال فيه بسرّ المعموديّة، فضلاً عمّا يجري من ذلك في العشيّة الفصحيّة، في هذا اليوم من الأسبوع أيضًا، الذي تذكّر فيه الكنيسة بقيامة الربّ. وهي تقترح أيضًا، في مطلع القدّاس، أن يُعمَدَ إلى نضح المؤمنين بالماء المقدّس، وهو طقس من طقوس التوبة لا يخلو من التذكير بالمعموديّة التي فيها يولد كلّ وجود مسيحي.