stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

صرخة جريح-الإكليريكيّ/ ملاك كامل

935views

3_06صرخة جريح-الإكليريكيّ/ ملاك كامل

ما أن سمعتُ خبر استشهاد الأبرياء في ذلك الحادث المروّع حتى خفق قلبي ألمًا وحسرة على ما أصابه من جراح وآلام لا يقوى على تحملها، فبدأ يصرخ  صرخات جريح يعاني آلام جرحه الذي ينزف، متسائلاً… إلى متى؟

–         إلى متى يموت الحبّ صريعًا بأيدي الآثمين المجرمين؟

–         إلى متى تُقتل الفرحة في قلوب البسطاء الحالمين؟

–         إلى متى تصير آيام السلام منزوعة السلام والأمان؟

–         إلى متى  يعلو صوت الباطل على  صوت الحق؟ وصوت الشرّ على صوت  الخير؟  وصوت الألم على صوت السعادة؟

–          إلى متى يُغتال الضمير بمشهد من الجميع ولا يحاول أحد أن يدفع عنه أيدي قاتليه؟

–         إلى متي  يُصلب المسيح من جديد كلّ مرة يقتل فيها إنسان أخاه الإنسان؟

–         إلى متى يتألم الله، إذ يرى الإنسان يطيح بأخيه الإنسان من أجل الله؟

–         إلى متى يغلّف صنت العجز شفاه المتألمين المجروحين؟

–         إلى متى تُهدر كرامة الإنسان وقيمته في مجتمع يسوده الجهل بقيمة الإنسان ومكانته السامية؟

–         إلى متى يتبدّد الأمل من عقول الحالمين ويتخلّل اليأس القلوب التي كانت مفعمة بالرجاء؟

–         إلى متى يغمض الجميع عيونهم حتى يسيّطر الجهل والعمى على قلوب مَن يدّعون العلم والمعرفة ؟

–         إلى متى تظلّ الألسن مقيدة بقيود الخوف والرعب، حتى لا تقوى على الصراخ والتعبير عمّا يدور في القلوب التي يعتصرها الألم والحزن والضيق؟

–         إلى متى يكون قانون الغابة سيدًا للقوانين، والتعصب سيدًا لل المواقف، والفساد متفشّيًا في سائر الأحوال والظروف؟

–         إلى متى تنتشر أفكار الجهل والسلبية والاستسلام؟

–         إلى متى تصيرالإشاعات هي الشغل الشاغل والوحيد، حتى لا نهوى سوى اختلاق الإشاعات وترويجها والتأكيد على مصداقيتها؟

–         إلى متى سيظلّ المختلف عنّا مرفوضًا لكونه مختلفًا؟ و لماذا نسعى على الدوام لأن نمحوه حتى لايوجد ما يقلقنا أو حتى مايدعونا إلى التأملأو التفكير؟

–         إلى متى نعتقد أنّنا وحدنا من يملك الحقّ المطلق، والرأي الذي لابد وأن يجانبه الصواب، فليس من المعقول أبدًا أن نكون مخطئين، أو بالحري ليس بالضرورة أن يكون غيرنا على صواب مهما إن كانت الظروف والأحوال؟

–            إلى متى نتعانق بحرارة بمشهد من الجميع مع من يالفنا الرأي والاتجاه بينما ما في القلوب كما هو لا يتغير أو يتبدّل مهما حدث أو تمّ؟

–         إلى متى يكون الدين ستارًا يحتمي خلفه المجرمون والقتلة فما من شيء آخر في على مر التاريخ أُرتُكِبت باسمه جرائم ومجازر سوى الدين الذي هو في الغالب بريء من أولئك الذين يدّعون حمايته والدفاع عنه أمام الكفرة والملحدين؟

ومازال قلبي يصرخ متسائلاً إلى متى؟…

الإكليريكيّ/ ملاك كامل