صعود المسيح وتحملنا للمسئولية (منقول)-بقلم ماريان اميل شنودة
صعود المسيح وتحملنا للمسئولية (منقول)-بقلم ماريان اميل شنودة
– إن الصعود هو إحترام لحريتنا ، بمعنى انه لم نعد نستطيع عند اتخاذ اى قرار ان نسأل يسوع المسيح عما سنفعله لكن الان وبعد الصعود نستطيع ان نساله عما نريده من خلال صلاتنا ، من خلال الإصغاء لصوت الله.. ولكننا لا نتوقع أن يجيبنا بتجريدنا من مسئولية قرارتنا وأعمالنا …
وفى الكلمات الأخيرة التى ألقاها يسوع فى العشاء السرى جملة توضح الأمور الى حد بعيد وهى :”خير لكم أن أمضى فإن لم أمضٍ لا يأتيكم الروح القدس “(يو 16:7).
هناك مسئولية رائعة قدمها لنا يسوع وعلمها ايضاً لنا وهى أن نتحمل مسئولية القرار الذى ناخذه، لقد تحمل يسوع المسئولية عندما قرر أن يموت من أجلنا ، فتحمل الآلآم والموت..
كان ذلك الهياً أما بين البشر،فان الأب الذى يقرر أن يتزوج وينجب يتحمل مسئولية اليوم الذى سيموت فيه ، ومسئولية اسرته واولاده وحزنهم عليه ولذلك فإن فراق الأب ورحيله الى السماء هو ألم كبير لكنه فى نفس الوقت اعتراف من الأب بانه الأن مطمئن على اسرته فكأنه يقول “أنا احبكم جداً واعرف انكم الأن بإمان ، ولن اكون امامكم لكن ، ثقوا إنى معكم ، وبداخل قلوبكم”..
اعرف شخص “قريب جدا لى ” اصيب بسرطان الفك ، تألم لفترة طويلة جداً تقترب من السنتين لكنه كان دائم الشكر لله ،فكان يقول “هناك من يتألم وحيدا ، لكن أنا معى الهى حبيبى و وتساعدنى فى شدتى زوجتى العزيزة وأولادى ” كان مع الآمه القوية يفكر فى غيره الذى فقط يعانى من ألم بسيط سهل علاجه ، وكان أيضا دائم السؤال على اقربائه واصدقائه ، كان مهتم بمن حوله ، كان عندما تنظر اليه يعطيك السلام ويحمل لك الأمل والرجاء ، كان لا يحب ان يتعب من حوله ابداً فقبل وفاته بساعات ، أخذ يوصى أبنائه على ما سيفعلونه فى حياتهم المستقبلية ويوصيهم على والدتهم واعطى لهم دفعة تشجيعية حتى لا يصابوا باليأس بعد مماته، حتى إنه قد اوصاهم على ما سيفعلونه وقت الدفن حتى لا يرتبكوا..وبعدها ،لاحظت زوجته إنه يحتضر فإخذته فى حضنها وأخذت تساعده فى أن يقول يا يسوع ، ومريم ، ويوسف ، انا اعطيكم قلبى وروحى وجسدى ، يا يسوع ومريم ويوسف اعينونى الأن وفى ساعة موتى .. يا يسوع ومريم ويوسف ، اجعلونى ارقد بين ايديكم بسلام. وتوفى هو يحاول ان يقول تلك الجمله ،واراد السيد المسيح ان يأخذه معه فى نفس توقيت الصعود ، وانتقاله معه كان اكبرتعزية لنا ، وتلك التعزية كانت اكبر دليل على قول السيد المسيح فى متى(20:28) ها أنا معكم كل الأيام والى أنقضاء الدهر .
فكان هذا الشخص مسئول منذ اليوم الذى ولد فيه الى يوم مماته ، عندما اخذ ينصح اولاده عما سيفعلوه بدونه ، كما أنه كان مسئول فى حياته الروحية عندما قرر أن ينتظر يسوع ليأخده معه لإنه فى وقت العشاء السرى سمع قول يسوع المسيح للتلاميذ (يو2:14 ) ” انى ذاهب لاعد لكم مقاما لتكونوا انتم حيث اكون انا “
كما أن نتيجة تلك المسئولية كانت رائعة فكان اولاده من حوله يصبرونه ويعزونه ويعطونه الأمل والرجاء وكانت زوجته الرائعة دائما معه لا تفارقه ابداً اذ تعطيه القوة حتى يتحمل ذلك الألم الفظيع .. أنها اسرة رائعة..ما أجملها وما أجمل صبرها.. إنهم اروع مثال لنا لنكون بجانب بعضنا ونصبر بعضنا على احتمال الآلم والمشقة، كما انهم اروع مثال للأسرة التى تعمل على تحمل مسئولية قرارتها. فما أجمل ذلك القديس(رحمه الله) وما أجمل اسرته التى ساعدته للسلوك فى نهج القداسة برغم الآلآم والمحن.
هناك اشخاص كثيرون على الأرض يعتبروا قديسين يموتوا وينسى العالم وجودهم والذين فقط يتذكروهم هم اسرتهم .
إن الصعود هو احترام لحريتنا الداخلية .. فبصعود يسوع المسيح حررنا من العبودية و بانتصاره على شوكة الموت دفع ثمن خطايانا ، لذلك فالصعود ايضا هو تعزية كبيرة لكل إنسان ، كما انه يجعل الإنسان يدرك انه يجب قضاء حياته ساعياً إلى ملكوت الله .اجعلنا يارب نقبل يوما بعد يوم الموت كشىء سار ، نتقبله بفرح فنندمج معك انت يا الله يا مصدر رجائنا الوحيد ، وتعزيتنا الوحيدة ، يارب لقد صعدت إلى السموات، فلا تتركنا يتامى لكن فليأت روحك ليرسل لنا سلامك ، فينير نفوسنا ، فندرك حقا انك موجودٌ فى صميم قلوبنا.امين
عن موقع زينيت العالم من روما