صلاة الساعات ” 10 أبريل – نيسان 2020 “
الجمعة العظيمة في آلام الربّ
اللون الليتورجي احمر
صلاة السَحَر
* اللهم، بادر إلى مَعونتي. (هنا يرسم المصلون إشارة الصليب).
– يا ربّ، أسرع إلى إغاثتي.
المجد للآب والابن، والروح القدس
كما كان في البدء والآن وكل أوان،
وإلى دهر الدهور. آمين.
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للمسيحِ ابنِ اللهِ الذي بِدَمِهِ فَدَانا، هَلُمَّ نَسجُد.
المزمور ٦٦ (٦٧)
جميع الشُّعوب لتحمد الله
اعلموا أنّ خلاص الله هذا أُرسل إلى الوثنيين (أعمال ٢٨: ٢٨)
لِيَرحَمْنا اللهُ وليبارِكْنا *
وليضِئ بِوَجهِه علَينا!
لِكَي يُعرَفَ في الأرضِ طَريقُكَ *
وفي جَميعِ الأُمَمِ خَلاصُكَ
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ يا الله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جميعًا!
لِتَفرَحِ الأمَمُ وتُهَلِّلْ *
لِأَنَّكَ بِالعَدْلِ تَدينُ العالَمين
بِالِاَستِقامةِ تَدينُ الشّعوب *
وفي الأرضِ تَهْدي الأمَم
لِتَحمَدْكَ الشُعوبُ يا أَلله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جَميعًا!
الأرضُ أَعطَت غلّتَها *
فليبارِكْنا اللهُ إلهُنا
لِيُبارِكْنا الله *
ولتخشَه أقاصي الأرضِ جَميعُها!
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للمسيحِ ابنِ اللهِ الذي بِدَمِهِ فَدَانا، هَلُمَّ نَسجُد.
أنتيفونة 1: إن الله لم يضنَّ بابنه، بل أسلمه إلى الموت، من أجلنا جميعاً.
المزمور 50 (51)
ارحمني، يا الله
تجدَّدوا بتجدّد أذهانكم الروحي، وألبسوا الإنسان الجديد (عن أفسس 4: 23 – 24)
إِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ * وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ.
زِدْني غُسْلاً مِن إِثْمي * ومِن خَطيئَتي طَهِّرْني.
فإِنِّي عالِمٌ بِمَعاصِيَّ وخَطيئَتي أَمامي في كُلِّ حين.
إِلَيكَ وَحدَكَ خَطِئتُ * والشَرّ أَمامَ عَينَيكَ صَنعتُ
فتَكونُ عادِلاً إِذا تكلَمتَ * وتكونُ نَزيهًا إِذا قَضَيتَ.
إِنِّي في الإِثْمِ وُلدتُ * وفي الخَطيئةِ حَبِلَت بي أُمِّي.
أَحبَبتَ الحقَّ في أَعْماقِ النَّفس * وعلَّمتَني الحِكمَةَ في الخِفْيَة.
نَقِّني بِالزُّوفى فأَطهُر * إِغسِلْني فأَفوقَ الثَّلجَ بَياضًا.
أَسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا * فتَبتَهِجَ العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها.
أُحجُبْ وَجهَكَ عن خَطايايَ * وأمحُ جَميعَ آثامي.
قَلبًا طاهِرًا اْخلُقْ فيَّ يا ألله * ورُوحًا ثابِتًا جَدِّد في باطِني.
مِن أَمامِ وَجهِكَ لا تَطرَحْني * وروحُكَ القُدُّوسُ لا تَنزِعْه مِنِّي.
أردُدْ لي سُرورَ خَلاصِكَ * فيُؤَيِّدَني روحٌ كَريم.
أُعَلِّمُ العُصاةَ طرقَك * فيَتوبُ إلَيكَ الخاطِئون.
أَنقِذْني مِنَ الدِّماءِ † يا أللهُ إلهُ خَلاصي * فيَهتِفَ لِساني بِبِرَكَ.
أيّها السَّيِّدُ اْفتَحْ شَفَتَيَّ * فيُخبِرَ فَمي بِتَسبِحَتِكَ
فإنَّكَ لا تَهْوى الذَّبيحة * وإِذا قربتُ مُحرَقةً فلا تَرتَضي بِها.
إِنًّما الذَّبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر * القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله.
أَحسِنْ بِرِضاكَ إِلى صِهْيون * فاْبنِ أَسوارَ أُورَشَليم.
حينَئذٍ ترْضى بِذبائحِ البِرِّ † بِالمُحرَقَةِ والتَّقدِمةِ التَّامَّة * حينَئذٍ يُقَرِّبونَ على مَذبَحِكَ العُجول.
المجد للآب والابن * والروح القدس.
كما كان في البدء والآن وكل أوان * وإلى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 1: إن الله لم يضنَّ بابنه، بل أسلمه إلى الموت، من أجلنا جميعاً.
أنتيفونة 2: إن يسوع قد أحبّنا، وغسلنا بدمه من خطايانا.
التسبحة حبقوق 3: 2 – 4، 13أ، 15 – 19
الله يظهر للمحاكمة
ارفعوا رؤوسكم، لأن افتداءكم يقترت (لوقا 21: 28)
يا ربّ سمعتُ بسُمعتكَ * فخفت عملكَ.
في وسط السّنين أحيهِ † في وسطَ السّنين تُعرِّفُ بهِ * وفي الغضب ارحم واذكر.
الله يأتي من تَيمان * والقدوس من جبل فاران.
غطَّى جلاله السّموات * وامتلأت الأرض من تسبحتهِ.
بَهاؤهُ يكون كالنور وله من يَدهِ أشعّة * وهناك تحتجب عزَّتهُ.
لقد خرجت لخلاص شعبكَ * لخلاص مسيحكَ.
بخَيلكَ وَطئت البحر * وغليان المياه الغزيرة.
سمعت فخفقت أحشائي * ورجفت شفتاي من الصّوت.
ودخل النَّخر عظامي * واضطربت في مكاني.
لأنّي أنتظر أن يقوم يوم ضيق * على شعبٍ يُهاجمنا.
فإنَّ التّين لا يزهر والكُروم لا غلال فيها * وحصيلة الزَّيتون تكذب.
والحقول لا تُخرج طعاماً † تنقطع الغنمُ من الحظيرة * ولا يكون بقرٌ في الإسطبل.
أمّا أنا فأتهلَّل بالربّ * وأبتهج بإله خلاصي.
الربّ الإله قوَّتي † وهو يجعل قدميَّ كالأيائل * ويُمشِّيني على مَشارفي.
المجد للآب والابن * والروح القدس.
كما كان في البدء والآن وكل أوان * وإلى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 2: إن يسوع قد أحبّنا، وغسلنا بدمه من خطايانا.
أنتيفونة 3: لصليبك، يا ربّ، نسجد، ولقيامتك المقدّسة نُسبّح، وإيّاها نُعظّم. فبهذه الخشبة، شمل الفرح العالم كله.
المزمور 147 (147ب)
تجديد أورشليم
تعال أُرِكَ العروس امرأة الحمل (رؤيا 21: 9)
إمدَحي الربّ يا أورشليم * سَبِّحي إلهك يا صهيون.
فإنّه مكَّن مغاليقَ أبوابكِ * وبارك أبناءكِ في وسطكِ.
يجعل حدودك سلاماً * ومن لُباب الحنطة يُشبعُكِ.
يُرسل إلى الأرض كلمتهُ * فيُسرع قوله في عَدوهِ.
يُعطي الثَّلج كأنّه صوف * وينثرُ الصّقيع كأنّه رماد.
يُلقي جَليده فُتاناً * فمن يقف تُجاه برده؟
يُرسل كلمته فيُذيبُها * يُهبُّ ريحه فتسيل المياه.
يوحي كلمته إلى يعقوب * فرائضه وأحكامه إلى إسرائيل.
لم يُعامل هكذا أُمَّةً من الأمم * ولم تعرف أحكامه.
المجد للآب والابن * والروح القدس.
كما كان في البدء والآن وكل أوان * وإلى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 3: لصليبك، يا ربّ، نسجد، ولقيامتك المقدّسة نُسبّح، وإيّاها نُعظّم. فبهذه الخشبة، شمل الفرح العالم كله.
القراءة أشعيا 52: 13 – 15
هوذا عبدي يُوفَّق، يتعالى ويرتفع ويتسامى جدّاً. كما أن كثيرين ذُعروا في شأنك، هكذا لم يعد منظره منظر إنسان، وصورته صورة بني آدم. هكذا تنتفض أُممٌ كثيرة، وأمامه يسدُّ الملوك أفواههم، لأنهم رأوا ما لم يُخبروا به، وعاينوا ما لم يسمعوا به.
أنتيفونة بدل الردة: إن المسيح أطاع من أجلنا حتى الموت، موت الصليب.
القراءة الأولى
من الرسالة إلى العبرانيّين 9: 11-28
المسيح حبرنا دخل الأقداس مرَّةً واحدة بدم نفسه
أَمَّا المَسِيحُ فَقَد جَاءَ عَظِيمَ كَهَنَةٍ لِلخيرَاتِ المُستَقْبَلَةِ، وَمِن خِلالِ خَيمَةٍ أَكبَرَ وَأَفضَلَ لَم تَصنَعْهَا الأَيدِي، أَي أَنَّها لَيسَتْ مِن هَذِهِ الخَلِيقَةِ، دَخَلَ القُدسَ مَرَّةً وَاحِدَةً، لا بِدَمِ التُّيُوسِ وَالعُجُولِ، بَل بِدَمِهِ، فَحَصَلَ عَلَى فِدَاءٍ أَبَدِيٍّ.
فَإِذَا كَانَ دَمُ التُّيُوسِ وَالثِّيرَانِ وَرَشُّ رَمَادِ العِجْلَةِ يُقَدِّسَانِ المُنَجَّسِينَ لِتَطهُرَ أَجسَادُهُم، فَمَا أَولَى دَمَ المَسِيحِ، الَّذِي قَرَّبَ نَفْسَهُ إلَّى اللهِ بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قُربَانًا لا عَيبَ فِيهِ، أَن يُطَهِّرَ ضَمَائِرَنَا مِنَ الأَعمَالِ المَيْتَةِ لِنَعْبُدَ اللهَ الحَيَّ.
لِذَلِكَ هُوَ وَسِيطٌ لِعَهدٍ جَدِيدٍ، لِوَصِيَّةٍ جَدِيدَةٍ، حَتَّى إِذَا مَاتَ فِدَاءً لِلمَعَاصِي المَرْتَكَبَةِ فِي العَهدِ الأَوَّلِ، نَالَ المَدعُوُّونَ المِيرَاثَ الأَبَدِيَّ المَوعُودَ، لأَنَّهُ حَيثُ تَكُونُ الوَصِيَّةُ فَلا بُدَّ مِن أَن يَثبُتَ مَوتُ المُوصِي. فَالوَصِيَّة لا تَصِحُّ إِلاَّ بَعدَ المَوتِ، لأَنَّهُ لا يُعمَلُ بِهَا مَا دَامَ المُوصِي حَيًّا. وَعَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ العَهدَ الأَوَّلَ لَم يُبرَمْ بِغَيرِ دَمٍ.
فَإِنَّ مُوسَى، بَعدَمَا تَلا عَلَى مَسَامِعِ الشَّعبِ جَمِيعَ الوَصَايَا كَمَا هِيَ فِي الشَّرِيعَةِ، أَخَذَ دَمَ العُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفٍ قِرْمِزِيٍّ وَزُوفَى، وَرَشَّهُ عَلَى السِّفْرِ عَينِهِ وَعَلَى الشَّعبِ كُلِّهِ وَقَالَ: “هُوَذَا دَمُ العَهدِ الَّذِي عَهِدَ اللهُ فِيهِ إِلَيكُم”. وَالخَيمَةُ وَجَمِيعُ أَدَوَاتِ العِبَادَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ. هَذَا وَيَكَادُ بِالدَّمِ يُطَهَّرُ كُلُّ شَيءٍ بِحَسَبِ الشَّرِيعَةِ، وَمَا مِن مَغفِرَةٍ بِغَيرِ إِرَاقَةِ دَمٍ. فَإِذَا كَانَتْ صُوَرُ الأُمُورِ السَّمَاوِيَّةِ لا بُدَّ مِن تَطهِيرِهَا عَلَى هَذَا النَّحوِ، فَلا بُدَّ مِن تَطهِيرِ الأُمُورِ السَّمَاوِيَّةِ نَفسِهَا بِذَبَائِحَ أَفضَلَ.
لأَنَّ المَسِيحَ لَم يَدخُلْ قُدْسًا صَنَعَتهُ الأَيدِي رَسمًا لِلقُدْسِ الحقيقِيِّ، بَل دَخَلَ السَّمَاءَ عَينَهَا لِيَمثُلَ الآنَ أَمَامَ وَجهِ اللهِ مِن أَجلِنَا، لا لِيُقَرِّبَ نَفسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً كَمَا يَدخُلُ عَظِيمُ الكَهَنَةِ القُدْسَ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمٍ غَيرِ دَمِهِ. وَلَو كَانَ ذَلِكَ، لَكَانَ عَلَيهِ أَن يَتأَلَّمَ مِرَارًا كَثِيرَةً مُنذُ إِنْشَاءِ العَالَمِ، فِي حِينِ أَنَّهُ لَم يَظهَرْ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي نِهايَةِ العَالَمِ لِيُزِيلَ الخَطِيئَةَ بِذَبِيحَةِ نَفسِهِ. وَكَمَا أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ أن يَمُوتُوا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَبَعدَ ذَاكَ يَومُ الدَّينُونَةِ، فَكَذَلِكَ المَسِيحُ قُرِّبَ مَرَّةً وَاحِدَةً لِيُزِيلَ خَطَايَا جَمَاعَةِ النَّاسِ. وَسيَظهَرُ ثَانِيَةً، بِمَعزِلٍ عَنِ الخَطِيئَةِ، لِلَّذِينَ يَنتَظِرُونَهُ لِلخَلاصِ.
الردة ر. أشعيا 53: 7 و12
* كحَمَلٍ سِيقَ إلى الذَّبحِ، ولمَّا عُومِلَ بالإكراهِ والقساوةِ لم يفتَحْ فاه. أُسلِمَ إلى الموتِ ليُعِيدَ الحياةَ إلى شعبِه.
* أسلَمَ نفسَه للموتِ، وأُحصِيَ مع العُصاة.
* أُسلِمَ إلى الموتِ ليُعِيدَ الحياةَ إلى شعبِه.
القراءة الثانية
من تعاليم القديس يوحنا فم الذهب الأسقف
(الدرس 3، 13- 19: SC 50، 174- 177)
قدرة دم المسيح
أتريدُ أن تعرِفَ قدرةَ دمِ المسيح؟ لنَعُد وَلْنَستعرِضِ الأمثلةَ والرُّموزَ التي أشارَتْ إليه في الزَّمنِ الغابرِ، وَلْنَقرأْ الكتُبَ الأولى.
قالَ موسى: “اذبَحوا حَمَلاً حَولِيًّا، وادهَنوا الأبوابَ بدمِه” (ر. خروج 12: 1- 14). ماذا تقولُ، يا موسى؟ هل يَقدِرُ دمُ الحَمَلِ أن يخلِّصَ الإنسانَ العاقل؟ وكأنَّه يجيب: طبعًا. وذلك ليسَ لأنَّه دمٌ، بل لأنَّ فيه رمزًا يُشيرُ إلى دمِ الرَّبِّ. فإذا رأى العدوُّ على الأبوابِ لا رمزَ الدَّمِ القديمِ، بل دمَ الحقيقةِ السَّاطعةِ على فمِ المؤمنين ظاهرًا على أبوابِ هيكلِ المسيح، فإنَّه يعبُرُ ولا يُلحِقُ ضررًا بأحد.
أتريدُ أن تتعمَّقَ أكثرَ من ذلك في قدرةِ هذا الدَّمِ؟ أريدُكَ أن تتأمَّلَ من أينَ تدفَّقَ، ومن أيِّ ينبوعٍ صدَرَ. تدفَّقَ أوَّلَ ما تدفَّقَ من الصَّليبِ نفسِه، من جنبِ المسيحِ الرَّبّ. قالَ الكتاب: لمّا ماتَ يسوعُ وبقِيَ معلَّقًا على الصَّليبِ، دنا جندِيٌّ وطعنَ جنبَه بحربةٍ، فخرجَ منه دمٌ وماء. الأوَّلُ رمزٌ للمعموديَّةِ، والثَّاني رمزٌ للسِّرِّ. فتحَ الجنديُّ جنبَه فانفتحَ أمامي الهيكلُ المقدَّسُ، ووجدْتُ فيه، بالبهجةِ والسُّرورِ، كنزًا عظيمًا وغنًى باهرًا. هذا ما حصلَ مع ذلك الحَمَل. ذَبَحَ اليهودُ الحملَ وأنا نِلْتُ الخلاصَ، ثمرةَ الذَّبيحة.
“خرجَ من جنبِه دمٌ وماء” (رز يوحنا 19: 34). لا أريدُك، أيُّها السَّامعُ، أن تمرَّ بسرعةٍ أمامَ مكنوناتِ هذا السِّرِّ العظيم. ما زالَ لديَّ بعدُ كلامٌ من وِجهةِ النَّظرِ الصُّوفيَّة ومن وِجهةِ النَّظرِ الأسراريّة. قُلْتُ إنَّ ذلك الدَّمَ وذلك الماءَ هما رمزان للمعموديَّةِ وللأسرار. وقد تأسَّسَتِ الكنيسةُ المقدَّسةُ على هذا: على غُسْلِ الميلادِ الثَّاني والتَّجديدِ بالرُّوحِ القُدُسِ الذي تمنحُه المعموديَّةُ، وعلى الأسرارِ التي نراها خرجَتْ من جنبِه. خرجَتِ الكنيسةُ إذًا من جنبِ المسيح، كما خرجَتْ حوّاءُ من جنبِ آدم.
ولهذا السَّببِ يَشهَدُ بولسُ الرَّسولُ فيقولُ: ” نحن جسدٌ من جسدِه، وعظمٌ من عظامِه”، مشيرًا بذلك إلى جنبِ الرَّبِّ. لأنَّه كما أنَّ الله خلقَ المرأةَ من جنبِ آدم، كذلك أعطانا المسيحُ من جنبِه دمًا وماءً وُلِدَتْ بهما الكنيسة. وكما كوَّنَ الله أعضاءَ حوَّاءَ لمّا كانَ آدمُ في سُباتٍ عميق، كذلك منحَنا الدَّمَ والماءَ بعد موتِ الرَّبِّ.
انظروا كيف ضمَّ المسيحُ إليه عروسَه، انظروا بأيِّ طعامٍ يُغذِّينا. بالغذاءِ نفسِه نُولَدُ ونتغذَّى. كما أنَّ المرأةَ، بدافعِ حبِّها، تسرِعُ إلى تغذيةِ ابنِها بحليبِها ودمِها، كذلك المسيحُ، فإنَّه يَلِدُنا ويستمرُّ في تغذيتِنا بدمِه.
الردة 1 بطرس 1: 18- 19؛ أفسس 2: 18؛ 1 يوحنا 1: 7
* لَم تُفتَدُوا بِالفَانِي مِن الفِضَّةِ أو الذَّهَبِ، بَل بِدَمٍ كَرِيمٍ، دَمِ الحَمَلِ الَّذِي لا عَيبَ فِيهِ، دَمِ المَسِيحِ. لأنّ لَنَا بِهِ جَمِيعًا سَبِيلًا إلَى الآبِ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ.
* وَدَمُ يَسُوعَ ابنِهِ يُطَهِّرُنَا مِن كُلِّ خَطِيئَةٍ.
* لأنّ لَنَا بِهِ جَمِيعًا سَبِيلًا إلَى الآبِ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ.
أنتيفونة تسبحة زكريا: وضَعوا فوق رأسه علّة الحُكم عليه، كُتب فيها: هذا يسوع الناصري، ملك اليهود.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا 1: 68 – 79
المسيح والمعمدان سابقه
عند بدئها، يرسم المصلون إشارة الصليب.
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا * لأَنَّهُ افتَقَدَ وصنع فداءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خلاصٍ * في بَيتِ داوُد فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِه القدِّيسين * الذين هُم منذُ الدَّهر:
بأن يُخَلِّصُنا مِن أَعدائِنا * وَ مِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا * ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيم أَبينا * أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدي أَعدائِنا * فَنعبُدَه بلا خوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ * جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا.
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى * لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وجهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَه
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ * لمَغفِرَةِ خَطاياهم.
بِأحشاءِ رَحمَةٌ إِلهِنا * الذي افتَقَدَنا بها المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الـمَوت * ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المجد للآب والابن * والروح القدس.
كما كان في البدء والآن وكل أوان * وإلى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا: وضَعوا فوق رأسه علّة الحُكم عليه، كُتب فيها: هذا يسوع الناصري، ملك اليهود.
الأدعية
لنسجد بتقوى صادقة، لمُخلّصنا الذي تألّم ودُفن من أجلنا، حتى يقوم ظافراً، ولنبتهل إليه قائلين:
يا ربّ، ارحم.
يا ربّنا ومعلّمنا، يا مَن أطاع من أجلنا حتى الموت،
– أعطنا أن نخضع دائماً لإرادة الآب.
يا حياتنا، يا مَن دمّر الجحيم والموت بموته على الخشبة،
– أعطنا أن نموت معك ونقوم معك في المجد والكرامة.
يا ملكنا، يا من صار من أجلنا مرذول الناس، ودودةً حقيرة،
– أعطنا أن نتمثّل جميعاً بتواضعك.
يا خلاصنا، يا مَن مدّ يديه على الصليب، فجذب إليه جميع الأجيال،
– اجمع في ملكوت خلاصك شتات أبناء الله كلهم.
أبانا
الصلاة
نسألك، يا ربّ، أن تنظر إلى أُسرتك هذه، التي لم يخشَ يسوع المسيح ربّنا أن يُسلم نفسه في سبيل افتدائها * إلى أيدي الظالمين، ويحتمل عذاب الصليب. هو الحي المالك معك ومع الروح القدس † إلى دهرٍ الدهور.
* تبارك الرب.
– الشكر لله