صلاة الساعات 27 فبراير/شباط 2019
أربعاء الأسبوع ٧ من زمن السنة العادي للسنوات الفردية
الاسبوع الثالث من كتاب المزامير
اللون الليتورجي أخضر
صلاة السَحَر
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للإلهِ ربِّنا الذي صَنَعَنا، هَلُمُّوا نَسْجُد.
المزمور ٢٣ (٢٤)
حلول الرب بهيكله
فتحَ المسيحُ أبوابَ السماء عندما صعد السماء (ق. ايرينيوس)
لِلرَّبِّ الأَرضُ كُلُّ مَا فيها *
الدّنيا وساكِنوها
لأَنَّه على البِحارِ أَسَّسَها *
وعلى الأَنْهارِ أَرْساها
مَنْ ذا الَّذي يَصعَدُ جَبَلَ الرَّبِّ †
ومَنْ ذا الَّذي يُقيمُ في مَقَرِّ قُدْسِهِ؟ *
النَّقِيُّ الكَفَّين والطَّاهِرُ القَلْب
الَّذي لم يَحمِلْ على الباطِلِ نَفسَهُ *
ولم يَحْلِفْ خادِعًا
رَحْمةً يَنالُ مِن لَدُنِ الرَّبّ *
وبِرًّا مِن إِلهِ خَلاصِهِ
ذلكَ جِيلُ مَنْ يَطلبُونَهُ *
مَن يَلتَمِسونَ وَجهَكَ يا إِلهَ يَعْقوب
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟ †
هو الرَّبُّ العَزيزُ الجَبَّار *
الرَّبُّ الجَبَّارُ في القِتال
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هَذَا مَلِكُ المَجْد؟ *
رَبُّ القوَّاتِ هو مَلِكُ المَجْد
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للإلهِ ربِّنا الذي صَنَعَنا، هَلُمُّوا نَسْجُد.
أنتيفونة ١: فَرِّحْ نَفْسَ عَبدِكَ،
فَإِلَيكَ أيُّها السَّيِّدُ رَفَعْتُ نَفْسِي.
المزمور ٨٥ (٨٦)
دعاء المسكين في الشدائد
تبارك الله الذي يعزّينا
في جميع شدائدنا (٢ قورنتس ١: ٣-٤)
أَمِلْ يا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْتَجِبْ لِي *
فإنِّي بائِسٌ مِسْكِين
احفَظْ نَفْسِي فَإِنِّي صَفِيّ *
خَلِّصْ أَنتَ، إِلَهِي، عَبدَكَ المُتَّكِلَ عَلَيكَ
اِرْحَمْنِي أَيُّها السَّيِّد *
فإِنِّي طَوَالَ النَّهارِ أَصرُخُ إِلَيك
فَرِّحْ نَفْسَ عَبدِكَ *
فإِلَيكَ أيُّها السَّيِّدُ رَفَعْتُ نفْسي
لأَنَّكَ أيُّهَا السَّيِّدُ صَالِحٌ غَفُور *
وَافِرُ الرَّحْمَةِ لِجَميعِ الصَّارِخينَ إِلَيك
أَصْغِ يا رَبُّ إِلى صَلَاتي *
وأَنصِتْ إِلى صَوتِ تَضَرُّعِي
في يَومِ ضِيقِي إِلَيكَ أَصْرُخُ *
لأَنَّكَ تَستَجِيبُ لي
لَيْسَ في الآلِهَةِ مِثلُكَ أيُّهَا السَّيِّد *
ولا شَيءٌ كَأَعْمَالِكَ
جَميعُ الأُمَمِ الَّتي صَنَعتَها تَأْتِي وَتَسُجُدُ أَمامَكَ *
أَيُّها السَّيِّدُ وتُمَجِّدُ اسْمَكَ
لأَنَّكَ عَظِيمٌ وصَانِعُ العَجَائِب *
وَحْدَكَ أَنتَ اللّه
عَلِّمْني يا رَبُّ طُرُقَكَ فأَسِيرَ في حَقِّكَ *
وَحِّدْ قَلْبي فأَخَافَ اسْمَكَ
أَيُّها السَّيِّدُ إِلَهِي بِكُلِّ قَلْبِي أَحْمَدُكَ *
وللأَبدِ أُمَجِّدُ اسْمَكَ
لأَنَّ رَحمَتَكَ علَيَّ عَظِيمَةٌ *
وقَدْ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِن عُمْقِ مَثْوَى الأَمْوَات
اللَّهُمَّ عَلَيَّ المُتَكَبِّرونَ قَامُوا †
وجَماعَةُ أشِدَّاءَ نَفْسِي طَلَبُوا *
ولَمْ يَجْعَلُوكَ نُصْبَ عُيونِهِم
وأنتَ أَيُّها السَّيِّدُ، إِلهٌ رَحيمٌ رَؤُوفٌ †
طَويلُ الأَناةِ ووافِرُ الحَقِّ والرَّحْمَة *
اِلْتَفِتْ إليَّ وارْحَمْنِي
هَبْ لِعَبدِكَ قوةً مِنْكَ *
وخلّصِ اِبْنَ أَمَتِكَ
اِصْنَعْ مَعِي آيةً لِلخَيرِ †
فَيَرَى مُبغِضِيَّ وَيَخْزَوا *
لأَنَّكَ أنتَ يا رَبُّ نَصَرْتَنِي وعَزَّيتَني
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: فَرِّحْ نَفْسَ عَبدِكَ،
فَإِلَيكَ أيُّها السَّيِّدُ رَفَعْتُ نَفْسِي.
أنتيفونة ٢: طُوبَى للسَّالِكِ بِالبِرِّ
والمُتَكَلِّمِ بِالاِستِقَامَة.
التسبحة أشعيا ٣٣: ١٣-١٦
الله يدين بعدل
إن الوعد لكم ولأولادكم ولجميع الأباعد (أعمال ٢: ٣٩)
اِسْمَعُوا أَيُّها القَاصُونَ ما صَنَعْتُ *
واعْرِفُوا أَيُّها الدَّانونَ جَبَرُوتِي
قَدْ فَزَعَ الخاطِئونَ في صِهْيون *
والرَّعدَةُ أَخَذَتِ الكُفَّار
مَن مِنَّا يَسكُنُ في النَّارِ الآكِلَة؟ *
ومَن مِنَّا يَسكُنُ في المَواقِدِ الأَبَدِيَّة؟
السَّالِكُ بِالبِرِّ *
والمُتَكَلِّمُ بِالِاستِقامة
الرَّافِضُ مَكَاسِبَ المَظَالِم *
والنَّافِضُ كَفَّيه مِن قَبْضِ الرَّشْوَة
السَّادُّ أُذُنَه عَنْ خَبَرِ الدَّم *
والمُغمِضُ عَينَيهِ عَنْ رُؤْيَةِ الشَّرّ
فهو يَسْكُنُ في الأَعَالِي †
وحِمَاهُ مَعَاقِلُ الصُّخُور *
خُبزُهُ مَرْزوقٌ وماؤُه مَكْفول
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٢: طُوبَى للسَّالِكِ بِالبِرِّ
والمُتَكَلِّمِ بِالاِستِقَامَة.
أنتيفونة ٣: اِهتِفوا أمامَ الرَّبِّ المَليك.
المزمور ٩٧ (٩٨)
الربّ الظافر في الدين
هذا المزمور يشير إلى مجيء الربّ الأول
وإلى إيمان جميع الأمم (ق. اثناسيوس)
أَنشِدوا للِرَّبِّ نشيدًا جَديدًا *
فإِنَّهُ صَنَعَ العَجائِب
الخَلاصُ بِيَمينِهِ *
بِذِراعِهِ القُدُّوسَة
كَشَفَ الرَّبُّ خَلَاصَهُ *
لِعُيونِ الأمَمِ كَشَفَ بِرَّهُ
ذَكَرَ رَحْمَتَهُ وأَمانَتَه لِبَيتِ إِسْرائيل *
فَرَأَتْ جَميعُ أَقاصِي الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا
اِهتِفوا للِرَّبِّ يا أَهلَ الأَرضِ جَميعًا *
اِندَفِعوا بِالعَزف وبِالتَّهْليل
اِعزِفوا للِرَّبِّ بالكِنَّارة *
بالكِنَّارةِ وصَوتِ التَّرْنيمِ
اِهتِفوا بِالأَبْواقِ وصَوتِ الصُّور *
أَمامَ الرَّبِّ المَلِك
لِيَهدِرِ البَحرُ وما فيه *
والدُّنيا وسُكَّانُها
لِتُصَفِّقِ الأَنهارُ *
وَلْتُهَلِّلِ الجِبالُ جميعًا أَمامَ الرَّبّ
فإنَّهُ آتٍ لِيَدينَ الأَرضَ †
يَدينُ الدنيا بِالبِرِّ *
والشعوبَ بِاِلاسْتِقامَة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: اِهتِفوا أمامَ الرَّبِّ المَليك.
القراءة أيوب ١: ٢١، ٢: ١٠ب
عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ جَوْفِ أُمِّي، وعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَيْهِ. الرَّبُّ أَعْطَى والرَّبُّ أَخَذَ، فَليَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا. أَنَقْبَلُ الخَيْرَ مَنَ اللهِ وَلَا نَقْبَلُ مِنْهُ الشَّرَّ؟
الردّة
• أَمِلْ قلبي، يا الله * إلى آياتِكَ
•• أَمِلْ قلبي، يا الله * إلى آياتِكَ
• أحْيِني في سَبِيلِكَ
•• إلى آياتكَ
• المجدُ للآبِ والابنِ، والرُّوحِ القُدُس
•• أَمِلْ قلبي، يا الله * إلى آياتِكَ
القراءة الأولى
من سفر الجامعة 5: 9-6: 8
زوال المال
الَّذِي يُحِبُّ الفِضَّةَ لا يَشبَعُ مِنَ الفِضَّة، وَالَّذِي يُحِبُّ الثَّروَةَ لا يَجنِي ثَمَرَهَا. هَذَا أَيضًا بَاطِل. إِذَا زَادَتِ الخَيَراتُ زَادَ الَّذِينَ يَأكُلُونَهَا فأَيُّ رِبحٍ لِمَالِكِهَا إِلاَّ أَن يَنظُرَ إِلَيهَا بِعَينَيْهِ؟ نَومُ العَامِلِ عَذْبٌ، سَوَاءٌ أَكَلَ كَثِيرًا أَم قَلِيلاً، وَشِبَعُ الغَنِيِّ لا يَدَعُهُ يَنَامُ. شَرٌّ مُؤلِمٌ رَأَيْتُهُ تَحتَ الشَّمسِ: غِنًى مُدَّخَرٌ لِشَقِاءِ مَالِكِهِ. فَتَلِفَ هَذَا الغِنَى فِي مَشرُوعٍ خَاسِرٍ، وَوَلَدَ ابْنًا لَن يَكُونَ فِي يَدِهِ شَيء. عُريَاناً خَرَجَ مِن جَوفِ أُمِّهِ، هَكَذَا يَعُودُ فيَذهَبُ كَمَا أَتَى، وَلَن يَأخُذَ شَيئًا مِن تَعَبِهِ لِيَذهَبَ بِهِ فِي يَدِهِ. وَهَذَا أَيضًا شَرٌّ مُؤلِمٌ أَنَّهُ كَمَا أتَى كَذَلِكَ يَذهَبُ. فأَيَّةُ مَنفَعَةٍ لَهُ مِن أَنَّهُ تَعِبَ سُدًى، وَقَد قَضَى جَمِيعَ أَيَّامِهِ يَأكُلُ فيِ الظَّلامِ وَمَعَ كَثرَةِ الغَمِّ وَالمَرَضِ وَالحَنَق؟ فَرَأَيْتُ أَنَّ الأَحسَنَ وَالأَليَقَ بِهِ أَن يَأكُلَ وَيَشرَب وَيَذُوقَ هَنَاءَ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي عَانَاهُ تَحتَ الشَّمس، مُدَّةَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ الَّتِي يَمنَحُهُ اللهُ إِيَّاهَا: فَإِنَّمَا هَذَا نَصِيبُهُ. عَلَى أَنَّ كُلَّ إِنْسانٍ رَزَقَهُ اللهُ غِنىً وَأَموَالاً، وَأَبَاحَهُ أَن يأكُلَ مِنهَا، وَيَأخُذَ نَصِيبَهُ وَيَفرَحَ بِتَعَبِهِ. إِنَّمَا ذَلِكَ عَطِيَّةٌ مِنَ الله. حِينَئِذٍ لا يُكثِرُ مِن ذِكرِ أَيَّامِ حَياتِهِ، لأَنَّ اللهَ يَشغُلُ قَلبَه بِالفَرَح.
شَرٌّ رَأَيْتُهُ تَحتَ الشَّمسِ، وَهُوَ عَظِيمٌ عَلَى الإِنسَان: إِنسَانٌ رَزَقَهُ اللهُ غِنًى وَأَموَالاً وَمَجدًا، فَلَم يَكُنْ لِنَفسِهِ عَوَزٌ مِن كُلِّ مَا يَشتَهِي. لَكِنَّ اللهَ لَم يَدَعْهُ يَأكُلُ مِن ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَأكُلُهُ غَرِيب. هَذَا بَاطِلٌ وَدَاءٌ خَبِيث. إِنْ وَلَدَ إِنسَانٌ مِئَةَ وَلَدٍ، وَعَاشَ عُمرًا طَوِيلاً، وَكَثُرَتْ أَيَّامُ سِنِيهِ، وَلَم تَشبَعْ نَفسُهُ مِنَ الخَيرِ، وَلَم يَكُنْ لَهُ قَبرٌ، فَأَقُولُ إِنَّ السِّقطَ خَيرٌ مِنه. فَإِنَّهُ أَتَى بَاطِلاً، وَذَهَبَ إِلَى الظَّلام، وَفِي الظَّلامِ يُدفَنُ اسمُهُ، وَهُوَ لَم يَرَ الشَّمسَ وَلَم يَعرِفْهَا. فَلِهَذَا رَاحَةٌ أَكثَرُ مِن ذاكَ، وَلَو أَنَّهُ عَاشَ ضِعفَيْ أَلفِ سَنَةٍ وَلَم يَرَ خَيرًا. أَلَيسَ جَمِيعُهُم يَذهَبُونَ إِلَى مَكَانٍ وَاحِد؟ كُلُّ تَعَبِ الإِنسَانِ لِفَمِهِ، أَمَّا شَهِيَّتُهُ فَلا تَشبَعُ. مَا فَضلُ الحَكِيمِ عَلَى الجَاهِلِ، وَفَضلُ الفَقِيرِ الَّذِي يُحسِنُ السُّلوكَ أَمَامَ الأَحيَاءِ؟
الردة
أمثال 30: 8؛ مزمور 30: 15-16
* أَبعِدْ عَنِّي البَاطِلَ وَكَلامَ الكَذِبِ. لا تُعطِنِي الفَقرَ وَلا الغِنَى، بَلُ ارزُقنِي مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكفِينِي.
* أمَّا أنَا فَعَلَيكَ تَوَكَّلْتُ يَا رَبُّ. في يَدِكَ سَاعَاتُ عُمرِي.
* لا تُعطِني الفَقرَ وَلا الغِنَى، بَلُ ارزُقنِي مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكفِينِي.
القراءة الثانية
من كتابات القديس إيرونموس الكاهن في سفر الجامعة
(PL 23، 1057-1059)
اطلبوا الأمورَ التي في العُلَى
“إنَّ كُلَّ إنسَانٍ رَزَقَهُ الله غِنًى وَأموَالا، وَأبَاحَهُ أن يَأكُلَ مِنهَا، وَيَأخُذَ نَصِيبَهُ وَيَفرَحَ بِتَعَبِهِ، إنَّمَا ذَلِكَ عَطِيَّةٌ مِنَ الله. حِينَئِذٍ لا يُكثِرُ مِن ذِكرِ أيَّامِ حَيَاتِهِ، لأنَّ الله يَشْغَلُ قَلبَهُ بِالفَرَحِ” (جامعة 5: 18-19). يقولُ الجامعةُ إنَّ الذي يتمتَّعُ بما توفَّرَ بين يدَيْه من مال، لهو أفضلُ من الذي يجدُ غذاءَهُ في العَناء وظلامِ المتاعبِ والهمومِ في إدارةِ أموالِه، والذي يتملَّكُه مللٌ كبيرٌ حين يَصرِفُ همَّه في الفانيات. ذاك على الأقلِّ يجدُ متعةً ولو صغيرة. وأمّا هذا فلا يَجني سوى همٍّ كبير. ولهذا هي هبةٌ من الله أن يعرفَ الإنسانُ كيف يتمتَّعُ بمالِه، فلا “يُكثِرُ مِن ذِكرِ أيَّامِ حَيَاتِهِ”.
إنَّ اللهَ يملأُ قلبَ هذا الإنسانِ بالفرحِ، فلن يَغشاه الحزنُ، ولن تنغِّصَه الأفكارُ والهموم، بل ينتشي بالفرحِ والمتعةِ المعطاةِ له. وعلى كلِّ حال، من الأفضلِ أن نفهمَ نحن أنَّ المقصودَ هو الغذاءُ الروحيُّ والشرابُ الروحيُّ الذي يمنحُه الله، فنرى الصلاحَ والخيرَ في كلِّ عَناءٍ نتحمَّلُه. لأنَّنا لا نستطيعُ أن نشاهدَ الحقَّ والصلاحَ، ونتأمَّلَ فيهما إلا بالجَهدِ والبذلِ الكثير. هذا هو نصيبُنا، أن نجدَ السرورَ في الجَهدِ والعَناء. وليس هذا السرورُ كاملا، ولن يكتمِلَ حتى “يظهرَ المسيحُ حياتُنا” (ر.قولسي 3: 4).
كلُّ ما يتعبُ فيه الإنسانُ في هذا العالم، يستهلكُه الفم، وبعد أن تطحنَه الأضراس، يسيرُ إلى الجوف. وقد تتمتَّعُ به الحَنجرةُ قليلا، ولا تدومُ اللذةُ إلا بقدرِ ما تستوعبُ الحَنجرة.
وبعدَ هذا كلِّهِ لا تشبعُ نفسُ الآكلِ. وذلك لسببَيْن: إمَّا لأنَّ من أكلَ يريدُ أن يأكلَ مرةً ثانيةً وثالثة، فكلا الأحمقِ والعاقلِ يَعلَمان أن الإنسانَ لا يستطيعُ أن يعيشَ من غيرِ طعام. والفقيرُ لا يطلبُ إلا أن يَسنُدَ بالطعامِ جسدَه الضعيف، فلا يموتُ من الجَهدِ والعناء. وإمَّا لأنَّ النفسَ لا تَجني أيَّ نفعٍ من غِذاءِ الجسد، فالطعامُ هو نفسُه للعاقلِ والأحمقِ على السواء، والفقيرُ يبحثُ عنه حيث يمكنُه أن يجدَه.
ومن الأفضلِ أن نطبِّقَ هذا الكلامَ على رجلِ الكنيسةِ المثقَّفِ في معرفةِ السماويات: “كلُّ عنائِه في فمِه ونفسُه لا تَشبَعُ”، أي إنَّه يريدُ دومًا أن يستزيدَ عِلمًا. وفي هذا، فإنَّ العاقلَ يتفوَّقُ على الأحمق. لأنَّه إذ يشعرُ نفسَه فقيرًا (بمعنى الفقيرِ الذي طوَّبه الإنجيلُ)، فهو يُسرِعُ إلى تفهُّمِ شؤونِ الحياة، ويَسلُكُ الطريقَ الضيِّقَ والوَعرَ الذي يؤدِّي إلى الحياة. هو فقيرٌ من حيثُ الأعمالُ الشريرة، إلا أنَّه يعرفُ أين توجدُ الحياةُ أي المسيح.
الردة
راجع ابن سيراخ 23: 4-6و1و3
* أيُّها الربُّ أبو حياتي و إلهُها، لا تَخذِلْني في أفكارِ السوء، ولا تدَعْني أطمحْ بعينيَّ. واصرِفِ الهوى عني، وإلى الهوى الفاجرِ لا تُسلِمْني.
* لا تترُكْني، يا ربّ، لئلا تزدادَ جهالتي، وتتكاثرَ معاصيَّ.
* وإلى الهوى الفاجِر لا تُسلِمْني.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
رَبَّنا، أُنشُرْ علينا رَحمَتَكَ،
ولِعَهْدِكَ المُقَدَّس كُنْ ذاكِرًا.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
رَبَّنا، أُنشُرْ علينا رَحمَتَكَ،
ولِعَهْدِكَ المُقَدَّس كُنْ ذاكِرًا.
الأدعية
إِنَّ المَسِيحَ يُغَذِّي الكَنِيسَةَ وَيُقَوِّيهَا. وَقَدْ أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجَلِهَا. فَلنَرْفَعْ إِلَيْهِ ابْتِهَالَنَا:
اِلْتَفِتْ إِلَى كَنِيسَتِكَ، يَا رَبُّ.
تَبَارَكْتَ، يَا رَاعِيَ الكَنِيسَةِ، يَا مَنْ يُمِدُّنَا اليَوْمَ بِالنُّورِ وَالحَيَاة،
– دَعْنَا نَشْكُرُكَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ البَهِيجَة.
اُنْظُرْ رَاحِمًا إِلَى هَذَا القَطِيعِ، الَّذِي جَمَعْتَهُ بِاسْمِكَ،
– لِئَلَّا يَهْلِكَ أَحَدٌ مِمَّنْ أَعْطَاكَ الآبُ.
سِرْ بِكَنِيسَتِكَ فِي دَرْبِ وَصَايَاكَ،
– لِيَجْعَلْهَا الرُّوحُ القُدُسُ وَافِيَةَ الأَمَانَةِ نَحْوَكَ.
أَحْيِ الكَنِيسَةَ مِنْ مَائِدَةِ كَلِمَتِكَ وَخُبْزِكَ،
– فَتَتْبَعَكَ بِقُوَّةِ هَذَا الطَّعَام، وَتَبْلُغَ جَبَلَ فَرَحِكَ.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
اُنْشُرْ نُورَكَ المُقَدَّس، يَا رَبُّ، فِي قُلُوبِنَا. فَنُخْلِصَ لَكَ الحُبَّ الآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ * يَا مَنْ خُلِقْنَا بِحِكْمَتِهِ، وَبِعِنَايَتِهِ الرَّبَّانِيَّةِ يُدَبِّرُنَا. بِرَبِّـنَا يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْـنِكَ * الإِلَهِ الحَيّ المَالِكِ مَـعَكَ وَمَعَ الرُّوحِ القُدُسِ † إلَى دَهْرِ الدُّهُور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.