stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

صلاة الساعات 4 مارس/أذار 2019

734views

اثنين الأسبوع ٨ من زمن السنة العادي للسنوات الفردية
الاسبوع الرابع من  المزامير
اللون الليتورجي اخضر

صلاة السَحَر

• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.

أنتيفونة: هَلُمُّوا نَهْتِفُ بِالرَّبِّ مُنشِدين.

المزمور ٦٦ (٦٧)

لِيَرحَمْنا اللهُ وليبارِكْنا *
وليضِئ بِوَجهِه علَينا!

لِكَي يُعرَفَ في الأرضِ طَريقُكَ *
وفي جَميعِ الأُمَمِ خَلاصُكَ

لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ يا الله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جميعًا!

لِتَفرَحِ الأمَمُ وتُهَلِّلْ *
لِأَنَّكَ بِالعَدْلِ تَدينُ العالَمين

بِالِاَستِقامةِ تَدينُ الشّعوب *
وفي الأرضِ تَهْدي الأمَم

لِتَحمَدْكَ الشُعوبُ يا أَلله *
لِتَحمَدْكَ الشُّعوبُ جَميعًا!

الأرضُ أَعطَت غلّتَها *
فليبارِكْنا اللهُ إلهُنا

لِيُبارِكْنا الله *
ولتخشَه أقاصي الأرضِ جَميعُها!

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة: هَلُمُّوا نَهْتِفُ بِالرَّبِّ مُنشِدين.

أنتيفونة ١: بِرَحمَتِكَ أشبِعْنا في الصَّباحِ، يا رَبُّ.

المزمور ٨٩ (٩٠)

ليكن بهاء الرب علينا

إن يومًا واحدًا عند الرّبّ بمقدار ألف سنةٍ،
وألف سنة بمقدار يوم واحد (٢ بطرس ٣: ٨)

أَيُّها السَّيِّد *
كُنْتَ لَنا مَلْجَأً جيلًا فَجِيلًا

مِن قَبلِ أَنْ وُلِدَتِ الجِبالُ †
وكَوَّنْتَ الأرضَ والدُّنْيا *
مِنَ الأزَلِ وللأبدِ أنتَ الله

تُعِيدُ الإنْسَانَ إِلى الغُبَارِ *
وتَقولُ: “عُودوا يا بَني آدَم”

فإِنَّ أَلْفَ سَنَةٍ في عَينَيكَ †
كيَومِ أَمْسِ العابِر *
كهَجْعَةٍ مِنَ اللَّيل

تَغْمُرُهُمْ بِالرُّقادِ *
فيَصِيرُوا كالعُشبِ النَّابِتِ في الصَّباح

في الصَّباحِ يُزهِرُ وَيَنبُتُ *
وفي المَسَاءِ يَذبُلُ وَيَيْبَسُ

مِنْ غَضَبِكَ فَنَيْنَا *
وبِسُخْطِكَ ارْتَعْنا

جَعَلْتَ آثامَنَا تُجَاهَكَ *
وخَفَايَانَا في نُورِ وَجْهِكَ

بِسُخْطِكَ اِنْحَطَّتْ أَيَّامُنا كُلُّهَا *
وأَفنَيْنَا سِنِينَا زَفِيرًا

أيَّامُ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَة *
وإِذا كُنَّا أَقْوِيَاءَ فَثَمَانُون

وجُلُّهَا عَنَاءٌ وَشَقَاء *
تَمُرُّ سَرِيعًا ونَحنُ نَطِير

مَن ذَا الَّذي يُدرِكُ شِدَّةَ غَضَبِكَ *
ومَن ذَا الَّذي يَخْشَى حِدَّةَ سُخْطِكَ؟

عَلِّمْنَا كَيْفَ نَعُدُّ أَيَّامَنا *
فنَنْفُذَ إلى قَلبِ الحِكْمَة

اِرْجعْ يا رَبُّ! حتَّى مَتَى؟ *
تَرَأَّفْ بِعَبيدِكَ

بِرَحْمَتِكَ أَشْبِعْنَا فِي الصَّباح *
فنُهَلِّلَ وَنَفرَحَ كُلَّ أَيَّامِنا

فَرِّحْنا بِقَدْرِ الأَيَّامِ الَّتي فِيها أَذْلَلْتَنا *
والسِّنينَ الَّتي فِيها السُّوءَ رَأَينا

لِيَظْهَرْ لِعَبيدِكَ صُنْعُكَ *
وعَلَى أَبْنائِهِم بَهَاؤُكَ

ولْيَكُنْ لُطْفُ الرَّبِّ إلَهِنَا عَلَينَا *
وثَبّتْ عَمَلَ أَيْدِينَا

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة ١: بِرَحمَتِكَ أشبِعْنا في الصَّباحِ، يا رَبُّ.

أنتيفونة ٢: تَسبِحَةُ الرَّبِّ من أقاصي الأرضِ.

التسبحة أشعيا ٤٢: ١٠-١٦

نشيد الإله الحيّ المخلّص

كانوا يرتّلون نشيدًا أمام العرش (رؤيا ١٤: ٣)

أَنشِدوا لِلرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا *
تَسبِحَةً لَهُ مِنْ أَقاصِي الأَرض

يا رُوَّادَ البَحرِ وكُلِّ ما فيهِ *
ويا أَيَّتُهَا الجُزُرُ وسُكَّانَها

لِتَرفَعِ البَرِّيَّةُ ومُدُنُهَا صَوتَها *
والحَظائِرُ الَّتي يَسْكُنُهَا قيدار

ولْيَهتِفْ سُكَّانُ الصَّخرَةِ *
ولْيَصِيحُوا مِن رُؤُوسِ الجِبال

لِيُؤَدُّوا المَجْدَ لله *
ويُخْبِرُوا بِحَمْدِهِ في الجُزُر

الرَّبُّ كجَبَّارٍ يَبرُزُ *
وكرَجُلِ قِتالٍ يُثيرُ غَيرَتَهُ

ويَصرُخُ صَرْخَةَ إِنْذار *
ويَزْعَقُ ويَتَجَبَّرُ على أَعْدائِه:

«سَكَتُّ مُطَوَّلًا وصَمَتُّ وضَبَطْتُ نَفْسِي *
فالآنَ أَئِنُّ كالَّتي تَلِدُ وأَتنَهَّدُ وأَلهَثُ

أُخَرِّبُ الجِبالَ والتِّلال *
وأُيَبِّسُ كُلَّ عُشْبِها

وأَجْعَلُ الأَنْهارَ جُزُرًا *
وأُجَفِّفُ الغُدْرَان

وأُسَيِّرُ العُمْيانَ في طَريقٍ لم يَعرِفُوهُ *
وأُسلِكُهُمْ مَسَالِكَ لَمْ يَعْهَدوها

وأَجْعَلُ الظُّلمَةَ نُورًا أمَامَهُم *
والمُلتَوَياتِ مُستَقيمَة»

المَجْدُ للآبِ وَالاِبْنِ *
وَالرُّوحِ القُدْس

كَمَا كَانَ فِي البَدْءِ وَالآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ *
وَإِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينْ.

أنتيفونة ٢: تَسبِحَةُ الرَّبِّ من أقاصي الأرضِ.

أنتيفونة ٣: سَبِّحوا اسمَ الرَّبِّ،
أيُّها الواقِفونَ في بيتِ الرَّبّ.

المزمور ١٣٤ (١٣٥)

تسبيح الربّ صانع الآيات

أنتم شعب اقتناه الله…
أشيدوا بآيات الذي دعاكم من الظلمات
إلى نوره العجيب (عن ١ بطرس ٢: ٩)

١ (١-١٢)

سَبِّحوا اسْمَ الرَّبِّ *
سَبِّحوا يا عَبيدَ الرَّبّ

الواقِفينَ في بَيتِ الرَّبِّ *
في دِيارِ بَيتِ إِلهِنَا

سَبِّحوا الرَّبَّ فإنَّهُ صالِحٌ *
اِعزِفوا لاسْمِهِ فإِنَّه لَذِيذ

لأَنَّ الرَّبَّ قدِ اخْتارَ لَهُ يَعْقوب *
وإِسْرائيلَ خاصَّةً لَهُ

لقد عَلِمتُ أَنَّ الرَّبَّ عَظيمٌ *
وأَنَّ سَيِّدَنا فَوقَ جَميعِ الآلِهَة

كُلَّ ما شَاءَ الرَّبُّ صَنعَ †
في السَّمَواتِ والأَرْض *
في البِحارِ وجَميعِ الغِمَار

مِن أَقْصَى الأَرْضِ يُصعِدُ الغُيومَ †
وللمَطَرِ يُحدِثُ البُروقَ *
ومِن خَزائِنِهِ يُخرِجُ الرِّيح

هو الَّذي ضَرَبَ أَبْكارَ مِصْرَ *
مِنَ النَّاسِ إِلى البَهائِم

وأَرسَلَ آياتٍ ومُعجِزَاتٍ †
في وَسَطِكِ يا مِصْر *
على فِرعَونَ وعلى جَميعِ عَبيدِه

هو الَّذي ضَرَبَ أُمَمًا كَثيرة *
وقَتَلَ مُلوكًا عُظَماء

سَيحونَ مَلِكَ الأَمورِيَين †
وعُوجًا مَلِكَ باشان *
وسائِرَ مَمالِكِ كَنْعان

المَجْدُ للآبِ وَالاِبْنِ *
وَالرُّوحِ القُدْس

كَمَا كَانَ فِي البَدْءِ وَالآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ *
وَإِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينْ.

أنتيفونة ٣: سَبِّحوا اسمَ الرَّبِّ،
أيُّها الواقِفونَ في بيتِ الرَّبّ.

القراءة يهوديت ٨: ٢٥-٢٦أ، ٢٧

لِنَشكُرِ الرَّبَّ إِلهَنا الَّذي يَمتَحِنُنا كَما آمتَحَنَ آباءَنا. أُذكُروا كُلَّ ما صَنَعَهُ إِلى إِبْراهيم وكمِ امْتَحَنَ إِسْحَقَ وكُلَّ ما جَرَى لِيَعْقوبَ. فكَما أَنَّه آمتَحَنَهم بِالنّار لِيَسبِرَ قُلوبَهم؟ كذلك لن يَنتَقِمَ مِنَّا، بلَ الرَّبُّ يُؤَدِّبُ الَّذينَ يَقتَرِبونَ مِنه إِنْذارًا لَهُم.

الردّة

• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا
•• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا

• أنشِدوا لَهُ نَشيدًا جديدًا
•• بالله عزَّتِنا

• المجد للآب والابن، والروح القدس
•• أطلِقوا، أيُّها الصِّدِّيقون، صَيحاتِ السُّرور * باللهِ عزَّتِنا

القراءة الأولى

من سفر أيوب ٢: ١ – ١٣

زارَ أيوبَ أصدقاؤه وهو مصابٌ بالقروح

ثُمَّ اتَّفَقَ يَومًا أَن دَخَلَ بَنُو اللهِ لِيَمثُلُوا أَمَامَ الرَّبّ، وَدَخَلَ الشَّيطَانُ أَيضًا بَيْنَهُم لِيَمثُلَ أَمَامَ الرَّبّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيطَانِ: “مِن أَينَ أَقبَلْتَ؟” فَأَجَابَ الشَّيطَانُ وَقَالَ لِلرَّبّ: “مِنَ الطَّوَافِ فِي الأَرضِ وَالتَّرَدُّدِ فِيهَا”.
فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيطَان: “أَمِلْتَ بَالَكَ إِلَى عَبدِي أَيُوب؟ فَإنَّهُ لَيسَ لَه مَثِيلٌ فِي الأَرض. إِنَّهُ رَجُلٌ كَامِلٌ مُستَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيُجانِبُ الشَّرّ، وَإلَى الآنَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَد حَرَّضْتَنِي عَلَى ابتِلائِهِ بِدُونِ سَبَب”. فَأَجَابَ الشَّيطَانُ وَقَالَ لِلرَّبّ: “جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا يَملِكُهُ الإِنسَانُ يَبذُلُهُ عَن نَفسِهِ. وَلكِنِ ابسُطْ يَدَكَ وَامسَسْ عَظمَهُ وَلَحمَهُ، فَتَرَى أَلا يُجَدِّفُ عَلَيكَ فِي وَجهِكَ”. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيطَانِ: “هَا إِنَّهُ فِي يَدِكَ، وَلَكِنِ احتَفِظْ بَنَفسِهِ”.
فَخَرَجَ الشَّيطَانُ مِن أَمَامِ وَجهِ الرَّبّ. وَضَرَبَ الشَّيطَانُ أَيُوبَ بِقَرْحٍ خَبِيثٍ مِن أَخمَصِ قَدَمِهِ إِلَى قِمَّةِ رَأسِهِ. فأَخَذَ لَهُ خَزَفَةً لِيَحتَكَّ بِهَا وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الرَّمَادِ.
فَقَالَتْ لَهُ امرَأَتُهُ: “أَإِلَى الآنَ مُتَمَسِّكٌ أنتَ بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ”. فَقَالَ لَهَا: “إِنَّمَا كَلامُكِ كَلامُ إِحدَى الحَمقَاوَات. أَنَقبَلُ الخَيرَ مِنَ اللهِ وَلا نَقبَلُ مِنهُ الشَّرّ؟” فِي هَذَا كُلِّهِ لَم يَخطَأْ أَيُوبُ بِشَفَتَيْهِ.
وَسَمِعَ ثَلاثَةُ أَصدِقَاءَ لأَيُوبَ بِكُلِّ مَا أَصَابَه مِنَ البَلوَى، فَأَقبَلَ كُلٌّ مِن مَكَانِهِ، أَليفازُ التيَّمَانِيُّ وَبِلدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعمَاتِيّ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَن يَأتُوا فَيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ. فَرَفَعُوا أَبصَارَهُم مِن بَعِيدٍ فَلَم يَعرِفُوهُ. فَرَفَعُوا أَصوَاتَهُم وَبَكَوْا، وَشَقَّ كُلٌّ مِنهُم رِدَاءَه وَذَرُّوا تُرَابًا نَحوَ السَّمَاءِ فَوقَ رُؤُوسِهِم. وَجَلَسُوا مَعَهُ عَلَى الأَرضِ سَبعَةَ أَيَّامٍ وَسَبعَ لَيَالٍ، وَلَم يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ بِكَلِمَة، لأَنَّهُم رَأَوْا أَنَّ كَآبَتَهُ كَانَتْ شَدِيدَةً جِدًّا.

الردة مزمور ٣٧: ٢ وَ٣ وَ٤ وَ١٢

• يَا رَبِّ، بِسُخطِكَ لا تُوَبِّخْنِي، فَإنَّ سِهَامَكَ عَلَيَّ هَوَتْ. مِن غَضَبِكَ لا صِحَّةَ في جَسَدِي.

• وَقَفَ أحِبَّائِي وَرِفَاقِي مُتَنَحِّينَ عَن ضَربَتِي.

• مِن غَضَبِكَ لا صِحَّةَ في جَسَدِي.

القراءة الثانية

من الكتاب في الأخلاق للقديس غريغرويوس الكبير البابا في سفر أيوب

(الكتاب 3: 15- 16؛ PL75: 606- 608)

أنقبل الخير من الله ولا نقبل منه الشر؟

لمّا كانَ القدِّيسُ بولسُ يتأمَّلُ في غنى الحكمةِ الإلهيّةِ في داخلِه، ويَرى من جهةٍ أخرى أنَّه في الخارجِ جسدٌ فانٍ، قال: إنَّنا “نَحْمِلُ هَذَا الكَنْزَ في آنِيَةٍ مِن خَزَفٍ” (٢ قورنتس ٤: ٧). وفي أيوبَ البارِّ أُصِيبَ الإناءُ الخارجيُّ بالقروحِ، بينما بقيَ الكنزُ في الدَّاخلِ سالمًا. انكسرَ الإناءُ في الخارجِ بسببِ القروح، وأمَّا في الدَّاخلِ فقد ظلَّ كنزُ الحكمةِ دائمَ التجدُّدِ، وقد ظهرَ من خلالِ كلماتٍ تَفِيضُ بالمعرفةِ الإلهيّة، قال: “أنَقبَلُ الخَيرَ مِنَ الله ولا نَقبَلُ مِنهُ الشَّرَّ؟”. الخيرُ هو نِعَمُ الله الأبديّةُ أو الزَّمنيّة. والشَّرُّ هو المصائبُ الحاضرة، والتي يقولُ فيها الكتاب: “أنَا الرَّبُّ، وَلَيسَ مِن رَبٍّ آخَرَ. أنَا مُبدِعُ النُّورِ وَخَالِقُ الظَّلامِ، وَصَانِعُ السّلامِ وَخَالِقُ الشَّقَاءِ” (ر. أشعيا ٤٥: ٥ و٧).
قال: ” أنَا مُبدِعُ النُّورِ وَخَالِقُ الظَّلامِ”: بالمصائبِ والآلامِ في الخارِج تُخلَقُ الظُّلُماتُ. وبالتَّعليمِ الإلهيِّ يُضِيءُ نورُ الذِّهنِ في الداخل. وقالَ أيضًا: ” وَصَانِعُ السَّلامِ وَخَالِقُ الشَّقَاءِ””: أعني أنَّ السَّلامَ مع الله يعودُ إلينا من خلالِ الشَّقاءِ والمصيبة. لقد خلقَ الله كلَّ شيءٍ حسنًا، وأمَّا رَغَباتُنا فليسَتْ دائمًا حسنة، ولهذا تتحوَّلُ الخليقةُ الحسنةُ إلى مصيبةٍ ومصدرِ شرٍّ لنا. بالخطيئةِ نجعلُ من أنفسِنا مخاصِمين لله: فمن الحقِّ أن نعودَ إلى السَّلامِ معه عن طريقِ المصائب. وهكذا كلُّ خليقةٍ حَسَنةٍ حين تتحوَّلُ إلى مصدرِ ألمٍ لنا، يؤدَّبُ بها ذهنُنا ويعودُ بتواضعٍ من خلالِهاِ إلى السَّلامِ مع الخالق.
ولكنْ ما يجبُ أن نراه في كلماتِ أيوبَ هذه، هي الحكمةُ التي أظهرَها في ردِّه على تحريضِ زوجتِه، حينَ قال: “أنَقبَلُ الخَيرَ مِنَ الله ولا نَقبَلُ مِنهُ الشَّرَّ؟” وفي الواقعِ يمكنُنا أن نجدَ عزاءً كبيرًا في المصيبةِ، إذا استذكرْنا، في أثناءِ الألمِ، نِعَمَ الخالقِ علينا. فلا يَقوَى الألمُ إذّاك على حَطْمِنا، إذا ما أسرعَ الذِّهنُ فاستذكرَ ما من شأنِه أن يُنعِشَ الرُّوحَ. ولهذا جاءَ في الكتابِ المقدَّسِ أيضًا: “في يَومِ الخَيرَاتِ تُنسَى البَلايَا، وَفي يَومِ البَلايَا لا تُذكَرُ الخَيرَاتُ” (بن سيراخ ١١: ٢٥).
من تلقَّى النِّعمَ، ولم يَحسَبْ أيَّ حسابٍ للمصيبة وهو في حالِ اليُسر، قد يقعُ في الكبرياء بمفعول اليُسرِ المتمتِّعِ به. ومَن حلَّتْ به النَّكَباتُ، ولم يعرفْ أن يجدَ العزاءَ في استذكارِ النِّعمِ التي نالَها قبلَ ذلك، فإنَّه يدمِّرُ نفسَه باليأسِ الذي يستحوِذُ على ذهنِه.
فلا بدَّ إذًا من الجمعِ بينَ الأمرَيْن، فيخفِّفَ الواحدُ من وطأةِ الآخر: ذِكرُ النِّعمِ يخفِّفُ من وطأةِ المصيبة، وترقُّبُّ المصيبةِ واتّخاذُ الحِيطةِ يحُدُّ من نشوةِ النِّعم. ولهذا استذكرَ أيوبُ البارَّ وهو رازحٌ تحتَ وطأةِ الضَّرَباتِ النِّعَمَ السَّابقةَ ليخفِّفَ بها الوطأةَ عن نفسِه المعنَّاة، فقال: “أنَقبَلُ الخَيرَ مِنَ الله ولا نَقبَلُ مِنهُ الشَّرَّ؟”

الردة أيوب ٢: ١٠؛ ١: ٢١-٢٢

• أنَقبَلُ الخيَر مِنَ الله، وَلا نَقبَلُ مِنهُ الشَّرَّ؟ الرَّبُّ أعطَى وَالرَّبُّ أخَذَ، كَمَا حَسُنَ لَدَى الرَّبِّ هَكَذَا كَانَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا.

• في هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَخطَأْ أيُوبُ، وَلَم يَقُلْ في اللهِ غَبَاوَةً.

• الرَّبُّ أعطَى وَالرَّبُّ أخَذَ، كَمَا حَسُنَ لَدَى الرَّبِّ هَكَذَا كَانَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا.

أنتيفونة تسبحة زكريا:

تَبَارَكَ الرَّبُّ، الَّذِي تَفَقَّدَنا وخَلَّصَنَا.

التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩

المسيح والمعمدان سابقه

مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ

وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ

كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:

بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا

ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس

القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا

بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ

بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا

وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ

وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ

بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء

ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة

المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس

كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.

أنتيفونة تسبحة زكريا:

تَبَارَكَ الرَّبُّ، الَّذِي تَفَقَّدَنا وخَلَّصَنَا.

الأدعية

إنَّ المسيحَ يَستجيبُ صوتَ المُتوّكلين عليهِ ويُخلِّصُهُم. فَلْنَبتَهِلْ إليهِ قَائِلِين:

لَكَ الحَمْدُ، عَلَيكَ الاتِّكَالُ، يَا رَبّ.

أَيُّهَا الإِلَهُ الوَاسِعُ الرَّحْمَة،
– لَكَ الحَمْدُ عَلَى الحُبِّ الَّذِي أَحْبَبْتَنَا بِهِ.

يَا مَنْ لَا يَزَالُ يَعْمَلُ مَعَ الآبِ فِي تَارِيخٍ البَشَرِيَّة،
– جَدِّدْ كُلَّ شَيْءٍ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ القُدُس.

اِفْتَحْ عُيُونَنَا وَعُيُونَ إِخْوَتِنَا،
– فَنَرَى اليَوْمَ آيَاتِكَ.

يَا مَنْ يَدْعُونَا اليَوْمَ إِلَى خِدْمَتِهِ،
– اِجْعَلْ مِنَّا خُدَّامًا لِنِعْمَتِكَ المُتَعَدِّدَةِ فِي إِخْوَتِنَا.

أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.

الصلاة

اللَّهُمَّ، يَا مَنْ وَكَلْتَ إِلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَحْرُسَ الأَرْضَ وَيَفْلَحَهَا، وَخَلَقْتَ الشَّمْسَ لِصَالِحِهِ † أَعْطِنَا أَنْ نُحْسِنَ العَمَلَ فِي هَذَا النَّهَار * لِمَجْدِكَ الإِلَهِيّ وَخَيْرِ قَرِيبِنَا. بِرَبِّـنَا يَسُوعَ المَسِيحِ ٱبْـنِكَ * الإِلَهِ الحَيّ المَالِكِ مَـعَكَ وَمَعَ الرُّوحِ القُدُسِ † إلَى دَهْرِ الدُّهُور.

البركة

١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:

• الرَّبُّ مَعَكُم.

– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.

• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.

– آمين.

• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.

– الشُّكْرُ لله.

٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:

• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.