صلاة الساعات 6 أبريل/نيسان 2019
سبت الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني للسنوات ج
الاسبوع الرابع من المزامير
اللون الليتورجي بنفسجي
صلاة السَحَر
اللهمّ بادر…
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
المزمور ٢٣ (٢٤)
حلول الربّ بهيكله
فتحَ المسيحُ أبوابَ السماء عندما صعد السماء (ق. ايرينيوس)
لِلرَّبِّ الأَرضُ كُلُّ مَا فيها *
الدّنيا وساكِنوها
لأَنَّه على البِحارِ أَسَّسَها *
وعلى الأَنْهارِ أَرْساها
مَنْ ذا الَّذي يَصعَدُ جَبَلَ الرَّبِّ †
ومَنْ ذا الَّذي يُقيمُ في مَقَرِّ قُدْسِهِ؟ *
النَّقِيُّ الكَفَّين والطَّاهِرُ القَلْب
الَّذي لم يَحمِلْ على الباطِلِ نَفسَهُ *
ولم يَحْلِفْ خادِعًا
رَحْمةً يَنالُ مِن لَدُنِ الرَّبّ *
وبِرًّا مِن إِلهِ خَلاصِهِ
ذلكَ جِيلُ مَنْ يَطلبُونَهُ *
مَن يَلتَمِسونَ وَجهَكَ يا إِلهَ يَعْقوب
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟ †
هو الرَّبُّ العَزيزُ الجَبَّار *
الرَّبُّ الجَبَّارُ في القِتال
اِرْفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب †
وارْتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة *
فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد
مَن هَذَا مَلِكُ المَجْد؟ *
رَبُّ القوَّاتِ هو مَلِكُ المَجْد
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للمسيحِ الرَّبِّ، الذي جُرِّبَ وتألَّمَ مِن أجلِنا، هَلمّوا نَسجُدْ.
أنتيفونة ١: صَالِحٌ العَزْفُ لِاسْمِكَ، أيُّها العَلِيّ،
والإخبَارُ بِرَحْمَتِكَ في الصَّباح.
المزمور ٩١ (٩٢)
تسبيح الله الخالق
التسابيح على أعمال الابن الواحد (ق. أثناسيوس)
صالِحٌ الحَمْدُ لِلرَّبِّ *
والعَزْفُ لاسْمِكَ أَيُّها العَلِيّ
والإِخْبارُ بِرَحْمَتِكَ في الصَّباح *
وبأَمانَتِكَ في اللَّيالي
على عُشارِيِّ الأَوتارِ والعُود *
وعلى تَقاسيمِ الكِنَّارة
لأَنَّكَ يا رَبُّ بِصُنْعِكَ فَرَّحْتَني *
ولأَعْمالِ يَدَيْكَ أُهَلِّل
ما أَعظَمَ يا رَبُّ أعْمالَكَ *
وما أعْمَقَ أَفكارَكَ!
الغَبِيُّ لا يَعلَمُ هَذا *
والجاهِلُ لا يَفهَمُهُ
إذا الأَشْرارُ كالعُشْبِ نَبَتُوا *
وجَميعُ فَعَلَةِ الإِثْمِ أَزهَروا
فما ذلِكَ إِلاَّ لِيُستَأصَلوا أَبدًا *
وأنتَ يا رَبُّ مُتَعالٍ دائمًا أَبدًا
فها إِنَّ أَعدَاءَكَ يَبيدون *
وجَميعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ يَتَبَدَّدون
كَقُوَّةِ الثَّورِ تُعَزِّزُ قُوَّتي *
وبِزَيتٍ طَرِيءٍ تُبَلِّلُنِي
تَنظْرُ عَيني إِلى الَّذينَ يَتَرَصَّدونَني *
وتَسمعُ أُذُنايَ الأَشْرارَ القائمينَ علَيَّ
البَارُّ كالنَّخلِ يَسْمو *
ومِثلَ أَرْزِ لُبنانَ يَنْمو
مَن في بَيتِ الرَّبِّ يُغرَسون *
في ديارِ إِلهِنا يَنبُتون
ما زَالوا في المَشيبِ يُثمِرون *
وفي الازْدِهارِ والنَّضارَةِ يَظَلُّون
لِيُخبِروا بأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقيم *
فهُوَ صَخرَتي ولا ظُلْمَ فيه
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: صَالِحٌ العَزْفُ لِاسْمِكَ، أيُّها العَلِيّ،
والإخبَارُ بِرَحْمَتِكَ في الصَّباح.
أنتيفونة ٢: أُعطيكُم قلبًا جَديدًا،
وأَجعَلُ في أَحشائِكُم رُوحًا جَديدًا.
التسبحة حزقيال ٣٦: ٢٥-٢٧
الربّ يجدّد القدم
هم سيكونون شعوبه،
وهو سيكون “الله معهم” (رؤيا ٢١: ٣)
وأَرُشُّ عَلَيكُم مَاءً طاهِرًا †
فَتَطْهُرُونَ مِن كُلِّ نَجاسَتِكُم *
وأُطَهِّرُكُم مِن جَميعِ قَذَارَاتِكُم
وأُعْطِيكُم قَلبًا جَديدًا *
وأَجعَلُ في أَحْشائِكُم رُوحًا جَديدًا
وأَنزِعُ مِن لَحْمِكُم قَلبَ الحَجَر *
وأُعْطيكُم قَلبًا مِن لَحْم
وأَجعَلُ رُوحِي في أَحْشائِكُم †
وأَجعَلُكمِ تَسيرونَ على فَرائِضي *
وتَحفَظونَ أَحْكامي وتَعمَلون بِها
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٢: أُعطيكُم قلبًا جَديدًا،
وأَجعَلُ في أَحشائِكُم رُوحًا جَديدًا.
أنتيفونة ٣: بِأَفوَاهِ الأطفالِ والرُّضَّعِ،
هَيَّأْتَ لَكَ تَسبِيحًا، يا الله.
المزمور ٨
جلال الرب ومنزلة الإنسان
جعل كل شيء تحت قدميه،
ووهبه لنا فوق كلّ شيء رأسًا للكنيسة (أفسس ١: ٢٢)
أيُّها الرَّبُّ سَيِّدُنا *
ما أَعظَمَ اسْمَكَ في الأَرضِ كُلِّها!
لَأُعَظِّمَنَّ جَلاَلَكَ فَوقَ السَّمَوات *
بِأَفْواهِ الأَطْفالِ والرُّضَّع
أَعْدَدْتَ لَكَ حِصنًا †
أَمامَ خُصُومِكَ *
لِتَقضِيَ على العَدُوِّ والمُنتَقِم
عِندَما أرَى سَمَواتِكَ صُنعَ أَصابِعِكَ *
والقَمَرَ والكَواكِبَ الَّتي ثَبَّتَّها
ما الإِنْسانُ حَتَّى تَذكُرَهُ *
وابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفتَقِدَه؟
دُونَ الإلَهِ حَطَطْتَهُ قَليلًا *
بِالمَجدِ والكَرَامةِ كَلَّلْتَهُ
على صُنعِ يَدَيْكَ وَلَّيتَهُ *
كُلُّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيهِ جَعَلْتَهُ
الغَنَمَ والبَقَرَ كُلَّها *
حتَّى بَهائِمَ البَرِّيَّةِ
وطَيرَ السَّماءِ وسَمَكَ البَحْرِ *
ما يَجوبُ سُبُلَ البِحَار
أَيُّها الرَّبُّ سَيِّدُنا *
ما أَعظَمَ اسْمَكَ في الأَرضِ كُلِّها!
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: بِأَفوَاهِ الأطفالِ والرُّضَّعِ،
هَيَّأْتَ لَكَ تَسبِيحًا، يا الله.
القراءة أشعيا ١: ١٦-١٨
اغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة تَعَلَّموا الإِحسانَ وآلتَمِسوا الحَقّ قَوِّموا الظَّالِمَ وأَنصِفوا اليَتيم وحاموا عنِ الأَرمَلَة تَعالَوا نَتَناقَش، يَقولُ الرَّبّ لَو كانَت خَطاياكم كالقِرمِزِ تَبيَضُّ كاكلْج ولو كانَت حَمْراءَ كالأُرجُوان تَصيرُ كالصُّوف.
الردة
• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
• ومِنَ الوَبَاءِ المُؤَدّي إلى الهَلَاك
•• الرَّبُّ يَقيني
• المجدُ للآبِ والابنِ، والرُّوحِ القُدُس
•• مِن أشْرَاكِ الصَّيَّادِ * الرَّبُّ يَقيني
القراءة الأولى
من سفر العدد ٢٠: ١-١٣؛ ٢١: ٤-٩
عند مياه مريبا. الحيَّة النحاسيَّة
وَوَصَلَ بَنُو إِسرَائِيلَ، الجَمَاعَةُ كُلُّها، إلَى بَرِّيَّةِ سِينَ فِي الشَّهرِ الأَوَّلِ، فَأَقَامَ الشَّعبُ بِقَادِش. وَمَاتَتْ هُنَاكَ مَريَمُ وَدُفِنَتْ هُنَاكَ.
وَلَم يَكُنْ للِجَمَاعَةِ مَاءٌ. فَاجتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُون. وَخَاصَمَ الشَّعبُ مُوسَى وَقَالُوا: “يَا لَيتَ أَروَاحَنَا فَاضَتْ عِندَمَا فَاضَتْ أَروَاحُ إِخوَتِنَا أَمَامَ الرَّبِّ! لِمَاذَا جِئْتُمَا بِجَمَاعَةِ الرَّبِّ إلَى هَذِهِ البَرِّيَّةِ لِنَمُوتَ هَهُنَا وَمَاشِيَتُنَا؟ وَلِمَاذَا أَصعَدْتُمَانَا مِن مِصرَ، فَجِئْتُمَا بِنَا إلَى هَذَا المَكَانِ المَشؤُومِ، مَكَانٍ لا زَرعَ فِيهِ وَلا تِينَ وَلا كَرمَةَ وَلا رُمَّانَ وَلا مَاءَ لِلشُّربِ؟”.
فَقَامَ مُوسَى وَهَارُونُ مِن أَمامِ الجَمَاعَةِ إلَى بَابِ خَيمَةِ المَوعِدِ، فَسَقَطَا عَلَى وَجهَيْهِمَا، فَتَجَلَّى لَهُمَا مَجدُ الرَّبِّ. وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلا: “خُذِ العَصَا وَاجمَعِ الجَمَاعَةَ أَنتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ، وَمُرَا الصَّخرَةَ عَلَى عُيُونِهِم أَن تُعطِيَ مِيَاهَهَا. وَبَعدَ أَن تُخرِجَ لَهُمُ المِيَاهَ مِنَ الصَّخرَةِ، تَسقِي الجَمَاعةَ وَمَاشِيَتَهُم”.
فَأَخَذَ مُوسَى العَصَا مِن أَمَامِ الرَّبِّ، كَمَا أَمَرَهُ، وَجَمَعَ مُوسَى وَهَارُونُ الجَمَاعَةَ أَمَامَ الصَّخرَةِ وَقَالَ لَهُم: “اسمَعُوا، أَيُّهَا المُتَمَرِّدُونَ، أَنُخرِجُ لَكُم مِن هَذِهِ الصَخرَةِ مَاءً”؟ وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ كَثِيرٌ، فَشَرِبَ مِنهُ الجَمَاعَةُ وَمَاشِيَتُهُم.
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُون: “بِمَا أَنَّكُمَا لَم تُؤمِنَا بِي وَلَم تُقَدِّسَانِي عَلَى عُيُونِ بَنِي إِسرَائِيل، لِذَلِكَ لَن تُدخِلا أَنتُمَا هَذِهِ الجَمَاعَةَ إلَى الأَرضِ الَّتِي أَعطَيْتُهَا إِياَّهَا”. هَذَا هُوَ مَاءُ مَرِيبَةَ الَّذِي خَاصَمَ بَنُو إِسرَائِيلَ الرَّبَّ عَلَيهِ، فَأَظهَرَ فِيهِ قَدَاسَتَهُ.
ثُمَّ رَحَلُوا مِن جَبَلِ هُور، عَلَى طَرِيقِ بَحرِ القَصَبِ، لِيَدُورُوا مِن حَولِ أَرضِ أدُوم، فَنَفَدَ صَبرُ الشَّعبِ فِي الطَّرِيقِ. وَتَكَلَّمَ الشَّعبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى وَقَالُوا: “لِمَاذَا أَصعَدْتَنَا مِن مِصرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ؟ فَإِنَّهُ لَيسَ لَنَا خُبزٌ وَلا مَاءٌ، وَقَد سَئِمَتْ نُفُوسُنَا هَذَا الطَّعَامَ الزَّهِيدَ”.
فَأَرسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعبِ الحَيَّاتِ اللاَّذِعَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعبَ وَمَاتَ قَومٌ كَثِيرُونَ مَن إِسرَائِيل. فَأَقبَلَ الشَّعبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: “قَد خَطِئْنَا، إِذ تَكَلَّمْنَا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَيكَ، فَصَلَّ إلَى الرَّبِّ فَيُزِيلَ عَنَّا الحَيَّاتِ”. فَصَلَّى مُوسَى لأَجلِ الشَّعبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: “اصنَعْ لَكَ حَيَّةً لاذِعَةً وَاجعَلْهَا عَلَى سَارِيَةٍ، فَكُلُّ لَدِيغٍ يَنظُرُ إِلَيهَا يَحيَا”. فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِن نُحَاسٍ وَجَعَلَهَا عَلَى سَارِيَةٍ. فَكَانَ أَيُّ إِنسَانٍ لَدَغَتْهُ حَيَّةٌ وَنَظَرَ إلَى الحَيَّةِ النُّحَاسِيَّةِ يَحيَا.
الردة يوحنا ٣: ١٤، ١٥، ١٧
• كَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ، فَكَذَلِكَ يَجِبُ أن يُرفَعَ ابنُ الإنسَانِ. فَتَكُونُ بِهِ الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِنُ بِهِ.
• إنَّ الله لَم يُرسِلِ ابنَهُ إلَى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَمَ، بَل لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَمَ.
• فَتَكُونُ بِهِ الحَيَاةُ الأبَدِيَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِنُ بِهِ.
القراءة الثانية
من وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنيسة في العالم (فرح ورجاء)
(رقم 37- 38)
جميع أعمال الإنسان يجب تطهيرها في السِّرِّ الفصحيّ
الكتابُ المقدَّسُ، الذي يتَّفقُ وخِبرةَ الأجيالِ، يُعلّمُ الأُسرةَ البشريّةَ أنَّ التقدُّمَ الإنسانيَّ، الذي هو خيرٌ كبيرٌ للإنسان، يَحمِلُ معه تجربةً كبيرةً: فعندما يضطربُ نِظامُ القِيَمِ، ويختلطُ الخيرُ بالشَّرّ، يَحصُرُ الأفرادُ والجماعاتُ همَّهم في مَا هو لَهُم دونَ ما هو لغيرِهم.
ولذلك كلَّما بقِيَ العاَلمُ بعيدًا عن أن يكونَ موطِناً لأُخوَّةٍ حقيقيَّةٍ، بقيَ تزايُدُ السُّلطانِ البشريِّ يُهدِّدُ بالقضاءِ على الجنسِ البشريِّ نفسِه.
ولئِن سألَ أحدٌ كيفَ يمكنُ التَّغلُّبُ على هذه المأساةِ، يجيبُ المَسيحيّون بأنَّ جميعَ أعمالِ الإنسانِ، التي توجِّهُها كبرياؤُه وأنانيَّتُه الفَاسدةُ إلى شُذوذٍ خَطيرٍ، هي بحاجةٍ إلى أن تُطَهَّرَ وتُكَمَّلَ بصليبِ المسيحِ وقيامتِه.
والإنسانُ الذي افتدَاه المسيحُ والذي أصبحَ خليقةً جديدةً في الرُّوحِ القُدُس، يمكنُه بل ويجبُ عليه أن يُحِبَّ الأشياءَ التي خلقَها الله. فقد قَبِلَها من الله، وهو يُكَرِّمُها ويحترمُها، وكأنَّها متدفِّقَةٌ اليومَ من يدِ اللهِ.
ويُؤدِّي الشُّكرَ للهِ الوهَّابِ الذي منَحَه إيَّاها. وفيما يستعمِلُها وَيجنِي ثمرَها بروحِ فقرٍ صادِقٍ وبحُرّيّةٍ سليمةٍ، يبدأُ بالتَملُّكِ الحقيقيِّ للعالمِ، ويُصبِحُ كمَن لا يملِكُ شيئًا وهو يملِكُ كُلَّ شيء. “كُلُّ شَيءٍ لَكُم، وَأنتُم لِلمَسِيحِ، وَالمَسِيحُ لله” (١ قورنتس ٣: ٢٢-٢٣).
كلمةُ الله الذي به كانَ كُلُّ شيء، والذي صارَ بشرًا وسَكنَ أرضَ البشر، دَخلَ في تَاريخِ العالمِ إنساناً كاملًا، جامعًا ومُخلِّصًا في ذَاتِه ذلكَ التَّاريخَ. إنّه هو الذي يَكشِفُ لنا “أنَّ اللهَ محبَّة” (١ يو ٤: ٨)، ويعلِّمُنَا في الوقتِ نفسِه أنَ الشَّريعةَ الأساسيَّةَ للكَمالِ الإنسانيِّ، ومن ثَمَّ لتغييرِ وجهِ العالمِ، هي وَصيّةُ المحبّةِ الجديدة.
وهو يُقنِعُ الذين يؤمنون بالمحبَّةِ الإلهيّةِ أنَّ طريقَ المحبَّةِ مفتوحٌ لجميعِ البشر، وأنَّ العملَ الجاهِدَ في سَبيلِ توطيدِ أُخُوَّةٍ شاملةٍ ليسَ عملًا باطلًا وغيرَ ذي جَدوى. وهو يُنبِّهُنا أيضًا إلى أنّ سلوكَ طريقِ المَحبّةِ لا يكونُ فقط بالأعمالِ العُظمَى، بل أيضًا وخصوصًا بأَعمالِ الحَياةِ العاديّة.
وبقَبولِه الموتَ لأجلِنا جميعًا نحن الخطأة، يُعلِّمُنَا بِمَثَلِه أنه يجبُ حَملُ الصَّليبِ الذي يُلقِيهِ الجسدُ والعالمُ على عَاتقِ مُتَّبِعِي السَّلامِ والعدلِ.
والمسيحُ الذي جُعِلَ سيِّدًا وربًّا بقيامتِه، والذي خُوِّلَ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ وعلى الأرضِ، يَعملُ بقوَّةِ روحِه القُدُّوس في قُلوبِ البشر، لا ليَبعَثَ فيها الشَّوقَ إلى الدَّهرِ الآتي فحَسبُ، بل ليُنعِشَ أيضًا ويُطَهِّرَ ويقوِّيَ الأمانِيَ الواسعةَ التي تدفعُ الأُسرةَ البشريَّةَ إلى جعلِ حياتِها أكثرَ إنسانيّةً وإلى إخضاعِ الأرضِ كُلِّها لهذه الغاية.
وإنَّ مواهبَ الرُّوحِ القُدُسِ متنوِّعَةٌ: فهو يَدعُو البعضَ إلى أن يَشهَدُوا شهادةً علنيّةً تبيِّنُ رغبتَهم في السُّكنى السَّماوية، فيُحافِظون على هذه الرَّغبةِ وينعشونها في الأُسرةِ البشريّةِ. ويَدعُو البعضَ الآخَرَ إلى تكريسِ أنفسِهم لخدمةِ النَّاسِ على الأرضِ، فيُهَيِّئُون بخدمتِهم هذه مقَوِّماتِ الملكوتِ السَّماويِّ.
وهو يحرّرُ الجميعَ، حتى إذا تجرّدُوا من أنانيَّتِهم ووَظَّفُوا شَتّى الطَّاقاتِ الأرضيَّةِ في سَبيلِ الحياةِ البشريّةِ، تمكَّنُوا من النَّظرِ إلى المستقبَلِ، إلى الزَّمانِ الذي تصبحُ فيه البشريّةُ نفسُها قربانًا مَرْضِيًّا لدى الله.
الردة ٢ قورنتس ٥: ١٥؛ روما ٤: ٢٥
• مِن أجلِهِم جَمِيعًا مَاتَ، كَي لا يَحيَا الأحيَاءُ مِن بَعدُ لأنفُسِهِم، بَل لِلَّذِي مَاتَ وَقَامَ مِن أجلِهِم.
• أُسلِمَ إلَى المَوتِ مِن أجلِ زَلاّتِنَا، وَأُقِيمَ مِن أجلِ بِرِّنَا.
• كَي لا يَحيَا الأحيَاءُ مِن بَعدُ لأنفُسِهِم، بَل لِلَّذِي مَاتَ وَقَامَ مِن أجلِهِم.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
ما تكلّم إنسانٌ قطّ مثل هذا الكلام.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
ما تكلّم إنسانٌ قطّ مثل هذا الكلام.
الأدعية
في كُلِّ زَمانٍ وفي كُلِّ مَكان، لنَحْمَدْ المَسيحَ مُخلِّصَنا، ولنتَضرَّعْ إليهِ واثقين:
أُعضُدْنا بِنِعمَتِكَ، يا رَبّ.
أعطنا أن نحفظ أجسادنا طاهرة،
– كي يسكنها الروح القدس.
علِّمنا أن نخدم إخوتنا منذ هذا الصباح،
– وأن نعمل بمشيئتك طوال النهار.
ساعدنا على أن نبحث عن الخبز الباقي للحياة الأبدية،
– ذاك الذي تُعطينا إياه.
لتشفع لنا والدتك، ملجأ الخطأة،
– فترأف أنت بنا وتغفر لنا خطايانا.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
أَيُّها الإِلهُ القريبُ المُجيبُ، بدونِ عَوْنِكَ نعجِزُ عن إِرضاءِ جلالِك العظيمِ † فهَبْ لنا من لَدُنْكَ رَحمةً * واردُدْ قلوبَنا المُتمرِّدة، وثبِّتْها على محبَّتِكَ. بربِّنا يسوع المسيحَ ابنكَ * الإله ُالحي المالك معك ومع الروح القدس † إلى دهرٍ الدهور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.