صيام ولكن! للاب هاني باخوم وكيل بطريركية الاقباط الكاثوليك
نقترب من أعياد الميلاد ، ميلاد الرب ، ونستعد جميعا لهذه الأعياد بالعديد من الطقوس : صلاة – صوم – صدقة ، نتحدث هنا عن الصوم.
صوم الميلاد في الكنيسة القبطية الكاثوليكية هو خمسة عشر يوماً وفيها يتم الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) ، وانما يجوز أكل السمك.
هذا هو الصيام التى تفرضه الكنيسة ولكن يأتى معه أيضا تحضير واستعداد اخر يكمله. اشعيا النبي يحدثنا عن الصوم الذى يرضي الله (58). فيقول هناك أشخاص تصوم على انه فرض وعلى انه شئ يقدمونه لله دون ان يتحقق هذا الصوم في حياتهم اليومية. بالنسبة لهم الصوم هو واجب نقوم به ولكن حياتنا اليومية والعملية شئ آخر. وبهذا نحجب الله فقط في أشياء ولكن حياتنا هي ملك لنا وبعيدة عنه.
ولكن الرب يقول لهم: ” في يوم صومكم تعاملون بقسوة جميع عمالكم” اهذا ما ارغبه؟ هل ارغب في ان الانسان يعذب نفسه ويفترش المسح والرماد ويحنى رأسه؟ هل هذا ما ارغبه؟ هل تسمى هذا صوماً ويوماً مرضيا للرب؟ يقول الرب : أليس الصوم هو حل قيود الشر وفك الاسرى؟ هو ان تعطى للجائع خبزاً وان تستضيف الغريب واليتيم. هذا هو الصوم حينذاك يسير البر امامك ، مجد الرب يجمع شملك.
كم هي قوية هذه الكلمات عن الصيام. فالصيام ليس فقط طقس او امتناع عن الاكل او حرمان من شئ هو شئ اعمق يرغبه الرب. ليس التضحيات ولكن القلب المنكسر الذى يبحث عن الاخر ويساعده ، وينصفه.
ليس الشكليات الظاهرة ولكن التصرفات التى تتجه نحو الاخر دون التطلع للمظاهر او تصفيق الآخرين. الأمر فعلا مؤثر وعميق ليس المظاهر ولكن الحب لله وللآخر ومنها ينبع ايضا تضحيات اذا تطلب الامر. الصيام ليس امتناع فقط عن الاكل او بعض الانواع ، الصيام هو الشعور بالآخر فلنستعد سوياً للميلاد ، لهذا الرب الذى يأتي ويبحث عن قلوب تستطيع ان تستقبله.
نعم الصيام هو شئ لنا كى نستعد وليس شئ كي نرضى الله فقط. أنا أحتاج أن أصوم كي أتمكن من أن أستقبل الرب .
عيد ميلاد مجيد.