stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

طفل !! للاب هاني باخوم

893views

لا، كيف؟ انه طفل. لا اعلم ان كانت هذه الكلمات هي بداية القصة ام النهاية. وقف الرجل بعد مسيرة طويلة، بعدما مر بطرق عسيرة، صعبة طويلة، تحت امطار وبين عواصف، ورياح تدفع واخرى تمنع، وفي النهاية وصل الى حيث اهداه ذلك الصوت الرقيق، الضعيف، الخافت، والذي كانه يستحي من ان يعلن الى اين، او بالاحرى الى من.
وقف الرجل، وقف وفي لحظة راى امامه ماضي حياته وغيره. راى هذه المراة التي تبيع نفسها من اجل ضمان المال، او بضعة حب، او تفهم، رائها تبحث عن معنى للحياة، مستحية من الجميع، تخرج وسط النهار تحت حريق شمس الصيف، لتبتعد من انظر النساء وغيرهن، تستقى المياه، وتعود مسرعة قبل ان يلحظها شخص، تعود تستتر بين احضان ماضيها الشائك، وظله المعتم كي لا يراها الى من تريد هي ان يراها، رائها تبحث وتبحث عما لا تعرف، تنتظر من ينتظرها ولا تعلم، عند بئر، رائها وسمع ذلك الصوت الخافت يقول له. شجعها اتى من يحررها، اتى من سيحبها دون مقابل، دون ان يتطلب منها ان تعطي شيء، بل ان تاخذ كل شيء منه. قل لها تعالى لتقابليه، تعالى. فذهب هذا الرجل مسبقا كي يرى ويعود فيخبرها. والان يقف ويري من جديد………. ماضيه.
يرى ذلك العشار الذي قسى قلبه حتى باع شعبه لعدو، باع من له كي يملك ما لا ليس له، جمع اموال، سلطة ونفوذ، مع كره عشيرته وحقد اهل بيته، وها هو الان عطش اكثر من قبل يبحث عمن يرويه، عمن يخلصه من نفسه، قبل ان يخلصه من احكام الاخرين، يبحث وحين يسمع عنه يجري ويجري يتسلق جميزة اوغيرها فقط كي يراه، يأمل في شيء جديد، في حب غير مدفوع، وسلطة تأتي من طاعة وليس من قوة وجبروت يبحث عمن يبحث عنه، يشتاق الى من اتى اليه. وسمع الرجل صوت يقول له شجعه، اتى من يحرره، من سيحبه، من سيعطيه قبل ان يساله. فذهب الرجل يجده اولا قبل ان يخبر العشار، فوصل الى هناك وراى،..
راى ماضيه، راى تلك الارملة الباكية، بعد ان ضاع بل مات كل ماتملك، بعد زوجها يموت ابنها بين ايديها، يموت مستقبلها ويدفن معه ماضيها، يموت غدها ويخنق معه حاضرها، قتموت او تحيا لتموت، رائها متعثرة تقول وتصرخ، لماذا؟ الم يكفى تارملي، الم يكفي فقري، الم يكفي، حتى ابنى؟ تسير ورائه لتدفنه، لا. تسير ورائه كي تصل اليه معتقدة انها لحظات، لا. سيقوم، صوت في قلبها يقول لا تخافي، انا ابنك، انا معك، ويسمع معها هذا الرجل الصوت فيذهب كي يبحث عنه كي يأتي ويخبرها به، فيذهب ويجد….
يرى شخص ازله المرض 38 عاما مقعد يبحث عمن يرويه، من يطعمه، من يرفع له يديه كي يسند راسه. ولا انسان يساعده، راى رغبة تموت قبل ان يموت جسد، راى شخص، لا يرجو الا ان يرجو من جديد، الكل يسبقه، الكل يسير امامه، وها هو جالس، مقعد، ينتظر، ويسمع ذلك الصوت الخافت، اتريد…. ويسمع معه الرجل نفس الصوت فيقوم ويبحث عنه. اين انت يا من تنادي، يقوم ويبحث عنه كي يحضره كي يعمل شيء مع هذا المقعد، كفى ازلال، كفى مرض، الم نخلق للسعادة ام خلقنا للمرض، للعوز، للموت… اين انت؟ صوتك خافت، صوت همس، لا انه صوت كمن يبكي، صوت صغير، انه هنا.
لا مستحيل هنا لا يوجد الا مزود للحيوانات. لا فعلا هنا، اين؟ يدخل ويرى بل ويسمع نفس الصوت الذي كان ينادي المراة والعشار والارملة والمقعد وغيرهم اكثر واكثر، طفل. فيقول: لا مستحيل انه طفل.
طفل يطهر امراة، ويحرر عشار، ويقيم ابن ارملة، ويشفى مقعد، ويصنع الكثير؟ لا. مستحيل. انه طفل. نعم انه الطفل.
ميلاد مبارك