stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

طلبات الرّب يسوع وفرح القلب – خطاب القديس يوحنا بولس الثانى(بابا روما ) الموجه لشبيبة هولندا 1985

739views

طلبات الرّب يسوع وفرح القلب

أعزّائي الشباب، لقد أعلمتموني أنّكم غالبًا ما تعتبرون الكنيسة كمؤسّسة يقتصر عملها فقط على إصدار القوانين والشرائع … وأنتم ‏تستنتجون من ذلك أنّه يوجد فجوة بين الفرح المنبعث من كلام الرّب يسوع المسيح وبين مفهوم “الاضطهاد” الذي تخلقه فيكم ‏صلابة مواقف الكنيسة… غير أنّ الإنجيل يُبدي لنا مسيحًا مُتطلّبًا جدًّا يدعو الى توبة القلب العميقة والى التجرّد عن خيرات الارض ‏والى مغفرة الإهانات وحبّ العدّو والى قبول الإضطهادات بصبر، وحتى التضحية بحياتنا الخاصة حبًّا بالقريب. أما فيما يتعلق ‏بالمجال الخاص بالأمور الجنسيّة، فإنّنا كلّنا نعلم الموقف الصَّلب الذي إتخذه الرّب يسوع دِفاعًا عن ديمومة الزواج وإدانته المعلنة ‏حتى بما يتعلّق بالزنى البسيط المرتكب بالقلب. وهل بإستطاعتنا ألّا ننفعل أمام أمر “قَلع العين” أو “قطع اليد” إن كانت هذه ‏الأعضاء سبب “شكّ”؟‎…‎
إنَّ الإباحة الخُلُقيّة لا تجعل الانسان سعيدًا. كما أن المجتمع الإستهلاكي لا يجلب الفرح الى القلوب. لا يستطيع الكائن البشري أن ‏يحقّق بناء شخصيته إلّا بقدر ما يقبل من المتطلّبات التي تفرضها عليه كرامته كمخلوق “على صورة الله كمثاله” (راجع تك 1: ‏‏26). من أجل ذلك، فإنّ الكنيسة حين تقول في زمننا الحاضر أشياءًا لا تُرضي، تكون مضطرّة على ذلك. وهذا التصرّف يفرضه ‏عليها واجب الأمانة‎…‎
إذًا هل يمكننا القول أنّ رسالةُ الإنجيل المُعلنة كرسالة فرح هي غير حقيقيّة؟ بالعكس، إنّها حتمًا رسالة فرح حقيقيّة! فكيف يكون ‏ذلك ممكنًا؟ يوجد الجواب في كلمة، كلمة واحدة، كلمة مختصرة، لكنّ محتواها هو رحبٌ كالبحر. وهذه الكلمة هي: الحبّ. أنّ ‏صرامة الوصيّة وفرح القلب يستطيعان أن يتوافقا بالتمام. مَن يحبّ لا يخشى التضحية. لا بل إنّه يرى في التضحية البرهان المقنع ‏عن صِدق الحبّ