طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ – الأب وليم سيدهم
طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ
صرخت إمرأة من الجموع المحيطة بيسوع مهللة «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا».”… (لو 11: 27-36) وكان رد يسوع سريعًا “أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».” (لو 11: 28).
نعم، لقد كان للنساء رأي في يسوع، ألم يحدثنا الكتاب المقدس عن مريم المجدلية وسالومي وكثير من النساء اللاتي كنّ يتبعن يسوع مثلهن مثل التلاميذ.
إن تهليل المرأة في الواقع كان موجهًا للعذراء مريم أم يسوع وهذا التهليل والفرح التابع من إصغاء هذه المرأة وغيرها لما كان يتحدث به يسوع يذكرنا بموقف اليصابات حينما زارتها مريم العذراء حينما كانت مريم حامل في يسوع إذ قالت اليصابات “فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.” (لو 1: 43- 44)، والملاك جبرائيل في بشارته لمريم قال “فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».” (لو 1: 28) هؤلاء من تحدث عنهم يسوع “الذين يعملون بمشيئة الله وأولهم هي أمه العذراء مريم.
وحينما جاءت مريم لزيارة يسوع وهو يقوم بإلقاء تعاليمه للجموع لم يتواني يسوع في الرد على من أخبروه “«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».” (مت 12: 47) فقال وهو ينظر إلى الجموع المحيطة به “فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتي. لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
لقد عاش يسوع بيننا في حياته البشرية وتعرض للنقد والتوبيخ والإحتقار من الكتبة والفريسيين وأتباعهم، كما تعرض للمديح والتهليل وإصطفت حوله الجموع وفي كلا الحالتين تصرف يسوع كما يليق بإنسان مملوء بالنعمة مسكون بالروح القدس ومتحدًا بأبيه السماوي مما عصمه من الخطيئة.
والخطيئة كما نعرفها هي الإنفصال عن الله الآب والخيانة لجنس البشر. ما عدا ذلك فهو جاع وعطش نام واستقيظ تعب وفرح وحزن وخاف من الموت حينما قربت ساعة إنتقاله من هذا العالم.
فعل كل ذلك حبًّا فينا ورغبة مطلقة في تحريرنا من ضعفنا ووضعنا على طريق الخلاص، ولذلك نغبطه ونتهلل مع المرأة قائلين “طوبى للبطن الذي حملك”