عظة البابا خلال احتفاله بالقداس في رعية سان كريسبينو دا فيتربو
04 مارس 2019
قام البابا فرنسيس عصر أمس الأحد بزيارة إلى رعية San Crispino da Viterbo الكائنة في إحدى ضواحي روما واختُتمت الزيارة بقداس احتفل به البابا في كنيسة الرعية بحضور حشد غفير من المؤمنين وأشار فرنسيس في عظته إلى علاجين يساعدان الإنسان على عدم انتقاد الآخرين: ألا وهما الصلاة، والتخلي عن الثرثرة.
استهل فرنسيس عظته متوقفا عند إنجيل الأحد الذي يحدثنا عن الحكمة المسيحية كما شرحها الرب للناس، وأكد أنه لا يمكن لرجل أعمى أن يقود أعمى آخر، مضيفا أن التلميذ ليس أفضل من معلمه، وأن الشجرة الصالحة تعطي ثمراً صالحاً والشجرة السيئة تعطي ثمراً سيئا. وتوقف البابا عند سؤال طرحه الرب على تلاميذه قائلا “لماذا ترى القشة في عين أخيك ولا تنظر إلى الجذع في عينك؟ أيها المرائي! انزع الجذع من عينك أولا حتى ترى جيداً وتنزع القشة من عين أخيك”. أضاف فرنسيس أن الرب يطلب منا ألا ننتقد الآخرين وألا ننظر إلى عيوبهم، بل يجب على كل واحد منا أن ينظر إلى عيوبه أولا.
بعدها توجه البابا إلى المؤمنين مؤكدا أن كل شخص لديه عيوبه، لكن الإنسان اعتاد على النظر إلى عيوب الآخرين: وبات متخصصا في هذا المجال. كما أنه يميل إلى الثرثرة وهذا أمر يعجب الإنسان. وأكد فرنسيس أن ما يحدث ليس أمراً جديداً لأن هذه الممارسة كانت شائعة أيضا في أيام يسوع، مشيرا إلى أن الخطية الأصلية الموجودة في الإنسان تدفعه في هذا الاتجاه، وتحمله على إدانة الآخرين. وأضاف البابا أن يسوع يقول لهذا الشخص: إنك تدين الآخر على عيب بسيط فيه أما أنت فلديك عيوب كبيرة لا تراها، لافتا إلى أن الإنسان ليس معتاداً على النظر إلى محدوديته، وإلى عيوبه وأخطائه. ويقول الرب إن من يتصرف بهذا الشكل يكون مرائياً. أي أن لديه أفكارا مزدوجة وأحكاما مزدوجة. يقول فكرة ما علنا فيما لديه فكرة أخرى مخبأة.
هذا ثم حذّر البابا المؤمنين من مغبة النميمة والثرثرة، لافتا إلى أن هذه الممارسات تزرع بذور الانقسام والعداوات والشر. وأكد فرنسيس أنه بواسطة اللسان تبدأ الحروب، وكل خطوة باتجاه الحرب تقود إلى الدمار. وشبّه البابا اللسان بالقنبلة الذرية التي تلحق دماراً كبيراً لافتا إلى أن الإهانات والثرثرة تقود إلى خلافات وحروب داخل المنزل وفي الحي ومكان العمل والمدرسة والرعية. لهذا السبب يتعين على الشخص أن يأخذ المرآة وينظر إلى نفسه ويرى عيوبه قبل أن يثرثر على الآخرين، وعندما يرى عيوبه يخجل من نفسه ويلتزم الصمت أمام الباقين. هذا ثم طلب البابا من الناس أن يخاطبوا بعضهم البعض وجهاً لوجه في حال وقوع الخلافات وعندما يسيء إليهم الآخرون. وهذا الأمر يتطلب شجاعة.
بعدها أكد البابا أن المؤمنين يستعدون لدخول زمن الصوم، وطلب منهم أن يفكروا بهذه الأمور كلها في الفترة المقبلة. أن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: “كيف أتصرف مع الناس؟ كيف هو قلبي أمام الآخرين؟ هل أن مرائي أبستم في وجه الآخرين، وثم انتقدهم وأدمرهم بواسطة اللسان؟ وإذا تمكنا مع نهاية زمن الصوم من تصحيح هذه الأخطاء، مضى البابا إلى القول، تصبح قيامة المسيح أجمل وأعظم في وسطنا. ولفت فرنسيس إلى أنه ليس من السهل أن نتوقف عن انتقاد الآخرين لكن ثمة علاجين أساسيين يساعداننا على تخطي هذا الأمر: أولا الصلاة، إذ يجب أن نصلي من أجل الآخرين، ونطلب من الرب أن يحل المشكلة ونلتزم الصمت! لأنه بدون الصلاة لا نستطيع أن نفعل شيئاً. أما العلاج الثاني فيتمثل في عدم الكلام عن الآخرين حتى إذا اقتضى الأمر أن يعض الإنسان لسانه، فينتفخ اللسان ولا يستطيع الكلام إطلاقاً. هذا هو علاج مجد، وعملي! في ختام عظته شجع البابا مؤمني رعية San Crispino da Viterbo على التفكير في هذه الأمور ثم سأل الرب أن يباركهم.
نقلا عن الفاتيكان نيوز