stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية يشارك في التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية

767views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

3 فبراير 2020

بدأت هذا الاثنين في العاصمة الإماراتية أبوظبي فاعليات التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية، التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية من قبل البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.

أيتها السلطات المدنية والدينيّة الموقّرة،

أيتها السيدات، أيها السادة،

السلام عليكم!

يشكل الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بالنسبة لي وبالنسبة لنا جميعًا الفرصة لكي نجدّد التزامًا ووعدًا متبادلاً. الالتزام بأن نكون أدوات سلام أيضًا – أو ربما أولاً – في أسلوبنا في التواصل؛ والوعد بالاستمرار بدون تردّد على الدرب التي اتخذناها.

ولذلك أنا ممتنٌّ للجنة العليا من أجل تطبيق الوثيقة حول الأخوّة الإنسانية التي نظّمت هذا الاحتفال؛ والتي منذ شهر آب أغسطس الماضي ولغاية اليوم تعمل بلا كلل على تعزيز – حتى من خلال وسائل الاتصالات – تحقيق أهداف الإعلان الذي تمَّ توقيعه هنا في أبو ظبي.

نعرف جميعًا مدى أهميّة وسائل الاتصالات في بناء الأخوة العالمية، وكيف يمكنها أيضًا أن تكون الدرب للاستمرار في تغذية سوء التفاهم والاستياء والعداوة، هذه الأمور التي وللأسف قد عقّدت حاضرنا وهدّدت مستقبلنا.

لذلك خصّصت الدائرة التي تعنى بالاتصالات والتابعة للكرسي الرسولي ولا تزال تخصّص جميع الجهود لكي تحمل قدمًا مبادئ “وثيقة الأخوّة الإنسانية” لتكون في متناول الجميع.

إن الزيارة الرسولية إلى أبو ظبي قد شكّلت بشكل كامل إحدى اللحظات الأكثر أهميّة بالنسبة للجمهور العالمي إزاء البابا فرنسيس.

كذلك سجّلت وسائل الاتصالات الفاتيكانية في تلك الأيام أعلى مستويات المشاهدة وبلغت إلى شرائح جديدة من الجمهور وليس فقط على الفايسبوك (كما يُظهر هذا الرسم البياني الذي يصوّر الازدياد المفاجئ لمتابعي الصفحة العالمية منذ بداية شهر شباط فبراير – شريحة مصوّرة).

إن الجهد الإنتاجي الملحوظ للدائرة الفاتيكانية قد تركّز، كما هو الحال دائمًا خلال الزيارات الرسولية، على الإنتاج ذي المحتوى الكتابي وإنما أيضًا على الفيديو.

وبشكل خاص تمّت متابعة المؤتمر حول الأخوة الإنسانية (وكذلك القداس الإلهي الذي تمَّ الاحتفال به في اليوم التالي) مباشرة عبر الموقع الإلكتروني وقناة اليوتيوب وصفحات الفايسبوك.

فقد تمّت متابعة البث المباشر للحدث (باللغة الأصلية أو مترجمًا إلى ست لغات بالإضافة إلى اللغة العربية) 163.000 مرّة على يوتيوب و400.000 مرة على الفايسبوك من خلال صفحات اللغة الإنكليزية والاسبانية والبرتغالية والإيطالية. كذلك بلغ عدد المستخدمين الذين تابعوا الحدث بشكل مباشر باللغة الإنكليزية المليون شخصًا.

بالإضافة إلى النقل المباشر الذي شكّل المحتوى الأكثر متابعة والأوسع تغطية، ساهمت أيضًا مقالات فاتيكان نيوز والأوسيرفاتوريه رومانو (صحيفة الكرسي الرسولي) بسرد المؤتمر والزيارة بكامله وكذلك ما تبعهما أي عمل هذه اللجنة العليا خلال سنة 2019.

إنَّ ركنَ العمل الصحافي لموقع فاتيكان نيوز موجود على الموقع الإلكتروني الذي ينشر بـ 35 لغة.

لقد تمّت متابعة موضوع الأخوّة الإنسانية بشكل مستمر خلال السنة الأخيرة. إن أخذنا بعين الاعتبار فقط اللغات الست الأساسية بالإضافة إلى اللغة العربية نرى أنّه قدّ تمّ إنتاج 350 مقالة (41 باللغة العربية، 29 باللغة الفرنسية، 43 باللغة الإيطالية، 40 باللغة الإنكليزية، 85 باللغة البرتغالية، 48 باللغة الاسبانية، و63 باللغة الألمانية).

أضف إلى ذلك البرامج السمعيّة لإذاعة الفاتيكان والتي تُبثُّ إلى المناطق اللغوية.

إن الزيارة الرسولية وبشكل خاص لحظة توقيع الوثيقة قد شكّلا اللحظات الأكثر متابعة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لموقع فاتيكان نيوز: هنا يمكننا أن نرى ذروة التفاعل بين كانون الثاني يناير (اليوم العالمي للشباب في باناما) وبداية شهر شباط فبراير (أبو ظبي) على تويتر.

فمنذ شباط فبراير عام 2019 إلى اليوم على سبيل المثال تمّت تغطية موضوع “الأخوة الإنسانية” من قبل كلِّ أسرة تحرير بمعدل 20 منشورًا على الفايسبوك، ثلثها تمّت كتابتها خلال الزيارة إلى الإمارات العربية المتّحدة، أما الباقي فخلال الأشهر الباقية لمتابعة مسيرة تعزيز الوثيقة، وخلق اللجنة (في 19 آب أغسطس)، واللقاءان الأولان في 11 و20 أيلول سبتمبر وصولاً إلى الاقتراح المشترك لمنظمة الأمم المتّحدة (في 5 كانون الأول ديسمبر) بإعلان يوم عالمي للأخوّة. (شريحة مصوّرة)

إن الاهتمام الأكبر قد كان من قبل مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي إزاء كلمات الأب الأقدس على حساباته الرسمية: إنَّ تغريدات @Pontifex التي نُشرت خلال الزيارة قد تمّت قراءتها أكثر من سبعة ملايين ونصف مرة باللغة الإنكليزية وخمسة ملايين ونصف مرّة باللغة الإسبانية وحوالي مليون مرّة باللغتين البرتغاليّة والإيطاليّة.

على إنستغرام، قد تمَّ خلق ألبوم صور لحساب @Franciscus بلغ مليون وثمانمائة ألف مستخدم.

أضف إلى ذلك أن الأب الأقدس يعزّز شخصيًّا مشاركة الوثيقة حول الأخوّة، إذ يسلّمها كهديّة حيثما يذهب.

ختامًا هناك اتفاقيّات قائمة لبعض الإنتاجات التليفزيونية التي تريد الدائرة الفاتيكانية أن تعززها بمساعدة شركاء خارجيين من أجل سرد مبادئ الوثيقة لا كمجرّد معلومات وحسب وإنما كتنشئة حقيقية على الحوار والمعرفة المتبادلة.

إن الوثيقة التي تمّ توقيعها لسنة خلت هي التي تطلب منا تحمُّل هذه المسؤولية المشتركة، باسم ما نؤمن به، باسم مرجعنا للمتسامي والمطلق والمقدّس. هي تطلب منا أن نعمل معًا، كأشخاص ذوي إرادة صالحة، لكي يحمل العصر الرقمي، عصر وسائل الإعلام، وعصر التواصل ثقافة الاحترام المتبادل.

الوثيقة جسر، ونحن مدعوون جميعاً لعبور هذا الجسر.

لكن ثمة طريق، بعد هذا الجسر، لا بد من الحديث عنها، كي نفهمها ونسلكها.

الوثيقة ترسم تاريخاً ممكناً، لم يُكتب بعد. لأنه يتعين علينا أن نكتبه، مشيّدين مستقبلا أفضل من خلال المعرفة.

ثمة حاجة إلى حسن نوايانا.

للديانات واجب تربوي: مساعدة الإنسان على أن يستخرج من ذاته أفضل ما عنده. الديانات ليست مشكلة لكنها جزء من الحل، لأنها تذكّرنا بضرورة الارتقاء بالنفس نحو العلى كي نتعلّم كيف نبني مدينة البشر.

يتعين أيضا على كل العاملين في وسائل الاتصالات (بغض النظر عن قناعاتهم الدينية) أن يشعروا أنهم مدعوون باستمرار إلى هذا الواجب. كي تكون وسائل الاتصالات، والاتصالات بشكل عام – كما أكد بشدة البابا فرنسيس – أداة للبناء لا للهدم؛ للقاء لا للمواجهة؛ للحوار مع الآخر لا مع الذات؛ للتوجيه لا للتضليل؛ للتفاهم لا لسوء التفاهم؛ للسير بسلام لا لزرع الحقد.

لا يمكن أن يُحارب الشر بشرّ آخر. لا يمكن أن تُخدم الحقيقة من خلال التضليل الإعلامي.

على العاملين في وسائل الاتصالات أن ينشروا هذه الثقافة، هذا الوعي، وهذه المعرفة. يتعين عليهم أيضا أن يفصلوا بين الهوية وواجب إيجاد عدو ما؛ أن يكشفوا عن زيف معضلة الاختيار بين نكران الذات أو نكران الآخرين؛ أن يحفظوا وينقلوا قيَم السلام والعدالة والخير والجمال والأخوّة الإنسانية؛ أن يعيدوا إلى الأخوّة مفهوم وشجاعة الغيريّة؛ أن يقولوا إنه بإمكاننا أن نبقى كما نحن ونرى في الآخر أخاً ورفيقاً للدرب، نتقاسم معه أموراً كثيرة ضمن الاختلافات. وهي تفوق تصورنا.

لا للعنف، والإرهاب، والتعصّب، والفساد، والتمييز.

لا بد من التنديد بمن يستخدم الدين للتحريض على الحقد والعنف والتطرّف والتعصّب الأعمى، ولتبرير أعمال القتل والإرهاب والقمع.

نعم لحماية الخليقة، للتوزيع المنصف للموارد، للدفاع عن الحياة منذ ولادتها وحتى موتها الطبيعي.

نعم للدفاع عن العائلة كنواة أساسية للمجتمع.

نعم للاعتراف بالحرية كهبة من عند الله.

نعم للدفاع عن حرية العبادة والحرية الدينية. للدفاع عن مفهوم المواطنة كمساواة بين الواجبات والحقوق، بين الرجل والمرأة والبالغين والأطفال والمسنين.

لكن كي نفهم لا بد أن “نعيد اكتشاف قصص تساعدنا لكي نستمر وسط العديد من جراح اليوم؛ قصص تعيد إلى النور حقيقة ما نحن عليه”، كما كتب البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للاتصالات الاجتماعية.

 لذا فإن كل وسائل الاتصالات الفاتيكانية ملتزمة في سرد العملية التي أطلقتها الوثيقة.

سرد الأخوّة هي الطريقة الفضلى كي نعيد نسج الإدراك بشأن وحدة الجنس البشري ونبني مستقبل سلام.

الكشف عن قُصر النظر وكذبة الحقد هو الشكل الأفضل للثني عن ارتكاب الأخطاء نفسها مجددا.

العالم متعطّش للسلام والحقيقة والعدالة.

“في بلبلة الأصوات والرسائل التي تحيط بنا – يقول البابا – نحن بحاجة لرواية بشريّة تحدّثنا عن أنفسنا وعن الجمال الذي يسكن في داخلنا. رواية تعرف كيف تنظر إلى العالم والأحداث بحنان، وتروي عن كوننا جزءًا من نسيج حيّ، يُظهر تشابك الخيوط التي تربطنا ببعضنا البعض”.

هذه الحقيقة تحرّك نشاط كل العاملين اليوم في دائرة الاتصالات التابعة للكرسي الرسولي وفي الكنيسة الكاثوليكية.

إنه ينسجون يومياً شبكة الأخوّة الممزقة. جاؤوا من جميع أنحاء العالم، يتكلمون كل لغات العالم، لكن يوحّدهم الإدراك نفسه، والمثابرة في نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام من خلال كل الوسائل المتاحة.

لذا إني مسرور اليوم لحضوري معكم كي أجدد التأكيد على التزامنا.

معا يمكننا أن نؤدي خدمة كبيرة للسلام والأخوّة.