Homeأخبار الكنيسة(عيد أنتقال العذراء مريم . للأب هانى باخوم (المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر
(عيد أنتقال العذراء مريم . للأب هانى باخوم (المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر
No tags
عيد أنتقال العذراء مريم
للأب هانى باخوم (المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر)
الخامس عشر من اغسطس تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بالعالم اجمع بعيد انتقال سيّدتنا مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء. بينما تحتفل به بعض الكنائس الاخرى في الحادي والعشرين من نفس الشهر. هذا العيد هو أقدم الأعياد المريمية، وتم إعلانه رسميا من قداسة البابا بيوس الثاني عشر، عام 1950. فيه نحتفل مع كل الكنيسة بانتقال السيّدة العذراء مريم، والدة المخلص، بنفسها وجسدها إلى السماء. ونتأمّل تكليلها ملكةَ السماء، منتصرةً مع ابنها الإلهي للأبد، في السماء، في الفردوس.
سفر الرؤيا يسرد ويقول: “ظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، حامل تصرخ من ألم المخاض… فوضعت ابناً ذكراً، وهو الذي سوف يرعى جميع الأمم” (رؤ 12، 1 – 2؛ 5). هكذا آمنت الكنيسة على مر العصور “أن أُمَّ مريم، في نهاية حياتها الأرضية، قد نُقِلَتْ نفساً وجسداً إلى المجد السماوي”.
القديس جرمانس من القسطنطينية يرى أن جسد مريم البتول، والدة الإله، نقل إلى السماء، ليس فقط بسبب أمومتها ، بل لقداسة خاصة شملت جسدها البتولي، فقال: “جسدك البتولي كلُه مقدسٌ وكله عفيف ولكنه مسكن لله. ولهذا فهو بعيد عن كل انحلال ولا يعود إلى التراب”. ومن هنا جاء تعليم الكنيسة الكاثوليكية “أن العذراء مريم، التي جنّبها الله وصمات الخطيئة الأصلية، والتي أكملت حياته الأرضية، رُفعت، بالنفس والجسد، إلى مجد السماء، وأعطاها الرب لتكون ملكة الكون، لتكون أكثر تطابقاً مع ابنه، رب الأرباب، المنتصر على الخطيئة والموت”.
القديس يوحنا ذهبي الفم يقول: “”كان لا بد لتلك التي استقبلت في احشاها الكلمة الإلهية، أن يتم انتقالها إلى السماء… كان لا بد للعروسة التي اختارها الآب، أن تقيم في أخدار السماوات ……اليوم حُملت العذراء إلى الهيكل السماوي… اليوم، التابوت المقدس الحي الحامل الإله الحي، التابوت الذي حمل في أحشائه صانعه، اليوم يرتاح في هيكل الرب الذي لم تبنه أيدٍ بشرية”
الى السماء، عندما طلب اللص الذي صُلب مع المسيح: “أذكرني يارب، إذا جئتَ في ملكوتك”، أجابه يسوع: “اليوم تكون معي، في الفردوس” (لوقا 23: 42-43). نعم هذا هو الفردوس، أن نكون مع المسيح. الفردوس ليس مكاناً مادياً، أو أكلاً أو شُرباً، أو متعةً جسدية. هو علاقةٌ دائمة ومتجددة أبدياً مع المسيح، ولا حتى الموت يفصلنا عنها.
عندما تحتفل الكنيسة بعيد انتقال سيّدنا مريم العذراء، تعلنُ الرجاء لنا ولكل إنسان: السماءُ مفتوحة، والموت منهزم. تعلن لنا مع جوقة القديسين: هذه الأرض ليست وطنكم الدائم، فارفعوا أعينكم وانظروا إلى السماء.
نعم، فلننظر إلى السماء، حيث مريم مكللة. وبهذا يصبح للأرض معنى وقيمة أكبر. فلا تستطيع صعوبات الحياة اليومية وقسوتها، ان تزرع فينا بذور اليأس، أو تسرق منا فرحة حياتنا ودعوتنا ورسالتنا.
فيا رب، يا من رفعت مريم العذراء بالنفس والجسد إلى هذا المجد، امنحنا نحن أيضا في حياتنا الأرضية، أن نشتاق إليك ونرجوك، وعند لحظة موتنا، نجدك أنت تستقبلُنا للأبد، بشفاعة أمنا العذراء مريم، سيدة السماء. آمين.
عيد مبارك.