عيد الظهور الإلهي وعماد السيد المسيح
” بالمعمودية أصبحتم جسد المسيح ” :
بفضل المعمودية ، يصبح كل مسيحي ، عضواً في جسد المسيح الفصحي الذي هو الكنيسة : ” فأنتم جسد المسيح ، وأعضاء فيه ، كل واحد كما قُسِمَ له ” ( قورنتس الاولى ١٢ : ٢٧ ) .
كما أنه يصبح هيكلاً للروح القدس : ” أو ما تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الساكن فيكم ، وقد قبلتموه من الله ؟
وأنكم لستم لأنفسكم ؟ لأنكم قد اشتريتم بثمن كريم ! فمجّدوا الله في جسدكم ! ” ( قورنتس الاولى ٦ : ١٩ – ٢٠ ) .
بالمعمودية أصبح المسيحي ” قدس أقداس الروح القدس الحال فيه ، وأصبح غذاؤه جسد المسيح الحاضر دائماً في سرّ القربان المقدّس والذي يبني الكنيسة في وحدتها كجسد المسيح الفصحي :
” كأس البركة التي نباركها ، أليست هي شركة في دم المسيح ؟
والخبز الذي نكسره ، أليس هو شركة في جسد المسيح ؟
وبما أنّ الخبز واحد ، فنحن الكثيرون جسدٌ واحد ، لأننا جميعاً نشترك في الخبز الواحد ” ( قورنتس الاولى ١٠ : ١٦ – ١٧ ) .
هكذا ، نستطيع أن نقول : ” إن ثقل الوجود البشري ، رغم كل خطيئته وبؤسه وحيثيّاته ، يبقى جسداً خُلِقَ لأجل الله ولتمجيده .
فالمسيح يحرّرنا من جسد الخطيئة والموت هذا ، إذ يفتدينا من خلال جسده المعلّق على الصليب . فيجعلنا بالمعموديّة أعضاء في جسده الفصحي الذي هو الكنيسة . وبجسده في القربان المقدّس تتغذّى الجماعة وتتوحّد وتنمو . وهذه الحياة الجديدة عليها أن تتحلٰى في أجسادنا ، لأننا مدعوون لقيامة الأجساد على شبه مجد المسيح .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك