فاضطررت أن أرفع دعواي الى قيصر – الأب وليم سيدهم
درس بولس الرسول وهو من طرسوس، الفلسفة اليونانية الى جانب تبحره في الكتاب المقدس، واستطاع أن يحصل على الجنسية الرومانية التي كانت توفر له إمتيازات أكثر من الآخرين، كان اليهود في أورشليم قد قرروا موت القديس بولس بسبب بشارته بالمسيح، إلا أن حنكة بولس وسعة إضطلاعه على أحوال الأمبراطورية الرومانية جعلته يفلت من ملاحقة اليهود في أورشليم وتعامل بصفته مواطن روماني إلى جانب إنتمائه إلى المستعمرة اليهودية.
ولما وصل إلى روما إلى روما وكان فيها أقلية يهودية قوية، لم يصطدم بهم بل حاول أن يكسب ودهم مبينًا لهم أنه ينتمي إلى الأمة اليهودية وأنه في روما للدفاع عن “رجاء اسرائيل” وأبلغهم أن لجوءه إلى روما لم يكن سببه شكوة الأمة اليهودية في أورشليم بل للدفاع عن رجاء هذه الأمة وخاصة عن إيمانه كيهودي.
لقد استخدم بولس الرسول كل ذكاءه لتكملة بشارته حتى في عقر دار الامبراطورية الرومانية، حصل بولس على إذن ليقيم في منزل خاص به مع الجندي الذي كان يحرسه في مدينة روما، ومكث سنتين كاملتين في هذا المنزل الذي إستأجره، وكان يستقبل كل الذين كانوا يريدون مقابلته وكان يبشرهم باسم المسيح ويشرح لهم كيف صلب وقام من بين الأموات.
لقد فهم بولس الرسول أن البشارة باسم المسيح رسالة هامة يمكن أن تعرضه إلى خطر الموت. ورغم ذلك ظل حتى آخر يوم في حياته يبشر، لم يأخذ بولس قرارًا بوقف رسالته نظرًا للإضطهادات والمضايقات والتهديد بالقتل، بل كانت هذه العقبات تزيده إصرارًا على مواصلة الرسالة.
لقد أصبح اليوم إيماننا فاترًا أي لا حار ولا بارد، وبالتالي فقدنا هذه الغيرة على مشاركة الآخرين في فرح البشارة بالمسيح، نحن أصبحنا في الغالب مجرد موظفين لدى مؤسسة ضخمة اسمها “الكنيسة” فيها خدمات تحولت جميعها إلى شبه سوبر ماركت، العماد والزواج والممات والترفيه والتمريض والتعليم …إلخ مقابل النقود.
إن نموذج بولس الرسول يخاطبنا اليوم بأن نقوم من غفوتنا، ليس المطلوب منا أن نستخدم السلاح ونحارب لكي نبشر بالمسيح، بل المطلوب هو التوجه بكل تواضع وبعد إلقاء السلام على الناس أن نخبرهم أن هناك طريق جديد للحياة هناك أسلوب جديد يتطلب إيمانًا قويًا بشخص يسوع، أن نشرح محبة الله للبشر ووعده لهم ولنا بأنه معنا حتى منتهى الدهر يقوينا ويعزينا ويشجعنا.