stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

فدع قربانك هناك على المذبح وصالح أخاك – الأب وليم سيدهم

408views

إن ذبائحنا الحيوانية أو تقدماتنا الذاتية التي تعبر عن مشاركتنا لشعب الله، ومشاركتنا لجسد ودم المسيح لا يمكن أن تأخذ معناها الحقيقي إلا إذا إقترنت بمحبة القريب.

كثير من المؤمنين التقليدين يعتقدون أن إعترافاتهم المتواترة أمام الكاهن التي تخلو من أي مشاعر للتوبة أو أي قرارات بالتخلص من الخطايا التي قد يكونوا إعترفوا بها كفيلة بأن تجعلهم يتقدمون إلى التناول والمشاركة في الذبيحة الإلهية.

فمثلًا المرأة التي تعترف ببعض الخطايا الثانوية ومعها تعترف بانها لن تتصالح مع زوجها لأنه يخونها أو لأنه يجرح مشاعرها فإنها تضحك على نفسها وعلى الكاهن إذ أن الخطية الكبرى لها التي هي رفض الغفران والمصالحة مع زوجها هي المطلوب أن تتوب عنها وأن تكف عن مخاصمة زوجها قبل أن تتقدم غلى سر المناولة.

إن يسوع يضع محبة الله على نفس المستوى من الأهمية من محبة القريب، فلا يمكن لأي مؤمن أن يدعي غير ذلك، ويقرر الصلاة وتقدمة الذبيحة لخلاص الشخص بمعزل عن القريب الذي أساء إليه أو رفض أن يتصالح معه.

“فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، “فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.” (مت 5: 23 – 24)

إن المؤمن الذي يتصور أنه يستطيع أن يمتلك الله، ويعتبره ملكية شخصية، ويحرم قريبه من التمتع بمحبة الله فهو قليل الإيمان، لن نستطيع أن ننسى ما قاله المسيح عن الفريسي والعشار في موقعهما من الصلاة. فبينما يقول الفريسي:”اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ.” (لو 18: 11) فورًا يقول الرب في الانجيل: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا (المقصود العشار) دُونَ ذَاكَ” (لو 18: 14) أما الفريسي الذي أدان قريبه في صلاته فصلاته غير مقبولة.

لا يستطيع الإنسان الأناني والمنافق أن يدعي أنه الله يرضى عنه فقط أما الآخرين فهم خطأة، ولن يقبل الله من مثل هذا المؤمن لا صلاة ولا ذبيحة لأن غيمانه ناقص ومصدر للخطية بدلا من الخلاص.

نتذكر ماذا قال يسوع لمن سأله كيف يدخل ملكوت السموات: “وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى.” (مر 12: 30) يارب علمنا كيف نحب قريبنا ونغفر له.