فلك نوح – الأب وليم سيدهم
فلك نوح
كان نوح بارًا يتقي الله ويسير حسب شريعته الباطنية فنحن وحسب العلماء في 5000 عامًا قبل الميلاد ، قبل دعوة ابراهيم واسحق زيعقوب، نحن أمام اختبار كوني احتفظ لنا به الكتاب المقدس إلى جانب روايات خلق الإنسان الأول وخلق العالم .
إن شخصية نوح تذكرنا دائمًا “بفلك نوح” هذه السفينة التي مثلت المساحة التي من خالاها أُنقذ الجنس البشري من الإبادة التامة بواسطة المياه الغزيرة التي غمرت الأرض كلها.
إنها الخليقة الجديدة مُطهرة من أدران التجاوزات الجذرية للإنسان بعد أن فقد كل ما يميزه كمخلوق على صورة الله.
هذا الخلاص الكوني يذكرنا بعد الطوفان بخطر عظيم قائم الآن في عالمنا وهو خطر القنابل الذرية ولقد حدث في ستينات القرن الماضي أن تدمير العالم كان قاب قوسين أو أدنى في ظل صراع القوتين الأعظم في ذلك الحين ، الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي.
ورغم إنخفاض التوتر الآن بين القوى العظمى وظهور أخطار جديدة تحدق بكوكبنا مثل ثقب الأوزون وإنهيار البيئة الحاضنة لحياة الإنسان والحيوان وكل الكائنات. نحن في خطر فعلى بسبب الإنبعاثات الحرارية التي تزيد من مخاطر الحياة على الأرض فإننا نجد من الدول الكبرى عنادًا أحمق يفضل هلاك الكوكب على حياة الإنسان.
فلك نوح أصبح رمزًا هامًا في حياتنا المسيحية، فالكنيسة التي أسسها يسوع في أرضنا هي “الفلك” أو السفينة التى من خلالها يتحقق خلاص المؤمنين بالمسيح، إنها الحاضنة لخبرات البشرية المشاهدة على حضور الله بأقانيمه الثلاثة في حياتنا بطولها وعرضها. إن الكنيسة هي الإمتداد الطبيعي لتاريخ خلاص البشرية منذ عصر نوح إلى دعوة أبينا ابراهيم واسحق ويعقوب. إلى مجيء السيد المسيح وتأسيس الكنيسة على حدث موته وقيامته وإنتظار مجيئه في آخر الزمان.
في عصرنا كثرت الأديان، فإلى جانب الأديان السماوية هناك الأديان الكونية وتعددت الطرق للوصول إلى الله.
ولكن تعاظمت الأخطار والإختلالات في العالم. لذا فإن الخلاص لم يعُد حكرًا لدين مُعين أو إديولوجية معينة بل هو الهدف لمليارات البشر.
إن علينا أن نقبل هذه التعددية في الأديان وفي الإيدولوجيات ونحترم الطرق والوسائل السلمية والروحية المختلفة التي نتجه إلى الله لينقذ البشرية من شياطينها ومن نفسها.
لذا وجب تعدد المساحات التي بادر ويبادر بها كل المتقين الله والباحثين عن حقيقة الخلاص للإنسان ليكن كل واحد فينا على مثال نوح صاحب فلك كبير يتحصن فيه مواطنونا ضد كل نزعات الهدم والخراب والجنان.