فى ذكرى الاربعين للمتنيح المطران عادل ذكى : ” الرسالة الانسانية فى رعاية المعاقين بفيلا الاب جواهرجى “
فى ذكرى الاربعين للمتنيح المطران عادل ذكى :
” الرسالة الانسانية فى رعاية المعاقين بفيلا الاب جواهرجى “
منذ حوالى عامين دعانى المتنيح الانبا عادل ذكى مطران اللاتين بمصر إلى زيارة فيلا الاب جواهرجى لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة ” المعاقين ” ، التقيت خلال الزيارة بسيادة المطران الراحل والاب روبن والاخت فلومينا القائمين بخدمة الدار . وكانت من الرحلات الصحفية ذات الطابع الروحى والانسانى الفريد بالنسبة لى ، اعترف ان نشر هذا التحقيق الصحفى تأخر كثيراً ، لكنى أجد انه من واجبى الآن ان انقل للقارئ الكريم جانب من الخدمات الانسانية الخفية فى حياة مثلث الرحمات المطران عادل ذكى والذى نحتفل هذه الايام بمرو اربعين يوماً على رحيله إلى بيت الآب .
داخل فيلا الاب فيكتور جوهرجى أو بيت الرحمة لذوى الاحتياجات الخاصة التابع لمطرانية اللاتين بمصر ، العديد من المشاهد الانسانية والقصص الحياتية الفريدة . يحاول التحقيق الصحفى التالى ان يرصد بعض منها فى محاولة لرسم ملامح الحياة داخل احدى المؤسسات الكنسية التى تسعى إلى تأكيد كرامة المعاق وحقه فى حياة اوفر . حول فكرة بيت الرحمة لذوى الاحتياجات الخاصة تحدث المطران عادل ذكى مطران اللاتين بمصر وقال : منذ بداية الاحتفال بسنة الرحمة الإلهية العام الماضى ، وفى اطار معايشة معنى الرحمة تجاه المحتاج والضعيف ، رأت النيابة الرسولية أن فى الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة رسالة روحية ملائمة . وعليه فقد بدأنا فى تخصيص فيلا المتنيح الاب فيكتور جوهرجى الكائنة بشارع احمد قمحه بحدائق القبة منزلاً لرعاية هذه الفئة رعاية كاملة . وذلك من خلال دعوة راهبات مريم الطفلة لتولى مسئولية النظام الداخلى للبيت ، كذلك دعوة اباء جمعية الرساللات الافريقية للاهتمام بالجانب الروحى والتعليمى لذوى الاحتياجات الخاصة لا سيما وان الاباء الافريكان لديهم مدرسة متخصصة فى رعاية المعاقين بكنيسة سان مارك بشبرا وبذلك اصبح هناك تكامل بين عمل المدرسة والبيت حيث يقضى ابنائنا المعاقين وقت الصباح فى المدرسة حتى الواحدة ظهراً ثم يعودوا إلى الاقامة بالبيت فى رعاية الاخوات الراهبات . واضاف سيادة المطران قائلاً : إن هذه الخدمة هدفها اعلان محبة الله ورحمته للفئات الضعيفة فى المجتمع ، لأن المجتمع كثيراً ما يرفضهم ويستغلهم ونحن علينا ان نقبلهم ونكرمهم ونؤكد ان العناية الإلهية تتجلى بصورة عظيمة فى اعالة هولاء البسطاء ونحن كنيابة رسولية نعتبر هذه الخدمة بركة من البركات الروحية الوفيرة التى يمن الله علينا بها على الدوام .
عن دوره فى رعاية المعاقين يقول الاب روبن وهو أحد اباء الرسالات الافريقية ” الافريكان ” والمسئول عن مدرسة ذوى الاحتياجات الخاصة بمدرسة سان مارك بشبرا إذ يتحدث الاب روبن عن فيلا ابونا جوهرجى للمعاقين ويقول : بيت الرحمة لذوى الاحتياجات الخاصة هو بيت عائلة الاب فيكتور انطون جوهرجى وهو مصرى الجنسية وكان احد كهنة اللاتين بمصر وكان طبيباً يهتم بعلاج الفقراء والمرضى كما كان له العديد من المشروعات التنموية الصغيرة لخدمة الشباب وقد اراد ان يكون بيت عائلته مكاناً لرعاية المعاقين وقد حقق الله حلمه مع تبنى النيابة الرسولية فكرته وتنفيذها وقد خدم من قبلى فى هذا المكان الاب سيمون لمدة ثلاثة سنوات . وعن موقع مدرسة سان مارك شبرا فى رعاية المعاقين يقول الاب روبن : المدرسة بها من 40 إلى 50 من اصحاب الاحتياجات الخاصة مقسمين إلى خمسة فصول حسب قدارتهم العقلية ويقوم على خدمتهم مدرسين متخصصين حاصلين اغلبهم على دورات تاهيلية للعمل مع المعاقين . ويتضمن البرنامج اليومى لتلاميذ المدرسة الفطار معاً ثم حصص التعليم والصحة والالعاب إلى جانب الانشطة الفنية كذلك هناك الرحلات والمسكرات الصيفية التى تساهم فى بناء علاقات اجتماعية بين الطلاب معلميهم وكذلك بين الطلاب وبعضهم البعض كأخوة . ومن خلال التكوين فى المدرسة نساعدهم على الاعتماد على انفسهم كما نلاحظ التطور الذى يحدث فى قدراتهم وسلوكياتهم . وعن الجانب الروحى لذوى الاحتياجات الخاصة يقول الاب روبن : نصلى اربعة قداسات فى الاسبوع بالمدرسة كذلك هناك تعاون مع كنائس سان مارك ومارجرجس وابو سيفين بشبرا للاقباط الارثوذكس حيث يحضر طلاب المدرسة اجتماعات خدمة المعاقين بهذه الكنائس ويستفيدون كثيراً .
وعن الحياة داخل فيلا ابونا فيكتور تتحدث الاخت فلومينا ، وفى البداية تقدم الاخت فلومينا تعريفاً برهبنة مريم الطفلة ” ماريا بامبينا “التى تنتمى إليها حيث تقول : رهبنة مريم الطفلة هى رهبنة تعيش روحانيتها اقتداءاً بمريم العذراء الطفلة التى تجاوبت مع ارادة الله منذ نعومة اظافرها وقد جاءت راهبات مريم الطفلة إلى مصر عام 2000 حيث قمن بالخدمة فى بورسعيد ثم السويس وكوم امبو عام 2004 واخيراً فى يت الرحمة بالقاهرة منذ عام 2016 . وعن رعاية المعاقين فى فيلا ابونا جوهرجى ” بيت الرحمة ” تقول الاخت فلومينا : قبل ان نقبل احد من الاخوة فى البيت نقوم بزيارته فى بيت عائلته ونتحدث مع اهله ونناقش الصعوبات التى تواجههم فى التعامل مع ابنهم المعاق ونؤكد لهم ضرورة التواصل بين اهل المعاق وبيت الرحمة حتى يشعر المعاق بالاطمئنان . أما عن الحياة داخل البيت فاننا نعيش معاً حياة عائلية وجميع من نخدهم بنات ولديهن امكانيات رائعة نساعدهن على تنميتها من خلال تدريبهن على النظافة الشخصية ونظافة المكان ثم الحديث بعضهن إلى بعض بود وترديد كلمات مثلاً شكراً ومن فضلك حتى يقبلوا بعضهن البعض . وعن الحالات الصعبة تقول الاخت فلومينا : لا ننكر ان هناك حالات صعبة فى التعامل وهو ما يتطلب معامة خاصة وقد تستدعى الذهاب بها إلى المستشفى اذا كانت هناك اسباب مرضية مثل التشنجات لكن فى جميع الاحوال نؤمن ان الحب هو كلمة السر فى احتواء المعاق وتغييره .
أجرى التحقيق / ناجح سمعـان