stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

في البدء خلق الله السموات – الأب وليم سيدهم

358views

يروي سفر التكوين كيف خلقت السموات والأرض، فبينما كانت شعوب البحر المتوسط تفسر نشأة الكون بطريقة خرافية من خلال قصص الخلق في الحضارات المختلفة، راى اليهود أن يلخصوا إعتقاداتهم في التوراه وفي مقدمته سفر التكوين. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا هو من الذي كان موجودًا أثناء خلق السموات والأرض؟ ومن الذي كتب سفر التكوين؟ ومتى كُتب هذا السفر؟ معروف أن الروايات والمعتقدات في قديم الزمان كانت تروى من جيل إلى جيل عن طريق الحفظ والذاكرة، ظل الحال هكذا حتى القرن العاشر قبل الميلاد حينما قامت مملكة داود حاول الأحبار ورؤساء الدين أن يدونوا ما كان يحفظ عن ظهر قلب مقتدين بالكاتب المصري في عصر الفراعنة.

لقد جمع اليهود الذين كانوا يعيشون ويتتحاكون بحضارات مختلفة، منها مصر الفرعونية التي خرجوا منها بمعجزة على يد موسى كما كانت الحضارات الكبرى مثل الحضارة البابلية والحضارة اليونانية والحضارة الفينيقية، ويُحسب للشعب اليهودي إستخلاص كل معتقدات هذه الحضارات ووضعها في إطار يختلف تمامًا عن الحضارات الأخرى. فبدلًا من الإعتماد على آلهة محلية متعددة، وصلوا هم إلى الله الواحد.

ومعلوم أن أول من تحدث عن وحدة الاله هو الفرعون اخناتون، وسُمي إله اليهود “يهوه” أو في تلقين آخر “إيلوهيم”.

“وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.” (تك 1: 2) ولقد خلق الله الكون بكلمته “وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.” (تك 1: 3) إلى آخر خلق الكون.

إن الإيمان بأله خالق في ذلك الزمان كان هو ما يميز الشعب اليهودي، ورغم ممارستهم الطقسية، ووجود قدس الأقداس ومنع الإختلاط بالوثنيين حتى لا يتركوا الاله الحق، فإن الكتاب المقدس مليء بشهادات تثبت أن الملوك والحكام اليهود كانت قلوبهم تميل إلى العبادات الوثنية، ولنا في ذلك مثل، قبل أن يرحل اليهود إلى أرض الميعاد، قام هارون بعمل عجل من الذهب مصنوع من تبرعات اليهود أنفسهم في الوقت الذي كان موسى على الجبل يتقبل الوصايا من الله كذلك ما فعل سليمان.

وتعتبر فصول سفر التكوين الأولى هي محاولة لتفسير وجود الكون وتأكيد على إيمانهم بأن للكون خالق اسمه الله، ونحن نعترف بأن الله خالق الكون وضابط الكل على عكس الفلسفات والنظريات المختلفة التي تتحدث عن الطبيعة فقط.