كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال – القسم الأوّل صفات أساسيّة (3) روح الإيمان
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الأوّل
صفات أساسيّة
(3) روح الإيمان
نعيش الآن فى عالمٍ تُسيطر عليه الروح الماديّة. عند الكثيرين، لا قيمة إلاَّ لما هو منظور، وملموس، ومحسوس، ورسالتك هى أن تكشف لطفل اليوم العالم الروحى والأمومة الفائقة الطبيعة.
إن الخادم والمربّى المسيحى هو الشاهد المنظور للأمور غير المنظورة، وعليكم يتوقّف إلى درجة كبيرة، المفهوم الذى سينطبع فى نفس الطفل مدى الحياة، عن الدين والتديّن.
إن الإيمان سريع العدوى بطبيعته فلا بدّ من أن يشعر الأطفال فى تعاملهم معك، أن السيّد المسيح فى حياتك ليس مجرّد اسم، أو كائناً مُبهماً وبعيداً، ولكنّه شخصٌ واقعى، له مكانه الكامل، بل الصديق الأكبر، الذى تعايشة شخصيّة.
فليكتشف الأطفال، من طريقتك فى الكلام عن الأمور الدينيّة، أن الإيمان ينبوع فرح وسعادة وحماس، فلا يجوز أبداً أن نَظهر بمظهر الاكتئاب أو الخمول أو الملل، عندما تتكلّم عن الله تعالى، وهو مصدر كلّ سعادة وهناء.
فليكن فيك الإيمان الذى يجعلك ترى فى الأطفال “نفوساً”، ومن خلالها ترى السيّد المسيح، الذى يُريد أن يحيا وينمو فيها.
أن نرى الله فى جميع الناس وفى كلّ الأمور، يا له من هدف سامٍ، ولكن، لرؤية الله هكذا، يلزم تنقية النوايا والمشاعر باستمرار.
القلوب النقيّة وحدها، تَقدر أن تُدرك مَن هو الله، وتعيش فيه باستمرار. “هنيئًا لأنقياءِ القُلوبِ، لأنَّهُم يُشاهِدونَ الله” (مت 5 :8).
وطالما نتمسّك بشئٍ ما لأنفسنا، مهما كان صغيراً، فهناك ضباب يحجب عنّا الله. وبعكس ذلك، إن كنّا نتوقّف، ومن جديد يتراءى لنا وجه الله.
بسلوكك وقدوتك، إجعل كلّ من يقترب منك يُحبّ ما تحبّه، ويؤمن بما تؤمن به.