كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال – القسم الأوّل صفات أساسيّة (6) التواضع
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الأوّل
صفات أساسيّة
(6) التواضع
على قدر ما نُنكر أنانيّتنا، ونُضحّى بإرضاء حبّ الذات فينا، على قدر ذلك يكون لنا تأثير قوى ونافع على النفوس.
إن التواضع الصحيح مصدر نور، يجعلنا نخترق الظواهر، ونُبصر عمق الأمور. وهو مصدر قوّة، لأنه يضمن لنا ملء المُساندة الإلهيّة.
يردّ الله المتكبّرين، ويُنعم على المتواضعين (يع 4:6،ابط5:5).
ليست النفوس فى خدمتنا. إنما نحن فى خدمتها. “آبنُ الإنسانِ جاءَ لا ليَخدِمَهُ النّاسُ، بل ليخدِمَهُم” (مت20:28).
الأعمال والمشاريع التى نقوم بها ليست لنا. إنها أعمال ومشاريع السيّد المسيح، وعلينا أن نقوم بها، لا حسب أفكارنا، ولكن حسب روح المسيح. وروح المسيح بذل وخدمة.
لا نسعى فى رسالتنا إلى إرضاء حبّ الذات فينا، بل علينا أن نعيش كلمات يوحنّا المعمدان: ”له هو أن يزيد، ولى أنا أن أنقص” (يو3:30). فلا نبحث عن أيّة منفعة شخصيّة، أو عن اعتلاء لنا أو لذوينا، من وراء ما نقوم به من خدمة ورسالة وخير.
فلنحذَر من أن نظنّ أنفسنا مركز العالم، أو حتّى مركز عمل أو نشاط. فما نحن إلاَّ عنصر واحد فى بنيةٍ شاسعة. كثيرون عملوا قبلنا. وكثيرون سيكمّلون بعدنا. وكثيرون يعلمون معنا. وعلينا أن نقبل بفرحٍ أيضاً أن كثيرين يعملون أحسن منّا. الهدف الأساسى هو أن نجعل النفوس تنمو فى معرفة الله، وفى حبّه، وفى خدمته.
فى مجموعة العمل الرسولى، عندما يحدث خلل أو خطأ ما، إبحث أوّلاً عن مسؤوليّتك الشخصيّة فى ذلك، قبل البحث عن مسؤوليّة الآخرين.
وعلى عكس ذلك، عند النجاح، لا تنسب الفضل لنفسك: “ليس لنا، ياربّ ليس لنا، لكن لأسمك أعطِ مجداً” (مز115). الكبرياء تَعمى، وتَقضى على الخصوبة.
يا سيّدى يسوع المسيح، امنحنى أن أعمل أكثر ما يمكن من الخير، فى أكثر ما يُمكن من الخفاء