stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(16) موهبة السُلطة‏

768views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة ‏
القمص / لويس نصرى
مراجعة ‏
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس

‏(16) موهبة السُلطة‏

السُلطة مجموعة صفات، بها يحمل المربّى الأطفال بسهولة، على أن يحبّوا ويُريدوا ما يراه ‏ملائماً أكثر لخيرهم وتكوينهم.‏
 لا تأتى السُلطة بالأمر أو بفعل الوظيفة، يجب اكتسابها واستحقاقها.‏
 فليُمارس المربّى السُلطة لخير الأطفال الأكبر دائماً. وهنا أكثر ممّا فى أىّ مجالٍ آخر : ‏الرئاسة خدمة.‏
 لا تخلط بين السُلطة والتسلّط. فالتسلّط تشويه للسُلطة. هو تحكّم بلا داعٍ. ولا شئ أخطر ‏وأبغض من التسلّط، لأن كثرة التدخّل فى كلّ لحظة، لسبب ولغير سبب، تخنق التلقائيّة، ‏وتجعل المسؤول مكروهاً.
وقد لوحظ أن الإنسان الخجول هو الأكثر عُرضة للتسلّط، فهو يفتقر إلى الثقة فى نفسه، ‏فيُزيد أن يُثبت رئاسته بالأوامر الكثيرة، وفى غير وقتها.
‏ مل يهمّ هنا ليس الأوامر بل التنفيذ، والحال الأمثل هة أن تحصل على التنفيذ بأقلّ ‏الأوامر.‏
 السُلطة والمسؤوليّة متلازمتان. فأنت صاحب سُلطة بنفس فعل تكليفك بمسؤوليّة، وبمقدار ‏هذا التكليف.
‏ فإن كانت صفات السُلطة فيك ليس على مستوى مسؤوليّتك، حدث خللٌ، قد يتسبّب فى ‏أكبر الاخطار لك وللآخرين، لأنك إن لم تستطع حمل الأطفال على احترام السُلطة، فأنت ‏تساعد على الاستقلاليّة، والتمرّد، والفوضى.‏
 وكقاعدة عامّة، إن كان الأطفال لا يطيعون، فالعيب فى القائد. والمربّى العديم السُلطة ‏يتسبّب سريعاً فى الفوضى بين الأطفال. إنه يُكرّر الأوامر دون نتيجة، فيضطر أن يقوم ‏بالجزء الأكبر من العمل الذى لا يحصل عليه، وهكذا يتعب ويُرهق نفسه، ويصل إلى نتائج ‏مؤسفة. ولانعدام تأثيره على الأطفال، لا يحصل منهم على المجهود اللاّزم لاكتساب ‏الخِصال الحسنة والنافعة.‏
 يحتاج الأطفال إلى مساعدة. يجب أن يقاموا الأمثال الرديئة. ويلزم أن يكتسبوا تدريحياً ‏الصفات التى تنقصهم، أو أن ينمّوا الصفات البادئة فيهم.
‏ وهذه هى مهمّة المربّيّين، من والدَين ومعلّمين وكهنة وخدّام، عليهم بتأثيرهم أن يُساعدوا ‏الأطفال أن يكتسبوا الصفات الحسنة.‏
 لا يجب أن تكون السُلطة أبداً قوّة السيادة، ولكنها خدمة محبّة، هدفها أن تصل تدريجيًا إلى ‏تكوين شخصيّة سويّة.‏
 من الناس مَن يتمتّعون طبيعيّاً بموهبة السُلطة، فهى مولودة معهم، ولهم تأثير واضح على ‏مَن حولهم، وكأنه تَخرُج منهم طاقة مغناطيسيّة، تتحكّم فى الجوّ المحيط بهم. إنهم لا ‏يحتاجون إلى المُطالبة بالصمت والهدوء. يتكلّمون فيسود السكوت تلقائيّاً. وبمجرد ‏حضورهم يعمّ الهدوء، بينما غيرهم يفشل فى أن يستمتع إليه الاطفال.‏
 ومع ذلك فالسُلطة يمكن اكتسابها، ويمكن تنميتها، كما يُمكن فقدانها. وذلك بموجب قواعد ‏يَحسُن دراستها.‏
 إن أردت أن يحترمك الاطفال، احترم نفسك. فلا تقُل أبداً كلمة غير لائقة أو مبتذلة، ولا ‏تمزح مزاحاً مشبوهاً، ولا تسمح لنفسك بالفة زائدة، ولا تبدو أبداً خاملاً أو مستهتراً. كُن ‏دائماً الأب، والقائد، والمربّى. كُن مثلاً أعلى.‏
وكلّما زاد تأثير المسؤول على الأطفال، نظراً لسنّة أو خبرته أو مواهبه، كلّما كان عليه أن يحرص ‏على عدم خنق شخصيتّهم المتفتّحة، وإنما يجتهد فى إبرازها وتنميتها.‏