كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال (20) مهارة التربية باللّعب
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الثالث
(20) مهارة التربية باللّعب
يحكم الطفل على الشخص الكبير، حسب ما يراه من اهتمام هذا الشخص بما يهمّ الطفل شخصياً، عليك إذاً أن تهتمّ اهتماماً صادقاً وجدّيّاً بلعب الطفل، وثِق أن نفوذك وتأثيرك سيزداد عنده.
إجعل الأطفال يشعرون بالسعادة فى نشاطك أو فى مجموعتك، تأكّد أن اللّعب له قيمة تربويّة كبيرة، لأن الإنسان يتشكّل بما يشغله ويسيطر عليه. واللّعب هو الشاغل الاساسى للطفل، وبالتالى له تأثير واضح فى تكوينه وتربيّته، إن عرفتَ كيف توجّه هذه الرغبة التوجيه الحَسن.
اللّعب المنظّم ينمّى فى الطفل صفات النظام، والانتباه، وحضور الذِهن، والسيطرة على الذات، والصبر والمثابرة.
يعيش الطفل بعمق فى روح الألعاب التى يُمارسها. فإن لَعب مثلاً لعبة (عسكر وحراميّة)، يتقمّص الدور الذى يقوم به، حسب ما يتخيّله، على ضوء ما قرأه فى الروايات البوليسيّة، أو ما يراه فى التليفزيون والسينما.
فلماذا لا تستخدم اللّعب كوسيلة لتجعل الطفل يعيش الاحداث المسيحيّة. فالكتاب المقدّس، بعهديه القديم والجديد، وتاريخ الكنيسة، بما فيه التاريخ المُعاصر، كلّ هذا مليئ بالمواضيع الشيّقة.
فمتى توفّر الإعداد الجيّد، والتنفيذ الحَسن، والتقويم الحكيم، أصبح اللّعب درساً فعّالاً للغاية، يستوعبه الطفل ويتشبّع به، فهو يتعايش شخصيّاً مع أحداثه خصوصاً إذا كان قد اشترك فيه بدورٍ فعّال.
ولكن إحرص على أن يبقى اللّعب تسلية ومرحاً، ولا تحوّله إلى كنيسة أو مدرسة.
يلزمك إذاً أن تتعلّم، أنت ومساعدوك ورؤساء الفِرق، العديد من الألعاب للمناسبات والأماكن المختلفة. هناك ألعاب للملاعب، وأخرى للقاعات، وغيرها للمعسكرات. وهناك الألعاب الفرديّة، والثنائيّة، والجماعيّة.
لا يطيب اللّعب للأطفال، إلاَّ إذا عرف كلّ المشتركين فيه قواعده بوضوح ودقّة، وكان لكلّ فريق فُرص متكافئة للفوز، وكانت عدالة الحكّام ونزاهتهم لا ريب فيها، فتُعطيهم سُلطةً لا نقاش حولها.
أطلب من مساعديك ومن رؤساء الفِرق أن يأخذوا اللّعب بجديّة، دون أن يحوّلوه أبداً إلى الرياضيّة، وبكلّ محبّة. فالفُرص كبيرة فى المباريات الرياضيّة، لتنمية روح التعاون الجماعى والتفاهم الأخوى.
درّب الأطفال على فنّ التعامل مع الفوز والهزيمة. شجّع من جاهدوا ببسالةٍ وشهامة، ولم يفوزوا. وإجعل الفريق الفائز يُقدّم لهم جماعيّاً المديح والشكر والتهنئة، بكلّ روح أخويّة ورياضيّة.
شجّع المباريات الوديّة، وتجنّب المباريات الرسميّة، ففيها يفقد الأطفال مُتعة اللّعب الترفيهى، مما يُشكّل خطراً على العمل التربوى.
التمثيل من أهمّ الوسائل التربويّة، وأكثرها جاذبيّة للطفل. إستخدم التمثيل لتكوين خِصاله وأخلاقه. وإنما يجب أن تُحسن اختيار المسرحيّات التى تبنى وتقوّى الفضيلة، وتعمل على تشجيع الأخلاق الحَسنة، والروح الدينيّة والإجتماعيّة.
إحذر من أن تُعطى للتمثيل أهميّة مُفرطة، وإلاَّ أعتقد الأطفال أنه أهمّ شئ يُمكنهم القيام به. وكذلك لا تُسرف فى الانفاق على التمثيل، ولا تضعه فى مركز اهتماماتك، وإلاَّ أضعت فى هذا النوع من التسلية أكبر ما لديك من جَهدٍ ووقتٍ ومال.
وإجعل الأطفال يهدفون الأداء الحَسن، ليقدّموا لزملائهم وأهلهم تسلية هادفة نافعة، ليكسبوا الإعجاب والتصفيق.