stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال ‏(20) مهارة التربية باللّعب‏

974views

كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة ‏
القمص / لويس نصرى
مراجعة ‏
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الثالث

 

‏(20) مهارة التربية باللّعب


يحكم الطفل على الشخص الكبير، حسب ما يراه من اهتمام هذا الشخص بما يهمّ الطفل ‏شخصياً، عليك إذاً أن تهتمّ اهتماماً صادقاً وجدّيّاً بلعب الطفل، وثِق أن نفوذك وتأثيرك سيزداد ‏عنده.‏
 إجعل الأطفال يشعرون بالسعادة فى نشاطك أو فى مجموعتك، تأكّد أن اللّعب له قيمة ‏تربويّة كبيرة، لأن الإنسان يتشكّل بما يشغله ويسيطر عليه. واللّعب هو الشاغل الاساسى ‏للطفل، وبالتالى له تأثير واضح فى تكوينه وتربيّته، إن عرفتَ كيف توجّه هذه الرغبة ‏التوجيه الحَسن.‏
 اللّعب المنظّم ينمّى فى الطفل صفات النظام، والانتباه، وحضور الذِهن، والسيطرة على ‏الذات، والصبر والمثابرة.‏
 يعيش الطفل بعمق فى روح الألعاب التى يُمارسها. فإن لَعب مثلاً لعبة (عسكر وحراميّة)، ‏يتقمّص الدور الذى يقوم به، حسب ما يتخيّله، على ضوء ما قرأه فى الروايات البوليسيّة، ‏أو ما يراه فى التليفزيون والسينما.‏
 فلماذا لا تستخدم اللّعب كوسيلة لتجعل الطفل يعيش الاحداث المسيحيّة. فالكتاب المقدّس، ‏بعهديه القديم والجديد، وتاريخ الكنيسة، بما فيه التاريخ المُعاصر، كلّ هذا مليئ بالمواضيع ‏الشيّقة.‏
 فمتى توفّر الإعداد الجيّد، والتنفيذ الحَسن، والتقويم الحكيم، أصبح اللّعب درساً فعّالاً للغاية، ‏يستوعبه الطفل ويتشبّع به، فهو يتعايش شخصيّاً مع أحداثه خصوصاً إذا كان قد اشترك فيه ‏بدورٍ فعّال.‏
 ولكن إحرص على أن يبقى اللّعب تسلية ومرحاً، ولا تحوّله إلى كنيسة أو مدرسة.‏
 يلزمك إذاً أن تتعلّم، أنت ومساعدوك ورؤساء الفِرق، العديد من الألعاب للمناسبات ‏والأماكن المختلفة. هناك ألعاب للملاعب، وأخرى للقاعات، وغيرها للمعسكرات. وهناك ‏الألعاب الفرديّة، والثنائيّة، والجماعيّة.‏
 لا يطيب اللّعب للأطفال، إلاَّ إذا عرف كلّ المشتركين فيه قواعده بوضوح ودقّة، وكان لكلّ ‏فريق فُرص متكافئة للفوز، وكانت عدالة الحكّام ونزاهتهم لا ريب فيها، فتُعطيهم سُلطةً لا ‏نقاش حولها.‏
 أطلب من مساعديك ومن رؤساء الفِرق أن يأخذوا اللّعب بجديّة، دون أن يحوّلوه أبداً إلى ‏الرياضيّة، وبكلّ محبّة. فالفُرص كبيرة فى المباريات الرياضيّة، لتنمية روح التعاون ‏الجماعى والتفاهم الأخوى.‏
 درّب الأطفال على فنّ التعامل مع الفوز والهزيمة. شجّع من جاهدوا ببسالةٍ وشهامة، ولم ‏يفوزوا. وإجعل الفريق الفائز يُقدّم لهم جماعيّاً المديح والشكر والتهنئة، بكلّ روح أخويّة ‏ورياضيّة.‏
 شجّع المباريات الوديّة، وتجنّب المباريات الرسميّة، ففيها يفقد الأطفال مُتعة اللّعب ‏الترفيهى، مما يُشكّل خطراً على العمل التربوى.‏
 التمثيل من أهمّ الوسائل التربويّة، وأكثرها جاذبيّة للطفل. إستخدم التمثيل لتكوين خِصاله ‏وأخلاقه. وإنما يجب أن تُحسن اختيار المسرحيّات التى تبنى وتقوّى الفضيلة، وتعمل على ‏تشجيع الأخلاق الحَسنة، والروح الدينيّة والإجتماعيّة.‏
 إحذر من أن تُعطى للتمثيل أهميّة مُفرطة، وإلاَّ أعتقد الأطفال أنه أهمّ شئ يُمكنهم القيام به. ‏وكذلك لا تُسرف فى الانفاق على التمثيل، ولا تضعه فى مركز اهتماماتك، وإلاَّ أضعت فى ‏هذا النوع من التسلية أكبر ما لديك من جَهدٍ ووقتٍ ومال.‏
وإجعل الأطفال يهدفون الأداء الحَسن، ليقدّموا لزملائهم وأهلهم تسلية هادفة نافعة، ليكسبوا ‏الإعجاب والتصفيق.‏