كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال (31) الصحّة
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
القسم الرابع
بعض النصائح العمليّة
(31) الصحّة
الصحّة عطيّة من الله، لا يحقّ لنا أن نُفرّط فيها، فهى هبة يَلزمنا أن نستثمرها، دون تدليل أو قلقٍ مُفرِط. من واجب كلّ مسؤول عن عملٍ أو خدمة، أن يُراعى صحتّه ليتمّم رسالته جيّداً.
الارهاق نقص فطنة خطير، وعلينا يقع النصيب الأكبر من المسؤوليّة أن نتجنّبه.
وحتّى نتفادى خطر الارهاق، يجب أن نتمسّك، بكلّ إصرار وقوّة، على توفير قِسط مُناسب من الغذاء الروحى. ولا نقبل، بلا تمييز، كلّ المهام التى نُقابلها وهذا التحفّظ ليس نقصاً فى السخاء، وإنما هو تواضع، وحكمة، وشجاعة مستنيرة، وإدراك أفضل للواجب.
يجب أن نعرف حدود إمكانيّاتنا، وأن نُراعى بكلّ ثمن وقت النوم وأوقات الستجمام اللاّزمة. فلا مكسب فى أن تكون دائماً متوتّراً ومشدود الأعصاب.
لا يطلب منّا الله أعمالاً إضافيّة تفوق طاقاتنا، فنُصبح محطَّمين، أو مضطربين، وعديمى الثمر.
يأتى الارهاق عادةً من سوء تنظيم الأعمال، أكثر مما يأتى من كثرتها. فما لا نعمله جيّداً يُتعبنا. أمّا نُحسن أداءه، فيُعطينا قوّة ودفعاً جديداً للعمل، حتّى إذا تطلّب منّا جهداً وتعباً.
يجب أن تتخلّص من وقت إلى آخر من هموم عملك، لتُفكّر وتتحدث فى مواضيع أخرى، هكذا تستعيد نشاطك وقوّتك فى الهدوء والسكينة.
إعرف أن تتوقّف عند اللّزوم، وأن تستريح لاسترداد صحّتك. وإذا شعرت بتعب غير اعتيادى، لا تتردّد فى استشارة الطبيب. وإعمل بما يطلبه منك. فخيرٌ لك أن تستريح بِضعة أيّام عند بداية التعب، من أن تضطر إلى التوقّف عن اعمالك بِضعة أسابيع أو شهور، بسبب إهمالك وتوانيك.
لا تقُل إنك تُريد “الموت فى الميدان”. فهذا الشعار حماقة تَخفى الكبرياء والادّعاء الكاذب بالبطولة. كما أن التمسّك بعمل أو مهمّة، يتعذّر إنجازها، هو أسوأ ما يُمكن تقديمه لها.
من الصواب أن تُعطى لنفسك بعض الوقت للراحة والاستجمام، ولكن باعتدال. إحذر من أن يكون المجهود أو الوقت الذى تُعطية لذلك سبباً فى تعب إضافىّ، ومصدراً للإجهاد أو الحرمان من الراحة المنشودة. فإذا قُمت مثلاً برحلات مُضية، فقد تضرّ صحّتك بصفةٍ دائمة.
إذا كنت المسؤول الأوّل أو الأكبر عن معسكر، فلا تعتبره إجازة لك، فهو ليس راحة، بل فترة مليئة بالمشاغل والمسؤوليّات المُضنية.