stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكتبالمكتبة الكاثوليكية

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة – الوحدة الثانية ‏ ” اللقاء الخامس ‘

782views

كتاب مُرشِد خادم المرحلة الإعداديّة

الوحدة الثانية

زمن الصوم الكبير والآلام والقيامة

اللقاء الخامس

 

العنصرة

  • النصّ الكتابىّ:
    “ولمَّا جاءَ اليومُ الخَمسونَ، كانوا مُجتَمعينَ كُلُّهُم فى مكانٍ واحدٍ، فخرَجَ مِنَ السَّماءِ فجأةً دَوِىٌ كَرِيح عاصِفَةٍ، فمَلأ البَيتَ الذى كانوا فيهِ. وظَهرَت لهُم ألسِنَةِ كأنها مِن نارٍ، فاَنقَسمَت ووقَفَ على كُلّ واحدٍ مِنهُم لِسانِ. فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، وأخذوا يتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهمِ، على قَدرِ ما مَنَحهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أن ينطِقُوا” (أع 2: 1 – 4).
  • إلى خادم الكلمة:
    كان عند اليهود ثلاثة أعياد للحج:
    – عيد الفصح.
    – عيد الحصاد.
    عيد المظال.
    وكان عليهم فى هذه الاعياد الصعود إلى أورشليم.
    مرّ عيد الحصاد بتغيّرات متدرّجة حتّى صار عيد حلول القدس (=العنصرة) للمسيحيّين كالآتى:
    عيد الحصاد.
    – عيد تذكار العهد.
    – عيد حلول الروح القدس.

 

 

عيد الحصاد كان فى البداية عيد زراعى عند اليهود، يتمّ فيه الاحتفال بنهاية الحصاد، وكانوا يقدّمون فى هذا العيد بواكير حصادهم للربّ.
“وعيدوا عيدَ حَصادِ بَواكيرِ غَلاتِكُمُ التى تزرَعونَها فى الحقلِ، وعيدَ جمعِ غَلاَتِكُم مِنَ الحقلِ عِندَ نِهايةِ السَّنةِ” (خر 23: 16).
عيد تذكار العهد بين الله وشعبه

بعد إختفاء الطقوس الزراعيّة (ق 2ق.م.)، تمّ ربط العيد بإعطاء التوراة للشعب كتذكار للاستلام موسى لوحىّ الشريعة.
تهدف التوراة لتحرير الشعب، وإدخال البُعد الروحى فى حياته بكاملها، إنها تؤسّس علاقة شخصيّة بين الله وأفراد شعبه. أصبح إسرائيل بهذا العهد شعب الله.
عيد حلول الروح القدس ثُمَّ مع عصر الرسل، اخذ العيد معنى آخر، وهو عيد حلول الروح القدس يوم العنصرة، على جبل صهيون فى أورشليم فى العليّة. “لأنَّ الله بِموسى أعطانا الشريعةَ، وأمَّا بِيَسوعَ المسيحِ فوَهَبَنا النّعمَةَ والحقَّ” (يو 1: 17).
يحتفل المسيحيّون بعيد العنصرة ويعتبرونه من أكبر أعياد السنة الطقسيّة.

  

كلمة “عنصرة” هى لفظة عبرانيّة بمعنى “اجتماع” أو “محفل”. أمّا التسمية اليونانيّة للعيد “البندكُستين” معناها “اليوم الخمسين”، لأن هذا العيد كان يقع بعد مرور سبعة أسابيع (أنظر تث 16: 9)، أو خمسين يومًا بعد الفصح (أنظر أح 23: 16).
يُعتبر عيد العنصرة يوم بداية رسالة الكنيسة الفعليّة، وليس يوم نشأتها: إذ أن نشأة (= ولادة) الكنيسة تمتّ عندما طُعن يسوع بالحربة، فنزل من جبنه ماء رمزًا لسرّ المعموديّة، ودم لسرّ الإفخارستيّا.
يتميّز هذا الحدث بإفاضة الروح القدس على الرسل، الذى يؤهلّكم للقيام بالرسالة الموكلة إليهم. كان حزقيال النبى قد تحدّث النبى قديمًا عن الروح الذى يخلق الكائنات ويحيّيها، وكان يتكلّم عن الايّام المسيانيّة فيصفها كفترة تتميّز بذلك الفيض من الروح. إذًا حلول الروح القدس لم يكن غريباً عن الشعب العبرى، الذى كان يقرأ النبوءات، أمّا الظواهر التى صاحبته مثل العاصفة والنار، فتتدرج فى سلسلة ظهورات الربّ فى العهد القديم وتتوّجها.
يستعمل كتاب أعمال الرسل لوصف العنصرة رموزاً للغشارة إلى الروح القدس:
     صورة ريح عاصفة: يشير أعمال الرسل بصورة العاصفة إلى ظهور الله فى سيناء، الذى يتحدّث عنه سفر الخروج (19: 16 -19)، والتثنية (10: 4)، وهى علامة للقدرة الإلهيّة، التى تُشِعر الإنسان بحضور الله. ومما لا شكّ فيه أنّ روح الرّب قد أُعطى للتلاميذ قبل صعود الرّبّ إلى السّماء عندما “قالَ هذا ونَفضخَ فى وجوهِهِم وقالَ لهُم: خُذوا الرُّوح القُدُسَ. مَن غَفَرتُم لَه خطاياهُ تُغفَرُ لَه، ومَن مَنَعتُم عَنهُ الغُفرانَ يُمنَعُ عَنهُ” (يو 20: 22 -23). لكن فى يوم العنصرة بدّد الروح خوف التلاميذ ليعلنوا البشارة.
     صورة النار: بهيئة ألسنة “كأنها من نار” حلّ الروح القدس على التلاميذ فى صباح العنصرة وملأهم منه “وظَهرَت لهُم ألسِنَة كأنَّها مِن نارٍ، فاَنقَسمَت ووقَفَ على كُلّ واحدٍ منهُم لِسانِ. فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدسِ” (أع 2: 3- 4). وترمز النار إلى قدرة أعمال الروح القدس.
صورة التكلّم بألسنة: التكلّم بلغات هى موهبة من المواهب الروحيّة، التى نجدها لدى الجماعات المسيحيّة الأولى، وإن كان الكلام بالألسن غير مفهوم فى ذاته، إلاّ أن جميع الحاضرين فهموه. وهذه المعجزة، القائمة على الاستماع، تدلّ على انتشار الجماعة المسيحيّة لتشمل كافّة الشعوب، وعلامة الكنيسة الجامعة، حيث يأتى إليها المستمعون من مختلف بقاع العالم (أع 2: 5- 11). حقّقت العنصرة فى اورشليم الوحدة الروحيّة بين اليهود والأمم، إنها دعوة ماشرة للامم “ولكِنَ الرُّوح القُدُسَ يَحلُّ علَيكُم ويهَبُكُمُ القُوَّةَ، وتكونونَ لى شهُودًا فى أُورشليمَ واليهوديَّة كُلها والسّامِرة، حتّى أقاصى الأرض” (أع 1: 8). عكس تماماً التفرقة التى حدثت فى برج بابل قديماً، عندما تبلبلت الألسنة. الجميع فهموا ألسنة الروح التى هى القاسم المشترك لدى جميع الشعوب. ويبدو أنه بعد العنصرة، كثرت فى الكنيسة الناشئة تلك الظاهرة الجديدة، لذلك يحذّر بولس الرسول المؤمنين من المبالغة فيها (1كور 14: 1- 25).

فالعنصرة إذًا هى تتويج للفصح، لأن المسيح بعد أن أنهى عمله على الأرض، وجلس عن يمين الآب، وأرسل الروح القدس على الرسل وبواسطتهم لكلّ المسكونة، لكى يُنير أذهانهم فيفهموا الكتب، ويدركوا عمق تعاليمه التى علّمها إيّاهم عندما كان معهم. يركّز كتاب أعمال الرسل على حالة التلاميذ الداخليّة: “وكانوا يُواظبون كُلُّهُم على الصَّلاةِ بِقَلبٍ واحدٍ” (أع 1: 14). وبالتالى فإن اتّفاق التلاميذ هو الشرط لكى يأتى الروح القدس.
حدث حلول الروح القدس على الرسل هو اعتماد للرسل بالروح، قبل ابتداء مهمّتهم التبشيريّة، تماماً كما اعتمد المسيح بالروح على يد يوحنّا المعمدان قبل حياته العلنيّة. هذا الفيض من الروح سيصل إلى الجميع ليعطيهم هبات متنوّعة وخاصّة لكلّ واحد منهم. وعلاوة على هذا، سيكون الروح القدس لكلّ إنسان سبب تغيير داخلى، وتجديد عميق يجعله يستوعب الشريعة الجديدة التى حُفرت فى القلوب.

  • الفكرة الاساسية:
    “فاَمتَلأوا كُلُّهُم مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ” (أع 2: 4أ).
  • الهدف:
    – أن يعرف المخدوم أصل عيد العنصرة، الذى أعطت له المسيحيّة معنىً جديداً بحلول الروح القدس على الرُسل فى العليّة.
    – أن يشعر بأهميّة دور الروح القدس، الذى قاد التلاميذ من الخوف إلى الجرأة لإعلان البشارة.
    – أن يعى لأن يكتشف عمل الروح بداخله.

الاحتياجات والصعوبات:
– على الخادم أن يركّز على معنى التشبيه الوارد فى النصّ “ألسنة كأنّها من نار”، وتوضيح أنه لا يجب أن نتوقّف عند حرفيّة النصّ، بل علينا أن نبحث عن المعنى، فالنار كما أوضحنا تُطهّر وتُنير الطريق وترمز للقوّة.
– يوم الخمسين كان عيداً يحجّ فيه اليهود من كلّ البلاد إلى أورشليم، ففى هذا اليوم كانت كلّ الأجناس المعروفة فى ذلك الوقت موجودة غى أورشليم، وشهدوا الحدث وسمعوا عظة بطرس للإشارة إلى أنّ الكرازة هى لكلّ الأمم “فمَن دَعا باَسمِ الرَّبّ يَخلُصُ” (أع 2: 21).
– على الخادم أن يركّز على معنى التكلّم بألسنة، وربط هذه الحادثة بنصّ سفر التكوين عن برج بابل، ففى وجود الخطيئة (الكبرياء) كانت اللغة واحدة ولكن لم يستطيعوا التفاهم، وفى عصر النعمة وقت حلول الروح القدس، لا تمثّل اللّغات المختلفة عائقاً للتفاهم بين الناس.
– قد يتخيّل بعض المخدومين أن التكلّم بألسنة هو مجرّد النطق بكلمات غير مفهومة، وعلى الخادم أن ينتبه لهذه الفكرة، كما سبق وشرحنا.
– قد يفهم المخدومون أن حلول الروح القدس حلّ كلّ المشاكل الموجودة فى الجماعة المسيحيّة الأولى، لكنّ على الخادم توضيح أنه بعد حلول الروح القدس استمرّت الصعوبات والخلافات، فحلول الروح لا يمنع المشاكل بل يملأ قلوبنا بالمحبّة، ويفتح عقولنا لتقبُّل الآخرين فنستطيع مواجهة الصعوبات